تشير إحدى الدراسات إلى أن ممارسة التمارين الرياضية في عطلة
نهاية الأسبوع لا تجلب فوائد جسدية على قدم المساواة مع التمارين الرياضية المنتظمة فحسب، بل إنها مفيدة أيضا لدماغ الشخص، بحسب تقرير نشرته صحيفة "
الغارديان" وترجمته "عربي21".
وكشفت الأبحاث سابقا أن التمارين البدنية مرتبطة بصحة دماغية أفضل وانخفاض خطر الإصابة بالخرف في سن الشيخوخة.
الآن، وجدت
دراسة أجريت على أكثر من 10000 شخص أن كلا من "محاربي عطلة نهاية الأسبوع" - الأشخاص الذين يمارسون
الرياضة مرة أو مرتين فقط في الأسبوع - وأولئك الذين مارسوا نشاطا بدنيا أكثر انتظاما أظهروا انخفاضا في خطر الإصابة بالخرف الخفيف مقارنة بالأفراد غير النشطين.
وقال الدكتور غاري أودونوفان: "أعتقد أن دراستنا هي أخبار جيدة للأشخاص المشغولين في جميع أنحاء العالم. هذه هي أحدث دراسة لمحاربي عطلة نهاية الأسبوع، وأصبح من الواضح الآن بشكل متزايد أن فوائد ممارسة الرياضة مرة أو مرتين في الأسبوع هي نفسها مثل ممارسة الرياضة بشكل متكرر".
وبحسب التقرير، فقد أصبح نمط النشاط البدني "محارب عطلة نهاية الأسبوع" موضوعا شائعا للبحث. ومن بين أعمال أخرى، وجدت دراسة أجراها الدكتور شان خورشيد من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن أن أولئك الذين يخصصون أسبوعا من التمارين الرياضية في يوم أو يومين لديهم خطر أقل للإصابة بأكثر من 200 مرض مقارنة بالأشخاص غير النشطين، مع حصول ممارسي التمارين الرياضية بانتظام على فوائد مماثلة.
تشير الأبحاث إلى أن التمارين المتقطعة يمكن أن تجلب أيضا فوائد للدماغ.
قال أودونوفان، إن "هذه هي أول دراسة طولية تظهر أن نمط النشاط البدني لمحارب عطلة نهاية الأسبوع مفيد أيضا للصحة العقلية".
وفي مقالة نشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، أفاد أودونوفان وزملاؤه كيف قاموا بتحليل البيانات من دراسة مكسيكو سيتي المستقبلية، وهي دراسة بحثية على أفراد تبلغ أعمارهم 35 عاما أو أكثر لأول مرة بين عامي 1998 و2004، ومرة ثانية بين عامي 2015 و2019.
كشفت نتائج المسح الأول أنه من بين 10033 مشاركا، أفاد 79.2% بعدم ممارسة أي رياضة أو تمرين، وكان 7.2% من "محاربي عطلات نهاية الأسبوع" الذين أفادوا بممارسة الرياضة مرة أو مرتين في الأسبوع، و13.6% مارسوا الرياضة بانتظام.
في المسح الثاني، تم فحص المشاركين بحثا عن ضعف الإدراك والخرف. وكشفت النتائج أن 26% من أولئك الذين أفادوا بعدم ممارسة أي رياضة أو تمرين في المسح الأول استوفوا معايير الخرف الخفيف عندما تم استخدام العتبة التقليدية، مقارنة بـ 14% من محاربي عطلات نهاية الأسبوع و18.5% من المجموعة النشطة بانتظام.
ووجد تحليل آخر، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل العمر والجنس والتعليم والدخل والتدخين ومؤشر كتلة الجسم، أن مجموعة المحاربين في عطلة نهاية الأسبوع كانت لديها مخاطر أقل بنسبة 25% للإصابة بالخرف الخفيف مقارنة بالمجموعة غير النشطة، في حين أن المجموعة النشطة بانتظام كانت لديها مخاطر أقل بنسبة 11%.
وقدر الفريق أن 13% من حالات الخرف الخفيف سيتم القضاء عليها إذا شارك جميع البالغين في منتصف العمر في الرياضة أو التمارين مرة واحدة أو مرتين على الأقل في الأسبوع، وفقا للتقرير.
وفي حين قال أودونوفان إنه ليس من الواضح لماذا كانت مجموعة محاربي عطلة نهاية الأسبوع أقل عرضة للإصابة بالخرف الخفيف من أولئك الذين مارسوا تمارين أكثر انتظاما، قال إنه قد يكون ذلك بسبب طبيعة أداة الفحص، مؤكدا أنها ليست تشخيصا سريريا. ولاحظ الفريق أن المجموعتين النشطتين أظهرتا انخفاضا مماثلا في الحجم في المخاطر مقارنة بالمجموعة غير النشطة عندما تم استخدام عتبة مختلفة لأداة الفحص.
ورحب خورشيد، الذي لم يشارك في الدراسة، بالبحث مشيرا إلى أنه في حين اعتمد على التمارين الرياضية المبلغ عنها ذاتيا والتي يمكن أن تكون عرضة للخطأ، إلا أنه يدعم فكرة أن الأفراد يجب أن يحصلوا على نشاطهم البدني بطريقة تناسبهم.
وقال: "إنه يضيف إلى مجموعة الأدلة المتزايدة على أن النشاط البدني المركّز يرتبط بنتائج صحية مفيدة، وفي هذه الحالة، يضيف ضعف الإدراك إلى القائمة".
وأضاف أن العمل السابق أكد أن الحجم الإجمالي للتمرين، وليس النمط، هو الأكثر أهمية لخطر الإصابة بالأمراض، حسب التقرير.
وقال: "لذا، فأنت بحاجة إلى ممارسة الرياضة لفترة أطول في تلك الجلسات الأقل في الأسبوع إذا كنت ستكون محاربا في عطلة نهاية الأسبوع، حتى تظل تحصل على مستويات النشاط الموصى بها".