ملفات وتقارير

في الذكرى الـ51.. هذه العوامل ساعدت على انتصار مصر بحرب أكتوبر 73

مصر حظيت في حرب أكتوبر 1973بدعم من الدول العربية ماليا وعسكريا ومعنويا- جيتي
"ما أشبه اليوم بالبارحة"، ففي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي حربا على قطاع غزة، ومرور عام على عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر، تأتى الذكرى الـ 51 لحرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1973.

وشهدت المنطقة العربية حينها واحدة من أبرز المحطات التاريخية، حيث غيرت حرب أكتوبر ملامح الصراع العربي الإسرائيلي، واندلعت كجزء من الجهود المصرية والسورية لاستعادة الأراضي المحتلة في عام 1967، حيث تمكنت القوات المصرية من عبور قناة السويس في عملية عسكرية مخططة بعناية.

تأتي ذكرى الحرب المعروفة أيضا باسم "يوم الغفران" داخل الاحتلال الإسرائيلي؛ نظرا ليوم اندلاعها، لتؤكد أن "حرب أكتوبر" لم تكن مجرد صراع عسكري، بل كانت تعبيرًا عن إرادة الشعوب العربية في مقاومة الاحتلال واستعادة الحقوق، ولذلك، تبقى هذه الذكرى حية في وجدان العرب، تذكرهم بعزيمة الأمة وقوتها عندما تتحد لتحقيق أهدافها.

مع مرور السنين، لا تزال آثار الحرب تُدرس وتُحلل في جميع أنحاء العالم، حيث تُعتبر درسًا في الاستعداد والتخطيط العسكري وأهمية التضامن العربي، ما يسلط الضوء على الحاجة المستمرة لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة.

 الأسباب الرئيسية للحرب
احتلال إسرائيل للأراضي العربية بعد حرب 1967، استولى الاحتلال الإسرائيل على أراض عربية شاسعة، بما في ذلك شبه جزيرة سيناء المصرية، وهضبة الجولان السورية.

التحركات العسكرية والسياسية الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من خلال التحركات العسكرية العربية، خاصةً في مصر وسوريا.

محاولات السلام الفاشلة بعد سلسلة من محادثات السلام الفاشلة، قرر القادة العرب عدم التراجع عن حقوقهم، ما زاد من الرغبة في العمل العسكري.

الضغط الشعبي تصاعدت الأصوات الداعية إلى العمل العسكري في الدول العربية بعد سلسلة من الهزائم، ما عزز الشعور الوطني.

فوارق ما قبل الحرب
قبل حرب أكتوبر 1973، كان هناك اختلافات وفوارق واضحة بين الجيش المصري وجيش الاحتلال الإسرائيلي من حيث: القوة العسكرية، والاستراتيجيات، والتجهيزات.

العدد والموارد البشرية:
الجيش المصري كان لديه عدد كبير من الجنود، يُقدَّر بحوالي 1.3 مليون جندي، وتنوعت صفوف الجيش، بما في ذلك جنود مشاة، ومدرعات، ووحدات جوية.
جيش الاحتلال الإسرائيلي، كان عدد الجنود في الجيش الإسرائيلي يُقدَّر بحوالي 600,000 جندي، لكنهم كانوا يتبعون نظام الاحتياط، ما سمح لهم بتعبئة عدد أكبر في حالات الطوارئ.

التجهيزات العسكرية:
امتلك الجيش المصري عددًا كبيرًا من الدبابات (مثل دبابات T-55 وT-62)، والمعدات الثقيلة، والمدفعية، ففي بداية السبعينات، بدأت مصر في الحصول على معدات عسكرية من الاتحاد السوفيتي، ما زاد من قوة تسليحها.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي يمتلك دبابات متقدمة مثل "الميركافا"، التي كانت تُعتبر من الأفضل في ذلك الوقت، وتميز الاحتلال الإسرائيلي بتفوقه في الطائرات المقاتلة، حيث كانت تمتلك طائرات "فانتوم" و"ميراج" ذات الأداء العالي.

التدريب والتكتيكات
رغم قوة العدد والتجهيزات، كان الجيش المصري يعاني من نقص في التدريب والتكتيكات القتالية الحديثة، حيث خضع الجيش المصري بعد نكسة 1967، لإعادة تنظيم وتحديث، لكن استمر نقص الخبرة.

وامتلك جيش الاحتلال الإسرائيلي خبرة كبيرة في المعارك؛ بسبب الحروب المتكررة التي خاضها منذ تأسيس الدولة، مثل حروب 1948 و1967، واعتمد الاحتلال الإسرائيل على استراتيجيات مبتكرة، مثل الاستخدام الفعال للمعلومات الاستخباراتية.

التفوق الجوي
كان الجيش المصري لديه سلاح جوي، لكن لم يكن بمستوى قوة سلاح الجو الإسرائيلي، وافتقر إلى التكنولوجيا الحديثة في بعض الطائرات.

كان يُعتبر التفوق الجوي أحد أبرز نقاط القوة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أعطاهم ميزة كبيرة في المعارك

الدعم اللوجستي والاستخباراتي

واجه الجيش المصري تحديات في توفير الدعم اللوجستي والموارد في الميدان، وكانت المعلومات الاستخباراتية أقل دقة مقارنة بما كانت تمتلكه إسرائيل.

في الوقت الذي كانت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تمتلك معلومات دقيقة عن تحركات القوات المصرية بدعم أمريكي.

نتائج الحرب
تحقيق الأهداف السياسية على الرغم من استمرار القتال، أدت الحرب إلى تغييرات في الموقف الدولي والضغط على الاحتلال الإسرائيلي للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

معاهدة السلام أسفرت الحرب عن معاهدة كامب ديفيد بين مصر والاحتلال الإسرائيلي عام 1979، والتي أعادت سيناء إلى مصر، رغم تعارض العديد من الدول العربية كون أن المعاهدة فتحت باب التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي وجعلت من مصر الدولة الأولي عربيا تطبيعا معه.

التوازن الاستراتيجي ساهمت الحرب في تغيير التوازن الاستراتيجي في المنطقة.

الخسائر البشرية
قدر عدد الشهداء المصريين بحوالي 2,500 إلى 3,000 جندي، وجرح أكثر من 10,000، فيما قدرت خسائر جيش الاحتلال الإسرائيلي بحوالي 2,500 قتيل، وجرح 7,000 آخرين، وسوريا قدرت خسائر الجيش السوري بحوالي 1,000 شهيد.

الخسائر المادية
تضررت العديد من المعدات العسكرية من كلا الجانبين. فقد الاحتلال الإسرائيلي حوالي 300 دبابة و400 طائرة.

شهدت مصر دمارًا كبيرًا في البنية التحتية خلال القتال، ولكن الحرب أدت في النهاية إلى تحفيز الاستثمارات في إعادة البناء.

كيف انتصرت مصر؟
على الرغم من أن عدد الشهداء المصريين في الحرب كان متقاربًا مع عدد قتلى الاحتلال الإسرائيلي إلا أن مصر تمكنت من تحقيق انتصارات استراتيجية وعسكرية كانت لها آثار بعيدة المدى، بسبب عدة عوامل ساهمت في هذا التوازن والنجاح المصري

عنصر المفاجئة والتخطيط الاستراتيجي
نجح التخطيط العسكري المصري في تحقيق عنصر المفاجأة، حيث لم يتوقع الاحتلال الإسرائيلي أن تهاجم مصر في هذا التوقيت، مما أتاح للقوات المصرية الفرصة لعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف بشكل سريع، فيما تم استخدام خطط استراتيجية دقيقة، حيث جرى إعداد القوات وتجهيزها بشكل جيد قبل الحرب.

الدعم الشعبي والوطني

كانت هناك حالة من الحماس الوطني في مصر، حيث كانت هناك دعوات قوية لاستعادة الأراضي المحتلة. هذا الدعم الشعبي أعطى الجنود حافزًا إضافيًا للقتال وتحقيق الانتصار.

التكتيكات العسكرية والإعداد الجيد
استخدمت القوات المصرية تكتيكات مبتكرة، مثل استخدام المعدات العسكرية الحديثة، وخاصة في الهجوم على خط بارليف، حيث استخدمت قوارب النيل لاستهداف التحصينات الإسرائيلية و تم استخدام أسلحة مضادة للدروع بشكل فعال، مما أدى إلى تقليل خسائر القوات المصرية.

فيما عملت مصر قبل الحرب، على إعادة تنظيم جيشها وتدريبه، ما أدى إلى زيادة الكفاءة والقدرة القتالية للقوات، وجرى استخدام أسلحة جديدة ومتطورة، بما في ذلك المدفعية والدبابات.

الروح المعنوية العالية
كان لدى الجنود المصريين روح معنوية مرتفعة ودافع قوي للقتال، حيث كانوا يشعرون بأنهم يقاتلون من أجل استعادة أرضهم وكرامتهم، وقوبل الجنود بالترحيب والتشجيع من المواطنين عند عودتهم، ما زاد من حماسهم.

التحالفات
حصلت مصر على دعم من بعض الدول العربية الأخرى، ما ساعد على تعزيز موقفها في مواجهة التحديات العسكرية، حيث انتصر الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973 بفضل مجموعة عوامل خارجية أيضا ساهمت في نجاحه.

عوامل خارجية
الدعم العسكري السوفيتي
قدمت الاتحاد السوفيتي دعمًا عسكريًا كبيرًا لمصر، بما في ذلك الأسلحة والتدريب. ساهمت المعدات المتطورة في تعزيز القدرات العسكرية المصرية.

تغير المعادلات الإقليمية والدولية
تطورت العلاقات الدولية بشكل ساهم في تغيير ميزان القوى، حيث بدأت بعض الدول العربية في تقديم الدعم لمصر بعد نكسة 1967.

الدعم العربي
حظيت مصر في حرب أكتوبر 1973بدعم من الدول العربية التي ساهمت في الحملة الإعلامية والسياسية لتحفيز الشعوب العربية على دعم مصر، كما تلقت دعما ماليا وعسكريا، حيث اتخذت الحكومات عدة خطوات لدعم مصر في جهودها لاستعادة الأراضي المحتلة.

الدعم العسكري من الدول العربية
قدمت عدد من الدول العربية دعما عسكريا من خلال الذخائر والوحدات العسكرية، مثل العراق والأردن والجزائر، كما قدمت السعودية ودول الخليج مساعدات مالية ضخمة ساعدت في تغطية تكاليف الحرب وشراء المعدات.

 الدعم الدبلوماسي
حصلت مصر على تأييد سياسي ودبلوماسي واسع من الدول العربية في المحافل الدولية، فساعد ذلك على تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وتعزيز موقفها في المفاوضات.

قامت الدول العربية بتقديم شكاوى للأمم المتحدة حول انتهاكات إسرائيل لحقوق الفلسطينيين، ما ساهم في دعم القضية المصرية على الساحة الدولية.

قامت الدول العربية بتنسيق حملات إعلامية واسعة لتعزيز الروح المعنوية في مصر وفي العالم العربي، ما ساهم في دعم القوات المصرية نفسياً.