انتقد رئيس الوزراء البريطاني، كير
ستارمر، المقاومة الفلسطينية في الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي وقعت في 7 أكتوبر 2023، داعيًا في الوقت
ذاته إلى ضرورة تقديم الدعم الكامل للمجتمع اليهودي في المملكة المتحدة، الذي شهد
زيادة حادة في الحوادث المعادية للسامية منذ بداية النزاع.
وأكد ستارمر على
أهمية حماية المدنيين في الشرق الأوسط، مشددًا على أن "معاناة المدنيين في
غزة ولبنان لا يمكن تجاهلها". ودعا مجددًا إلى وقف إطلاق نار فوري في كلا
المنطقتين، مشيرًا إلى أن "الصراع الذي بدأ قبل عام لا يزال يلقي بظلاله على
المنطقة بأكملها". كما أوضح أن المملكة المتحدة تدعو إلى تسهيل وصول
المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات
إلى غزة "غير مبررة"، مؤكدًا أن المستشفيات والمدارس من بين الأماكن
التي تحتاج هذه المساعدات بشكل ملح.
وأشار ستارمر
إلى أن "أكثر من 430 مواطناً بريطانياً وعائلاتهم تم إجلاؤهم من لبنان على
متن رحلات خاصة"، وهو ما يعكس التوتر المتصاعد في المنطقة، ليس في غزة فقط،
بل في دول مجاورة مثل لبنان. وأكد على التزام الحكومة البريطانية بمواصلة إعادة
المواطنين إذا استمر التدهور الأمني.
أعرب ستارمر عن
مخاوفه من احتمال اندلاع حرب إقليمية أوسع نتيجة للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله في
لبنان، محذرًا من أن "الشرق الأوسط يقف على حافة الهاوية، ولا يمكن للمنطقة
تحمل عام آخر من الصراع". كما شدد على أن استمرار التصعيد قد يؤدي إلى
"كارثة إنسانية جديدة" إذا لم يتم التوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية
عاجلة.
وعلى الصعيد
الداخلي، دعا ستارمر البريطانيين إلى "الوقوف دون تردد" إلى جانب
المجتمع اليهودي في المملكة المتحدة، الذي يعاني من تزايد ملحوظ في الأعمال
المعادية للسامية منذ الهجوم الذي وقع في أكتوبر 2023. ووفقًا لتقرير صادر عن
جمعية مناهضة العنصرية، شهدت البلاد أكثر من 5000 واقعة معادية للسامية في العام الأخير،
مما أثار قلقاً واسعاً.
ووصف ستارمر هذا
اليوم بأنه "الأحلك في تاريخ الشعب اليهودي منذ الهولوكوست"، مشيرًا إلى
تضامن
بريطانيا الكامل مع عائلات الضحايا. وأكد قائلاً: "لا يمكننا أبدًا
التغاضي عن الكراهية"، داعيًا إلى تقديم الدعم "دون أي لبس" لحماية
المجتمع اليهودي من أي تهديدات مستمرة.