سياسة عربية

منظمة حقوقية: الاحتلال يمهد لاغتيال صحفيين فلسطينيين عبر حملات مضللة

قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد استهداف الصحفيين رغم التزامهم ببروتوكول الصحفيين وقت الحروب والنزاعات المسلحة بارتداء خوذ وملابس وشارات واضحة تحدد هويتهم.. الأناضول
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن نشر الاحتلال صور وأسماء ستة من صحفيي الجزيرة الذين يتكبدون المشاق والمخاطر وفقدوا أفرادًا من أسرهم وزملائهم واتهامهم بالانتماء إلى فصائل فلسطينية ما هو إلا تمهيد لاغتيالهم.

وأوضحت المنظمة، في بيان لها اليوم أرسلت نسخة منه إلى "عربي21"، أن جيش الاحتلال نشر أمس صور وأسماء كل من الصحفيين: أنس الشريف، وعلاء سلامة، وحسام شبات، وأشرف السراج، وإسماعيل أبو عمر، وطلال العروقي. وقد ادعى أنه عثر على وثائق في قطاع غزة تؤكد انتماءهم لفصائل من المقاومة الفلسطينية، وجاء هذا الإعلان في خضم المذابح التي يرتكبها الاحتلال في شمال قطاع غزة.

وأضافت المنظمة أنه منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول وبدء الاحتلال بأعمال الإبادة واستهداف الصحفيين وعائلاتهم ومقار عملهم، فقد قتل على الأقل 177 صحفيًا وعاملًا في المجال الإعلامي، وأصيب العديد منهم إصابات بالغة، كان آخرَهم المصوران الصحفيان لقناة الجزيرة فادي الوحيدي وعلي العطار اللذان يرقدان في مشفى يصارعان الموت وترفض قوات الاحتلال السماح لهما بالخروج لتلقي العلاج خارج قطاع غزة رغم تدهور حالتهما الصحية.

وبينت المنظمة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد استهداف الصحفيين رغم التزامهم ببروتوكول الصحفيين وقت الحروب والنزاعات المسلحة بارتداء خوذ وملابس وشارات واضحة تحدد هويتهم، بل إنه جرى استهداف معظمهم أثناء مزاولة عملهم مباشرة، والبعض الآخر خلال تواجدهم في منازلهم بعد تلقيهم تهديدات صريحة من قبل جيش الاحتلال، أو في خيمهم الصحفية التي وُضعت بالقرب من المستشفيات ليتمكنوا من نقل مجريات الأحداث.

وذكرت المنظمة أن قوات الاحتلال استهدفت كذلك بالقصف المباشر المؤسسات الإعلامية الموجودة في قطاع غزة، مثل صحيفة الأيام وإذاعة غزة ووكالة شهاب للأنباء، ووكالة معا الفلسطينية، ومكتب الوكالة الفرنسية، والتلفزيون العربي، والجزيرة، وغيرها.

وأشارت المنظمة إلى أنه منذ بداية الإبادة قبل حوالي عام فقد منع الاحتلال طواقم الصحافة الأجنبية من دخول قطاع غزة للقيام بواجباتهم في نقل الأحداث، وسمحت فقط لبعض المراسلين بمرافقة قوات الاحتلال أثناء قيامهم بالقتل والتدمير لنقل معلومات لا تخرج عن نطاق روايته الكاذبة.

ودعت المنظمة إلى ضرورة التحرك على كافة المستويات لحماية الصحفيين عمومًا والصحفيين الستة على وجه الخصوص، وحماية عوائلهم كذلك في كافة الأراضي المحتلة لضمان نقل ما يجري على الأرض من جرائم يرتكبها جيش الاحتلال والمستوطنين، وملاحقة ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الصحفيين وعلى وجه الخصوص الجرائم الأخيرة التي ارتكبت في قطاع غزة.

وبدعم أمريكي، تشن "إسرائيل" منذ 7 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 143 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على الـ10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وتواصل "تل أبيب" هذه الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهاء الحرب فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

وتتحدى "إسرائيل" طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.

وحوّلت "تل أبيب" قطاع غزة إلى أكبر سجن في العالم، إذ تحاصره للعام الـ18، وأجبرت حرب "الإبادة الجماعية" نحو مليونين من مواطنيه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية.

ومنذ عقود تحتل "إسرائيل" أراضي فلسطين ولبنان وسوريا، وترفض قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود ما قبل حرب الـ1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

اقرأ أيضا: تضامن واسع مع أنس الشريف وصحفيي "الجزيرة" في غزة بعد تهديدات الاحتلال
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع