صحافة إسرائيلية

"هآرتس": تسريبات الخطط الإسرائيلية ضد إيران تعكس عدم رضا أمريكي

أكدت الصحيفة أن مجرد نشر هذه الوثائق في هذا الوقت الحساس يدل على عدم رضا أمريكا- جيتي
أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن تسريب الوثائق من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" عشية هجوم "إسرائيل" المخطط له على إيران يدل على أمور غير قليلة حول الوضع الحالي للعلاقات بين واشنطن وتل أبيب.

وقالت الصحيفة في تحليل بها إنه "يصعب التصديق بأن التسريب هو نتيجة قرار مؤسساتي، وإلا لكانت المادة ستصل إلى نيويورك تايمز وليس إلى قناة "تلغرام" التابعة لقراصنة مؤيدين لإيران، ولما كانت تضمنت صورا لوثائق سرية".

وأوضحت أن مجرد نشر هذه الوثائق في هذا الوقت الحساس يدل على عدم رضا أمريكا على خطوات إسرائيل، وشخص في سلسلة من يعملون في هذا الأمر (يمكن أن يكون ضابطا صغيرا في المخابرات يتماهى مع الفلسطينيين مثلا) غضب إلى درجة المخاطرة ونشر المعلومات السرية".

وأضافت أن بيان البنتاغون حول التحقيق في التسريب في الحقيقة يشير إلى أن الإدارة الأمريكية تعتبر هذه الأمور خطيرة، لكن في نفس الوقت تؤكد على أن المعلومات في الوثائق هي معلومات أصيلة وموثوقة.

ويذكر أن الولايات المتحدة تحقق في تسريب معلومات استخباراتية أمريكية سرية للغاية حول خطط "إسرائيل" للرد من إيران، وفقًا لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر. وأكد أحد المصادر صحة الوثائق.
وقال مسؤول أمريكي لشبكة "سي إن إن" إن التسريب "مثير للقلق العميق"، وسط العمليات التي تخوضها "إسرائيل" في غزة ولبنان.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إن "الصديقة الكبيرة لنا تراقبنا منذ عدة عقود، ويجب أن نكون ساذجين جدا للتصديق بأنه لا يحدث هناك جمع مشابه للمعلومات في الاتجاه المعاكس، والوثائق التي تم الكشف عنها مؤخرا تدل على ما يشغل الأمريكيين، وكيف يحصلون على المعلومات ويستخلصون منها الدروس".

وأشارت إلى أن "من المنشورات يظهر أن الولايات المتحدة تجري عملية متابعة وثيقة لاستعدادات سلاح الجو وجهاز الاستخبارات بخصوص الهجوم الذي تهدد القيادة في إسرائيل بإخراجه إلى حيز التنفيذ منذ هجوم الصواريخ البالستية الإيرانية في 1 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي".

وتابعت: "جاء بالتفصيل في الوثائق حول نقل سلاح وطائرات بين قواعد سلاح الجو إلى جانب مناورات أجراها سلاح الجو استعدادا للهجوم، ومحللون في المخابرات الأمريكية، وبدرجة لا تقل عن نظرائهم الإسرائيليين، يستندون إلى تحليل دقيق لتفاصيل من مجمل مواقع وتنوع كبير من مصادر الجمع من أجل استخلاص الاستنتاجات، ويجب الافتراض بأنه بدرجة مقلصة أكثر أيضا إيران وحزب الله يقومون بإجراء عملية تحليل وجمع معلومات مشابه".

وقالت الصحيفة إن "شبكة سي إن إن نشرت بأن البنتاغون يخشى من تسريب معلومات سرية أخرى عن استعدادات إسرائيل في القريب، وفي الخلفية يسمع أيضا إعلان الرئيس الأمريكي الذي بحسبه هو يعرف كيف ومتى ستعمل إسرائيل.. والإدارة الأمريكية تحاول بقدر استطاعتها التنسيق مع إسرائيل خطواتها واستيعاب حجم قوة المواجهة من أجل أن لا تشتد لتصل إلى تصادم متواصل ومباشر بين إسرائيل وإيران قبل أسبوعين على الانتخابات الرئاسية".

وذكرت أنه من الوثائق التي تسربت يبدو أن الأمريكيين يقدرون أن رد "إسرائيل سيكون كبيرا وسيشمل هذه المرة عددا غير قليل من المواقع (حسب منشورات أجنبية في نيسان/ أبريل تمت مهاجمة هدف واحد وهو رادار لبطاريات إس 300 المضادة للطائرات)، ومن المرجح أن تشمل أهدافا عسكرية".

وقالت إنه "في وسائل الإعلام الأجنبية جرى مناقشة إمكانية اختيار إسرائيل المس أيضا بمواقع تتعلق بصناعة النفط في إيران وحتى المشروع النووي".

وأكدت الصحيفة أن "تفجير المسيرة التي أطلقها حزب الله نحو بيت رئيس الحكومة الخاص في قيساريا يطرح إمكانية أخرى، وهي أن إسرائيل التي تتهم إيران أكثر من حزب الله بمحاولة الاغتيال (الوفد الإيراني في الأمم المتحدة سارع إلى نفي ذلك) ستحاول المس في الرد برموز السلطة في إيران، ولا يوجد أي سبب للاستخفاف بالخطر الذي يكمن في خطوة لبنان، رغم أن نتنياهو لم يكن موجودا في قيساريا أثناء الإصابة".

واعتبرت أن "معظم المعلومات المتوفرة في الانترنت صحيحة، ولكن من شغلوا المسيرة حسب الصور التي يتم نشرها في وسائل الإعلام الخليجية، نجحوا في تفجيرها على نافذة معينة في البيت، بعد طيران طويل تملصت فيه منظومات الدفاع الإسرائيلية، وفي السابق كان من المعروف أن نتنياهو يكثر من التواجد في منزله في قيساريا في نهاية الأسبوع".

وأشارت إلى أنه "حتى الآن نتنياهو بقي نفس نتنياهو: أيضا حادثة حقيقية تتحول إلى احتفال بالحيونة، والتركيز على الذات والانغلاق، والمتحدثة بلسان حزب الليكود بتوجيه منه وبخت رؤساء المعارضة الذين لم يدينوا حسب رأيهم بالسرعة المطلوبة مهاجمته، هو نفسه يتحدث بلا توقف عن تعرض حياته وحياة زوجته للخطر".

وختمت: "في حين أن العاملين في المنزل الذين يدفع المواطنون رواتبهم ينشغلون بجمع التعويضات من الدولة، التي لم تكلف نفسها عناء إظهار أي اهتمام ونجاعة كهذه بالأضرار الاقتصادية التي يتكبدها مئات آلاف الإسرائيليين منذ بداية الحرب، ونتنياهو يطلب تعاطفا لا نهائيا لنفسه في الوقت الذي نفذ فيه زيارته الموعودة في كيبوتس نير عوز، الذي سكانه تم التخلي عنهم".