ما زالت التقييمات
الإسرائيلية المتشائمة بتحصيل ما تعرف بـ"صورة النصر" حتى بعد اغتيال زعيم حركة حماس
يحيى السنوار قبل أيام.
شيلي يحيموفيتتش
الزعيمة السابقة لحزب العمل، أكدت أنه "حتى لو خرج جميع نشطاء حماس من مخابئهم،
وأيديهم مرفوعة بالأعلام البيضاء، وسلّموا جميع المختطفين للصليب الأحمر، وكشفوا عن ما
تبقى من وسائلهم القتالية، وأعطوا ورقة موقعة وفارغة كي يملأها
نتنياهو بما يريد، فإنه
سوف "يخربش" شيئا ما، بما يضمن استمرار القتال، رغم اعتقاده بأنه قد حصل
على صورة النصر لإنهاء الحرب اللعينة والدموية، لكن الحقيقة المرّة أنه لا توجد صورة
انتصار في الواقع".
وأضافت في مقال
نشرته صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، وترجمته "عربي21" أن "قتل
السنوار غير المخطط له عطّل خطط نتنياهو، لأن هذا الحدث بالنسبة له مختلط بالمرارة،
فقد حُرم من استعراضه في "إصدار الأمر" و"إصدار التعليمات" و"البدء
بالاغتيال"، لإظهار نفسه نموذجًا لقيادة العملية، وهو أمر مؤسف بالنسبة له، لأنه
يغضب من التشكيك في عظمته، وتصيبه الغيرة من الفضل الذي يُمنح لأي زعيم آخر غيره".
وأشارت إلى أنه
"رغم اللقطات المثيرة التي وصلت وسائل الإعلام الرئيسية في جسد السنوار عقب القضاء
عليه، فإنها كفيلة بأن تكون رافعة لنتنياهو لإطلاق سراح المختطفين، ووقف القتال، لكنها
الآن مجرد مصدر وقود آخر لاستمرار الحرب التي لا يرغب الأخير بوقفها، والخلاصة أن الإسرائيليين
يتحولون مع مرور الوقت إلى مجرد همجيين يختبرون تطهيرًا مؤقتًا آخر بحق الفلسطينيين،
ومن الصعب أن تستمر مثل هذه الهمجية المنفتحة فقط من أجل موت الأعداء، مع العلم أن
إغلاق الدائرة لن يتم طالما أن المخطوفين في أسر حماس، ويستمر نتنياهو في إراقة الدماء
بزعم تحقيق "النصر الكامل"".
آفي كآلوا الكاتب
في صحيفة "
يديعوت أحرونوت"، حذر من أن "تفكك حماس بسبب الضغط على جهازها
العسكري سيؤدي إلى مليشيات محلية، من شأنه زيادة المخاطر على حياة المختطفين بشكل
كبير، وقد يزيد من تدهور ظروف الاحتجاز المروعة، بطريقة تزيد بشكل كبير من الحاجة الملحة
لتعزيز التحركات الاستباقية والعدوانية لإطلاق سراحهم بطرق غير عسكرية في الغالب، وفي
هذه النواحي، قد تتسارع الساعة الرملية لبقاء المختطفين في الأسر".
وأضاف في مقال
ترجمته "عربي21" أنه "إذا استنتج الخاطفون أن المختطفين يشكلون عبئاً
عليهم أكثر من كونهم ذخراً، فإن هذا يزيد من حدّة المدى الذي تشكل فيه قتل السنوار
نقطة تحول في الحرب من حيث تحرير الرهائن، وإلا فإنهم قد يتعرضون للأذى في ظل الواقع
الأمني والعسكري المتغير، رغم أن الصدمة التي أصابت حركة حماس من القضاء على السنوار قد
تؤدي إلى تأخير مؤقت في اتصالات الصفقة".
وأشار إلى أن
"أنشطة الاحتلال في الأيام المقبلة بعد القضاء على السنوار "أيام ذهبية"
بالنسبة لحماس، لتصميم وإعادة صياغة الجهود الرامية لإعادة المختطفين، مع التقليل قدر
الإمكان من المخاطر التي قد يتعرضون لها، وتطوير القنوات المختلفة لإطلاق سراحهم، رغم
أن عودتهم تتماشى مع المصلحة الدولية والإقليمية والإسرائيلية في إنهاء الحرب في ظل
ظروف مواتية للاحتلال، ما يعني أن صورة النصر الحقيقية لن تكون إلا من خلال إغلاق
دائرة الصفقة، وعودة جميع المختطفين، لا سيما من بقي منهم على قيد الحياة، وهنا يمكن الشروع
في إصلاح الكارثة التي حلت بنا".