نجا الطفل
اللبناني حيدر حجازي (5 أعوام) بأعجوبة من الموت، بعدما شن
الاحتلال الإسرائيلي غارة عنيفة على منزله في إحدى بلدات
جنوب لبنان، ما أسفر عن دمار المبنى الذي كان يعيش فيه مع عائلته.
ومع بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد لبنان الاثنين الماضي، استهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزل حيدر المكون من 3 طوابق في بلدة أنصار جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص.
تمكنت فرق البحث والإنقاذ من انتشال حيدر بعد ساعات من القصف الإسرائيلي، قبل حمله إلى مستشفى لبيب الطبي في مدينة صيدا ليتلقى الرعاية الصحية اللازمة، حسب تقرير لوكالة الأناضول.
وكان حيدر دخل في غيبوبة بعد يوم الغارة الإسرائيلية على منزله، لكنه أفاق منها وهو يرقد في إحدى غرف المستشفى، حيث يعكف والده على الاهتمام به وإطعامه، بعدما أصبح الناجي الوحيد من الغارة الإسرائيلية.
وتظهر على وجه حيدر الجروح والرضوض التي سببتها له الغارة، دون أن يستطيع تحريك أي من أعضائه، وفقا للأناضول التي تحدث لها والد الطفل اللبناني عن يوم الغارة، مشيرا إلى أنها وقعت بعدما نزح إلى المنزل في بلدة أنصار من بلدة القنطرة الحدودية، لحماية عائلته من القصف الإسرائيلي المركز على المناطق الحدودية.
وقال والد الطفل: "استهدفت غارة إسرائيلية المبنى الذي أسكنه مع عائلتي بينما كنت خارج المنزل، فسقط 9 شهداء وبقي طفلي جريحا تحت الأنقاض، إلى أن تمكنت فرق الدفاع المدني من انتشاله".
وأضاف في حديثه للأناضول، وهو يبكي: "جئنا إلى أنصار، لأهرب أنا وعائلتي وأحميهم من القصف، لكن إسرائيل تبعتهم وقتلتهم"، مشيرا إلى أن "على إسرائيل أن تواجه العساكر، وألا تستقوي على المدنيين العزّل".
وتابع حجازي مشيرا إلى ولده الناجي من الغارة الإسرائيلية، "عمره 5 أعوام، ويتابع دراسته في الصف ثاني ابتدائي.. أليس هذا حراما!؟".
وأضاف: "أصيب ابني بغيبوبة، واليوم استيقظ منها، حالته بحسب ما طمأنني الأطباء باتت أفضل من قبل، وهو مصاب برضوض وجروح في الرأس، ويعاني من كسور في ظهره ورجليه ووِركه (الحوض)".
وتجدر الإشارة إلى أن حيدر ليس الطفل الوحيد الذي كان ضحية لغارات الاحتلال الإسرائيلي على لبنان، حيث تسبب القصف العنيف على الأراضي اللبنانية في استشهاد وإصابة عشرات الأطفال.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات الجوية العنيفة وغير المسبوقة على مواقع متفرقة من جنوب لبنان، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 640 شخصا وإصابة 2505 آخرين بجروح مختلفة، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، بحسب أحدث بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
وتأتي هذه التطورات بعد أيام قليلة من تفجيرات أجهزة اتصالات لاسلكية من نوعي "بيجر" و"ووكي توكي- آيكوم ICOM V82"، في مناطق مختلفة من لبنان، ما أسفر عن سقوط 32 شهيدا، وإصابة نحو 3250 آخرين بجروح مختلفة.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته ضد الاحتلال الإسرائيلي موسّعا نطاق استهدافاته؛ ردا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة في لبنان، منذ بدء التصعيد الإسرائيلي الكبير ضد الأراضي اللبنانية مطلع الأسبوع الجاري.