سياسة دولية

دي ميستورا يطرح على مجلس الأمن حلا لقضية "الصحراء".. هذا ما نعرفه عنه

لا يبدو أن فكرة دي ميستورا تروق لأي من الأطراف - جيتي لا يبدو أن فكرة دي ميستورا تروق لأي من الأطراف - جيتي
لا يبدو أن فكرة دي ميستورا تروق لأي من الأطراف - جيتي
عرض مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ستافان دي ميستورا على مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة مساء الأربعاء، خطة لحل الصراع بين الدولة المغربية، وجبهة البوليسارو التي تطالب باستقلال الصحراء.

ما اللافت في الخطة؟

تقضي خطة دي ميستورا "السريّة" بتقسيم الصحراء بين المغرب، وجبهة البوليسارو، بحيث تقوم الأخيرة بإنشاء دولة في الجنوب، فيما يبسط المغرب سيطرته على الشمال.

ماذا قالوا؟

◼ قال دي ميستورا: قمت بسرية تامة باستئناف إحياء مفهوم تقسيم الإقليم بين الطرفين، لكن للأسف لا مؤشرات على رغبة الأطراف بالمضي قدما في التفاوض على هذا الخيار.

◼ قال ممثل جبهة بوليساريو لدى الأمم المتحدة سيدي عمر؛ إن الخطة تفشل في ترسيخ حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والجبهة ترفضها تماما.

◼ قال سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال؛ ‏إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية، تعد الأساس الوحيد والأوحد لتسوية هذا النزاع الإقليمي‏.

وتابع هلال: الصحراء أصبحت مغربية مجددا في عام 1975، كما كانت منذ الأزل.

◼ قال سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع؛ إن بلاده تدعم حق تقرير المصير في الصحراء، عبر استفتاء ‏تنظمه بعثة "مينوروسو" تحت مظلة الأمم المتحدة.‏

وتابع ابن جامع، أن بلاده تعمل مع دي ميستورا من أجل حل سياسي لمسألة الصحراء في وجه انتهاكات المغرب للحقوق ‏الأساسية للسكان الصحراويين‏.‏

مؤخرا

في قراره الأخير الصادر في تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع إلى استئناف ‏المفاوضات بهدف التوصل إلى "حلّ سياسي عادل ودائم ومقبول للطرفين، يسمح لشعب الصحراء بتقرير ‏مصيره".‏



وبعد نحو 30 عاما من وقف إطلاق النار، تعمّق التوتر بين الجزائر والمغرب منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة ‏الرباط على كامل الإقليم أواخر العام 2020، في مقابل تطبيع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل.‏

وعُيّن دي ميستورا في منصبه في تشرين الأول/أكتوبر 2021، وسافر إلى المنطقة مرات عدة للقاء مختلف أطراف ‏هذا النزاع، لكن من دون أن ينجح في استئناف العملية السياسية.‏

الصورة الأوسع

تقع الصحراء المغربية على ساحل المحيط الأطلسي، ويحدّها المغرب وموريتانيا والجزائر، وتعدّها الأمم المتحدة من "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

ويسيطر المغرب على 80% من مساحة الصحراء. وطرحت الرباط خطة عام 2007 تقترح فيها منح المستعمرة الإسبانية السابقة حكما ذاتيا تحت سيادتها، فيما تطالب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر، التي تخوض نزاعا مع الرباط منذ 1975 بالسيادة على الصحراء، وتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة، نصّ عليه اتفاق لوقف إطلاق النار مبرم في العام 1991.



وفي مطلع آب/أغسطس الماضي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن "قلق عميق" إزاء تدهور الوضع في الإقليم، وذلك في تقرير أعدّه حول هذه المنطقة بطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا إلى "تجنّب أيّ تصعيد إضافي".

وكتب غوتيريش، أن "استمرار الأعمال العدائية وغياب وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو، يمثّلان انتكاسة.

وأعلنت فرنسا في نهاية تمّوز/يوليو الماضي، تأييدها الخطة التي اقترحها المغرب لمنح الصحراء الغربية حكما ذاتيا، باعتبارها "الأساس الوحيد" لحلّ النزاع، وأثار هذا القرار غضب الجزائر.