ملفات وتقارير

استهداف قادتها باجتماع سري تحت الأرض.. ما مهام وقدرات وحدة الرضوان التابعة لحزب الله؟

كتيبة الرضوان تعد واحدة من وحدات النخبة في حزب الله وتتميز بتدريبها المتقدم- إعلام حزب الله
اشتعلت جبهة القتال على الحدود الشمالية بين الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله اللبناني، خاصة بعد إعلان الاحتلال استهداف قادة وحدة الرضوان، القوة الخاصة والنخبوية داخل الحزب، والتي تعد أكثر الوحدات شهرة وتفوقاً داخل حزب الله اللبناني، وذلك خلال اجتماع سري تحت الأرض.

ونفذ طيران الاحتلال، الجمعة، عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وأعلن عن استهداف القيادي البارز  في حزب الله، إبراهيم عقيل، الذي قال عنه إنه رئيس منظومة العمليات في "حزب الله" والقائد الفعلي لوحدة الرضوان "الوحدة ذات الخبرات العالية في العمليات العسكرية". 

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري إن قائد وحدة الرضوان وكبار قادة الوحدة "كانوا مجتمعين تحت الأرض عندما جرى استهدافهم وقتلهم في غارة جوية إسرائيلية"، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 15 شخصاً على الأقل بينهم أطفال، وإصابة 59 بجروح "8 منهم في حالة حرجة" وفقدان 17 شخصاً خلال الغارة.

ونقل موقع "أكسيوس" الأمريكي عن مصادر في جيش الاحتلال، قولهم إن القيادي إبراهيم عقيل، ونحو 20 آخرين قتلوا في الغارة التي استهدفت بنايتين في الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة.


وخلال الأسابيع الأخيرة، أفادت تقارير بأن عددًا من قادة هذه الوحدة استهدفوا في عمليات دقيقة نُسبت إلى الاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي زاد من حدة التوترات في لبنان والمنطقة، ويُعتقد أن هذه العمليات جاءت في سياق سعي الاحتلال لإضعاف حزب الله عبر استهداف قياداته المؤثرة، في ظل المخاوف المتزايدة من نشوب صراع عسكري أوسع بين الطرفين.

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا كبيرا من عناصر وحدة الرضوان، قتلوا في تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية والنداء "البيجر" في لبنان، يومي الثلاثاء والأربعاء، وفي الوقت ذاته أعلن حزب الله مقتل 20 من عناصره، الأربعاء، في التفجيرات نفسها، ومن بين هؤلاء القائد الميداني في "قوة الرضوان" علي جعفر معتوق، و5 عناصر من الحزب قضوا في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان.
 
وتعرف وحدة الرضوان، بكفاءتها العالية وخبرتها الطويلة في العمليات العسكرية، كانت على مدار السنوات الماضية في طليعة المواجهات المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ويمثل استهداف قادتها تطورًا مهمًا في الصراع بين الجانبين.


"وحدة الرضوان"
وتُعتبر "وحدة الرضوان" أو قوات الرضوان واحدة من أكثر الوحدات شهرة وتفوقاً داخل حزب الله اللبناني، وهي الذراع العسكري الضارب للحزب، تتميز بقدرات قتالية عالية وتدريبات متقدمة.
 
التأسيس والتسمية

تشارك وحدة الرضوان في أكثر المهام تعقيداً، ويُنظر إليها كعنصر رئيسي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وتأسست وحملت اسمها تيمنا بالقيادي الراحل عماد مغنية، الذي كان يعرف بلقب "الحاج رضوان"، والذي اغتيل في دمشق عام 2008.

ولعبت الوحدة دورا حاسما في تطوير القدرات العسكرية للحزب، وكان مغنية مسؤولاً عن العديد من العمليات النوعية، خاصة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أما بعد اغتياله فقد أصبحت الكتيبة ذراعا للمقاومة داخل الحزب، وهي تعمل على مواصلة إرثه العسكري.

المهام والقدرات القتالية
وتتميز الوحدة إضافة إلى أنها واحدة من أهم مكونات كتائب حزب الله، بتدريبها المتقدم وتجهيزها بعتاد عسكري حديث، ويخضع أفرادها لتدريبات عسكرية شاقة تشمل القتال البري وحرب العصابات والعمليات الخاصة.

وتتركز تدريبات الأفراد على اللياقة البدنية العالية والقدرة على تنفيذ المهام في ظروف صعبة ومعقدة.

وتُشارك الوحدة في مهام خاصة تتطلب مستوى عاليا من الاحترافية، بدءاً من الهجمات المتقدمة إلى تنفيذ الكمائن واستهداف المواقع الاستراتيجية. كما تُستخدم في العمليات التي تهدف إلى استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية وتحييد خطر القوات البرية الإسرائيلية، وتشارك في تكتيكات حرب الأنفاق.

ولعبت الوحدة دوراً بارزاً في حرب تموز/ يوليو 2006 ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشاركت في العديد من العمليات الهجومية والدفاعية التي أحدثت تأثيرا كبيرا في مسار الحرب.

ومن بين هذه العمليات كانت الهجمات على المواقع العسكرية للاحتلال الإسرائيلي المتقدمة، وتنفيذ الكمائن بالصواريخ المضادة للدروع.

القدرات العسكرية والتسليح
تمتاز وحدة الرضوان بقدرات عسكرية متقدمة تشمل:
الأسلحة المتطورة: تتسلح بمجموعة من الأسلحة المتقدمة مثل الصواريخ المضادة للدروع والمدافع الرشاشة وأجهزة الاتصال الحديثة، وتستخدم تقنيات متطورة مثل الطائرات بدون طيار وأنظمة الحرب الإلكترونية.

التكتيكات العسكرية: تعتمد على تكتيكات معقدة تشمل حرب الأنفاق والكمائن الدقيقة، وتستخدم أيضاً تكتيكات المفاجأة والهجوم المباغت، ما يمنحها تفوقا في المواجهات غير المتكافئة.

أنظمة الحرب الإلكترونية: طورت الوحدة قدرات في مجال الحرب الإلكترونية والتجسس، مما يمكنها من استهداف خصومها بشكل أكثر دقة وفعالية.

التنظيم والهيكلية: رغم السرية التي تحيط بتنظيم وحدة الرضوان، يُعتقد أنها تتكون من عدة وحدات صغيرة ومتخصصة وتتبع مباشرة لقيادة حزب الله المركزية، ويتم اختيار مقاتليها بناءً على معايير صارمة تشمل الخبرة القتالية واللياقة البدنية العالية والولاء الكامل للحزب.

وفيما يلي إنفوغراف بأبرز المعلومات عن "وحدة الرضوان":