في الساعات
الأولى من صباح اليوم، بدأ جيش
الاحتلال الإسرائيلي عملية
اجتياح بري واسعة النطاق
جنوب
لبنان، مستهدفًا مواقع حزب الله في محاولة لتقويض نفوذه العسكري في المنطقة، ويأتي
هذا الاجتياح في ظل تصاعد التوترات، ويبدو أن الضربات الجوية وحدها لم تكن كافية
لتدمير قدرات حزب الله العسكرية.
وأعلن جيش
الاحتلال عن توغله البري داخل الأراضي اللبنانية فجر الثلاثاء، تنفيذًا لتهديداته
التي أطلقها في الأيام السابقة، وفي المقابل، واصل حزب الله اللبناني تصديه لهذا
الهجوم، حيث إنه أمطر مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل بعشرات الصواريخ يوميًا، ما
يعكس تصميمه على المقاومة.
ويعيد هذا
التصعيد إلى الأذهان اجتياحًا آخر للشرق الأوسط قبل أكثر من عقدين، عندما غزت
الولايات المتحدة العراق في عام 2003، حيث ربط العديد من رواد منصات التواصل
الاجتماعي بين ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي الآن في لبنان وتوغله فجرا وما
فعلته واشنطن في العراق، حيث اعتمدت كلا الدولتين على اجتياح بري واسع النطاق بعد
أن توصلتا إلى أن الضربات الجوية والعقوبات الاقتصادية لن تكون كافية لتحقيق
أهدافهما.
تمامًا كما حدث
في العراق، يبدو أن إسرائيل ترى أن الحرب الجوية ليست كافية لتدمير القدرات
العسكرية لحزب الله، وأن الاجتياح البري هو الحل الأمثل لتحييد تهديده المستمر.
وكما أسقطت واشنطن نظام
صدام حسين عبر عملية برية مكثفة بعد أن فشلت العقوبات
والضغوط الدبلوماسية، فإن الاحتلال الإسرائيلي يسعى لتحقيق هدف مماثل في لبنان
عبر تدمير بنيات حزب الله العسكرية بشكل جذري.
وكانت حرب بغداد، التي
اندلعت في آذار/ مارس 2003، جزءًا من استراتيجية الولايات المتحدة للتخلص من
أسلحة الدمار الشامل المزعومة التي ادعى الرئيس الأمريكي جورج بوش أنها موجودة في
العراق. وبدأت الحرب بتدخل جوي مكثف، لكن العمليات الجوية لم تكن كافية لإسقاط نظام
صدام حسين. لذا، فقد قررت الولايات المتحدة اللجوء إلى اجتياح بري شامل بدأ بعبور
القوات الأمريكية والبريطانية من الكويت.
في غضون ثلاثة
أسابيع فقط، سقطت بغداد ودخلت القوات الأمريكية المدينة في 9 نيسان/ أبريل 2003، ما أدى إلى انهيار النظام العراقي. ومع ذلك، فإنها لم تكن النهاية بهذا الوضوح، إذ دخل
العراق في مرحلة طويلة من الفوضى وعدم الاستقرار، مع ظهور جماعات مسلحة كتنظيم
القاعدة الذي استغل غياب الدولة لبسط نفوذه.