سياسة دولية

صحيفة سويسرية: نحن في ذروة إعلان الحرب بين "إسرائيل" والأمم المتحدة

قُتل أكثر من 220 من موظفي الوكالة في غزة خلال العام الأخير- الأناضول
أكدت صحيفة سويسرية، أن مستوى التدهور في العلاقات بين الاحتلال الإسرائيلي والأمم المتحدة، يجعلنا نقول إننا في ذروة إعلان الحرب بين الطرفين.

وقالت صحيفة "لو تان" السويسرية في مقال لها، إن "هذه هي ذروة إعلان للحرب"، وذلك بعد حظر الكنيست لأنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في إسرائيل.

وأدت الخطوة إلى تدهور العلاقة أكثر بين تل أبيب والأمم المتحدة، بعد عام شهد تبادل الإهانات والاتهامات والهجمات بين الطرفين، إلى حد التشكيك في إمكان إبقاء الدولة العبرية عضوا في الهيئة الدولية.

واحتدت الحرب الكلامية المشتعلة بين الاحتلال الإسرائيلي ومختلف الهيئات الأممية، منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة في السابع من أكتوبر لعام 2023.

اتهامات متكررة
ووجهت مؤسسات تابعة للهيئة الدولية اتهامات متكررة للاحتلال الإسرائيلي بارتكاب حرب إبادة في غزة، ردا على هجوم السابع من أكتوبر.

ويدعي مسؤولون إسرائيليون أن الأمم المتحدة تنحاز بشكل متزايد للفلسطينيين، لا سيما أنهم وجهوا اتهاما للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريتش بأنه "شريك في الإرهاب"، على حد وصفهم.

وفي وقت سابق هذا الشهر، ذهب الاحتلال الإسرائيلي أبعد من ذلك، ليعلن الأمين العام للأمم المتحدة "شخصا غير مرغوب فيه"، ما يعني منعه من دخول أراضيها لعدم إدانته هجوما صاروخيا عليها فورا.

وقال وزير خارجة الاحتلال يسرائيل كاتس إن "أي شخص لا يمكنه إدانة هجوم إيران الشنيع على إسرائيل بشكل قاطع لا يستحق أن تطأ قدماه التراب الإسرائيلي"، متّهما غوتيريش بـ"دعم الإرهابيين والمغتصبين والقتلة".

وجاء ذلك بعد خطاب أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، عندما وصف الهيئة الدولية بأنها "مستنقع لمعاداة السامية".

وندد نتنياهو أيضا بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإشارته إلى أن إسرائيل مدينة في وجودها لقرار من الأمم المتحدة، وبالتالي عليها إظهار المزيد من الاحترام لقراراتها.

مستوى التوتر
وارتفع مستوى التوتر أكثر منذ كثّفت إسرائيل ضرباتها على معاقل حزب الله في لبنان، وأرسلت قوات بريّة إلى البلاد.

وأعلنت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) المتمركزة على طول المنطقة الحدودية بين البلدين "هجمات متعمّدة" نفّذها الجيش الإسرائيلي على عناصرها ومواقعها، ما أثار غضبا دوليا.

وخلال العام الأخير، توالت الانتقادات لإسرائيل من قبل المحاكم المرتبطة بالأمم المتحدة، والمجالس والوكالات والموظفين على خلفية تحرّكاتها في غزة.

وقال مندوب الدولة العبرية لدى الأمم المتحدة في جنيف دانيال ميرون لوكالة فرانس برس: أخيرا "نشعر بأن الأمم المتحدة خانت إسرائيل".

وبدأت الشكاوى الإسرائيلية من انحياز الأمم المتحدة قبل مدة طويلة، إذ إنها أشارت مثلا إلى العدد الكبير من القرارات الصادرة ضدها.

ومنذ تأسيس مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة عام 2006، استهدفت أكثر من ثلث قرارات الإدانة التي يتجاوز عددها الثلاثمئة إسرائيل، بحسب ميرون الذي وصف الأمر بأنه "مذهل".

دعوات للاستقالة
وبدأت الدعوات الإسرائيلية لغوتيريش إلى الاستقالة بعد أسابيع فقط على هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، عندما صرّح بأن الهجوم "لم يأت من فراغ. تم تعريض الشعب الفلسطيني إلى 56 عاما من الاحتلال الخانق".

وقُتل أكثر من 220 من موظفي الوكالة في غزة خلال العام الأخير، بينما خُفِّض تمويلها بشكل كبير وصدرت دعوات إلى تفكيكها، في ظل اتهام إسرائيل بعض العاملين فيها بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر.

ويشير معارضو الدولة العبرية إلى أنها تجاهلت العديد من قرارات الأمم المتحدة والمحاكم الدولية، من دون أي عواقب، منذ مهّد تصويت في الجمعية العامة سنة 1948 الطريق للاعتراف بإسرائيل.

ولطالما تجاهلت إسرائيل القرار 194 الذي يضمن حق العودة أو التعويض للفلسطينيين، الذين طردوا من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948.

كما أنها تجاهلت القرارات التي تدين حيازتها أراضي وضم القدس المحتلة، بعد الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967، وسياسة توسيع المستوطنات المتواصلة في الضفة الغربية.