ناج من مجزرة شمال غزة لـ"عربي21": طائرات الاحتلال تعمدت قصفنا بهدف تهجيرنا

أدلى ناج من مجزرة مستشفى "اليمن السعيد" في مخيم جباليا شمال القطاع، الأربعاء، بشهادته لـ"عربي21" حول تفاصيل الجريمة التي قامت بها قوات الاحتلال، ونجاته من موت محقق بفعل عنف الغارات التي ضربت خيام النازحين.

وقال يوسف سعيد، إنه نزح مع عائلته المكونة من خمسة أفراد إلى مستشفى "اليمن السعيد"، الاثنين الماضي، بعد أن دخلت قوات الاحتلال إلى المناطق الشرقية لمخيم جباليا، حيث يقع ما تبقى من منزل العائلة، المدمر جزئيا.

وأضاف يوسف في شهادته لـ"عربي21" أنه تمكن رفقة والديه وإخوته من الوصول إلى المستشفى تحت وابل كثيف من النيران التي أطلقتها قوات الاحتلال تجاه كل من يتحرك في الشوارع والأزقة، حيث اعتاد أن يحتمي بهذا المكان الذي لم يكتمل تجهيزه بعد، وأصبح مأوى للنازحين منذ اندلاع الحرب قبل نحو عام.


ومتحدثا حول تفاصيل المجزرة، قال: "خرجت من الغرفة التي تؤوي عائلتي داخل مبنى المستشفى إلى ساحته، وهناك عادة ما نجلس مع الأحبة والجيران النازحين، نسمع الأخبار نواسي بعضنا البعض على وقع القصف وإطلاق النار المشتعل في محيط المكان".

عند الساعة الثانية والنصف تقريبا بالتوقيت المحلي لمدينة غزة، وحينما كان يجلس يوسف بجوار الخيام التي تؤوى نازحين في ساحة المستشفى، قصفت طائرات الاحتلال المكان بغارتين عنيفتين، تسببتا في احتراق عدد كبير من الخيام، وقتلت من فيها من نازحين حرقا وتمزيقا، خصوصا الأطفال والنساء.


وذكر يوسف بالقول: "حين دوت الغارتان المتزامنتان، احتميت بسيارة إسعاف كانت متواجدة في المكان، حيث تناثرت الشظايا في كل بقعة من المكان"، مضيفا: "بفضل الله وبأعجوبة، نجوت من الموت، رغم أنه لا يفصل بيني وبين الخيام التي قصفتها طائرات الاحتلال سوى ثلاثة أمتار فقط".

وردا على سؤال حول من كانوا داخل الخيام قال يوسف: " معظم من نزحوا إلى المستشفى عائلات، بها أطفال ونساء، لا علاقة لهم بأي شيء، ويلتزمون المكان منذ أن نزحنا فيه، لكن الاحتلال تعمد هذه المرة ضرب المكان، حتى يهجر من فيه، ويفرغ المخيم من سكانه".


16 شهيدا
واستشهد 16 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون، في مجزرة إسرائيلية استهدف "مستشفى اليمن السعيد" بمخيم جباليا.

وقال مدير "مستشفى كمال عدوان" حسام أبو صفية، إن 16 فلسطينيا قتلوا جراء القصف الإسرائيلي الذي استهدف خيام نازحين في المستشفى.

ولاحقا قصف قوات الاحتلال بوابة المستشفى للمرة الثانية خلال ساعات قليلة، ما أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، وفق ما أوردته الدفاع المدني.

ولليوم الرابع يشن جيش الاحتلال عدوانا بريا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا خاصة مخيم جباليا، في محاولة لإفراغه من سكانه.

وأسفر العدوان حتى مساء الأربعاء، عن استشهاد 125 فلسطينيا بحسب المكتب الإعلامي الحكومي، ما زال جثامين بعضهم تحت أنقاض المنازل المدمرة وفي الشوارع، فيما تعجز طواقم الإنقاذ عن انتشالها بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لهم.

والاثنين، أنذر جيش الاحتلال الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في بلدة ومخيم جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا والتوجه جنوبا، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك، معتبرة إياه "خداعا وكذبا".