أثار اللقاء الأخير الذي جمع الرئيسين الروسي
فلاديمير
بوتين والإيراني مسعود بزشكيان، مخاوف لدى الولايات المتحدة الأمريكية
والاحتلال الإسرائيلي، تزامنا مع ارتفاع حدة التوتر بمنطقة الشرق الأوسط.
وجاء لقاء بوتين وبزشكيان خلال مشاركتهما في منتدى
"العلاقة بين الأزمة والحضارات"، المنعقد في عاصمة تركمانستان عشق آباد،
واستمرت محادثاتهما لمدة ساعة تقريبا، وشدد بوتين خلالها على أن العلاقات مع
إيران
"تمثل أولوية بالنسبة لروسيا، وهي تتعزز، وحجم التجارة آخذ في
الازدياد"، وفقا لوسائل إعلام روسية.
ويقول المحللون إن الدولتين وجدتا أرضية مشتركة أخرى،
مع عزلتهما بشكل متزايد بسبب العقوبات العالمية، مؤكدين أن موسكو وطهران يتمتعان
بتحالف عسكري بحكم الأمر الواقع في المنطقة، لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ونقلت "CNN" عن أنيسة بصيري التبريزي، الباحثة في الشؤون الإيرانية
بمعهد “تشاتام هاوس” البحثي في لندن، أن
روسيا وإيران أصبحتا أكثر مساواة من حيث
الحاجة إلى بعضهما، والاعتماد على بعضهما البعض في قضايا محددة منذ حرب
أوكرانيا".
وتابعت التبريزي بقولها: "أعتقد أن هذا يُنظر
إليه على أنه مفيد من الجانب الإيراني"،
مبينة أن "هناك تصورا في موسكو بأن إيران قادرة على تعليم روسيا الأدوات
اللازمة للتهرب من العقوبات".
وأردفت بقولها: "أعتقد أن هذا هدف من الجانب
الإيراني بشكل عام، لذلك كان جزءا من المحادثة الأوسع حول كونها جزءا من مجموعة
البريكس"، وهي الكتلة التي تضم الاقتصادات الناشئة الكبرى التي انضمت إليها
إيران رسميا في وقت سابق من هذا العام.
وأشارت إلى أن التطورات في الشرق الأوسط لم تعزز
بالضرورة العلاقات الإيرانية الروسية، بل تستفيد روسيا من الحرب في غزة ولبنان،
لأنها تشتت الانتباه عن الحرب في أوكرانيا على الساحة الدولية.
ولفتت إلى أن روسيا تركز حاليا على ما يحدث في
أوكرانيا، وربما لا تستطيع أن تمتد كثيرا من حيث تسليم القدرات التقنية والعسكرية
لإيران بعد نقطة معينة، موضحة أنه "بينما كانت العلاقة تنمو ومن المرجح
أن تستمر في النمو، لكن قد يكون هناك بعض التوترات المستمرة".
بدوره، قال بزشكيان إن "الدول الأوروبية
والولايات المتحدة لا يريدان أن تتجه العلاقات بين دول المنطقة إلى التهدئة".
وأضاف مخاطبا بوتين، أن هناك الكثير من الفرص
السانحة الآن، و"علينا أن نساعد بعضنا بعضا، ذلك أن مبادئنا متشابهة ومواقفنا
على الساحة الدولية متشابهة".
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن تسفر قمة قازان
عن التوقيع على مجموعة من الوثائق الثنائية المهمة، بما في ذلك اتفاق الشراكة
الاستراتيجية. وقد وافق بوتين على ذلك في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث تهدف الوثيقة،
التي تم إعدادها منذ كانون الثاني/ يناير 2022، إلى نقل
التعاون بين موسكو وطهران
إلى مستوى جديد، وهو ما يدفع فعليا نحو إطلاق وصف "التاريخية" على هذه
الاتفاقية.