سياسة عربية

إبادة مستمرة.. قوات الاحتلال تستهدف شمال غزة بالبراميل المتفجرة

انتقل النازحون من مناطق مشروع بيت لاهيا شمال القطاع باتجاه محافظة غزة- جيتي
قال نازحون فلسطينيون، الأربعاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدفهم بالبراميل المتفجرة والقذائف، ما أدّى إلى مقتل العشرات وإجبار الباقين على النزوح القسري، من شمال قطاع غزة المحاصر، حيث يستمر جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الأهوج، ضاربا عرض الحائط كافة القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان، منذ 19 يوماً.

وانتقل النازحون من مناطق مشروع بيت لاهيا المتواجدة بشمال القطاع، باتّجاه محافظة غزة، هرباً من القصف العنيف الذي يهدّد حياتهم ويجبرهم على ترك منازلهم.

وأفادت إحدى النازحات من منطقة مشروع بيت لاهيا، بأنها اضطرّت للنزوح مرتين؛ المرة الأولى كانت من تل الزعتر في جباليا، حيث استشهد 30 فرداً من عائلتها، بينهم ابنتها المنحدرة من عائلة الحواجري.

وأضافت النازحة، التي فضّلت عدم ذكر اسمها: "بعد أن اضطررنا إلى النزوح من مشروع بيت لاهيا إلى مدينة غزة، ألقى الجيش الإسرائيلي براميل متفجرة وقذائف على المنازل القريبة منا". موضحة أنه خلال عملية النزوح، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باعتقالهم، حيث تم فصل النساء عن الرجال. وأُطلق سراح النساء فيما بقي الشبان محتجزين، دون معرفة مصيرهم حتى الآن.

قالت نازحة فلسطينية أخرى: "نحن من سكان مشروع بيت لاهيا، وجيش الاحتلال الإسرائيلي قصفنا، ما أدّى إلى استشهاد العديد من المواطنين. ومن شدة الخوف اضطررنا للنزوح غرب غزة، ولا نعلم إلى أين نتجه".

وأضافت: "الوضع صعب للغاية، فالقصف مستمر طوال الليل، والمنازل تنهار على رؤوس أصحابها بسبب الهجمات". فيما أشارت إلى أن طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كانت تحلق في السماء وتصدر أوامر للسكّان بمغادرة المنطقة استعداداً لقصفها.

وقال نازح آخر: "لا نريد مغادرة غزة، ولا نفكر في ذلك، فلا توجد مناطق آمنة هنا، لكن الجيش قصف منزلنا، مما أجبرنا على النزوح".

وتابع: "نحن الآن في مدينة غزة القريبة من الشمال، على أمل أن نتمكن من العودة بسهولة. سنموت هنا، ولا نرغب في التوجه إلى جنوب القطاع، فنحن ضد التهجير، وكل مكان يتعرض للقصف الإسرائيلي".

تجدر الإشارة إلى أنه بتاريخ 5 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفاً غير مسبوق على مخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي قطاع غزة، ليعلن في اليوم التالي بدء اجتياحها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة". في المقابل، يؤكد الفلسطينيون أن الهدف الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي هو احتلال المنطقة وتهجير سكانها.

وبدعم أمريكي مطلق، يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، أسفرت عن أكثر من 143 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، ناهيك عن أكثر من 10 آلاف مفقود.

كذلك، تسببّت الحرب في دمار واسع ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال والمسنين، مما يشكل إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتستمر دولة الاحتلال الإسرائيلي في حملتها العسكرية في تجاهل تامّ لقرار مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب فوراً، وكذلك أوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لوقف أعمال الإبادة وتحسين الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.