صحافة إسرائيلية

دعوات إسرائيلية لإقالة قائد لواء جولاني.. "حصيلة القتلى غير منطقية"

قتل من لواء جولاني حتى الآن 110 عناصر- جيتي
يدور الحديث في "إسرائيل" عن حجم الخسائر الكبير وعدد القتلى المرتفع في لواء جولاني الذي يقود الحرب ضد لبنان ضمن ما يُمسى "الجبهة الشمالية"، وسط مطالبات بإقالة قائد اللواء نتيجة ذلك.

ونقل المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" آفي أشكنازي، قول ضابط شارك الحرب على لبنان بشأن عدد القتلى الكبير في اللواء وسقوط سقط الضابط السابق زئيف حانوخ إيرليش، والجندي غور كاتي: "هناك شيء غير منطقي في الأرقام، يجب على قائد قيادة الشمال أن يطيح بقائد جولاني".

وأضاف الضابط أن "الحادث الخطير في وحدة جولاني يتطلب اتخاذ خطوة جذرية من قبل قيادة الجيش الإسرائيلي ضد القادة في اللواء، يجب على قائد قيادة الشمال، الجنرال أوري غوردين، أن يستفيق هذا الصباح ويقوم بتنفيذ التزاماته ويطيح بقائد جولاني، العقيد يئير فلي".

وأكد أن "الفوضى وعدم الانضباط في هذا اللواء تأتي بتكلفة من دماء الجنود لشعب إسرائيل".
وتأتي هذه التصريحات بعد حادث سقط فيه أحد مقاتلي جولاني، وإصابة قائد الفوج إصابة خطيرة، بينما أصيب رئيس أركان اللواء العقيد يوآب ياروم إصابة متوسطة أثناء تأمين دخول زئيف حانوخ إيرليش إلى منطقة القتال حيث قُتل هو أيضًا في المعركة.

وجاء في تقرير أشكنازي أنه "تم الحديث منذ فترة طويلة داخل الجيش الإسرائيلي عن عدم الانضباط الكبير في لواء جولاني، وهو عدم انضباط، حسبما ذكر ضباط في الجيش الإسرائيلي، تسبب في العديد من الحوادث أثناء القتال: حوادث عملياتية، حادثة الطائرة من دون طيار في غرفة الطعام في قاعدة التدريب، عدد كبير من المصابين، وغيرها".

قال الضابط: "لواء جولاني دفع أكبر ثمن من حيث الإصابات في هذه الحرب - 110 قتلى وأكثر بكثير من أي وحدة مشاة أخرى في الجيش الإسرائيلي: ناحال، القناصة، جباتي، أو كفير.. ونسبة الإصابات مرتفعة للغاية في جولاني، هل لا يسأل قائد الفرقة، ولا قائد القيادة، ولا رئيس الأركان؟ جميع الوحدات تقاتل. جميعها تسعى للقتال المباشر".

وأوضح أن "الفجوة في الإصابات هنا كان يجب أن تثير الإنذارات الحمراء، هناك شيء غير منطقي في الأرقام".

واعتبر أن "الحادث الذي تم فيه إدخال مدني إلى منطقة القتال هو أمر لا يُصدق، يجب التحقيق في ما إذا كان هناك أيضًا بعد سياسي، هل تم إدخال المدني بهدف تمهيد الطريق لتعزيز الاستيطان في جنوب لبنان كما يحلم البعض في اليمين المسيحي؟".

وأكد أن "جولاني هي وحدة هامة جدًا في الجيش الإسرائيلي، وقصة تراث القتال في هذه الوحدة هي واحدة من الأروع في الجيش الإسرائيلي، في الوحدة يخدم أفضل أبناء الشعب الإسرائيلي، المقاتلون الشجعان".

وبين أن "رئيس الأركان هرتسي هليفي، وقائد قيادة الشمال أوري غوردين، وقائد الفرقة 36 التي يعمل تحتها اللواء، كان من الواجب عليهم ضمان أن يبقى الانضباط العسكري في هذه الوحدة على أعلى مستوى".

وقال إنه "ليس من مهمة رئيس الأركان إزالة شارة من على زي مقاتل في الوحدة، هذه مهمة رقيب الانضباط في الفوج، ولكن من هنا تبدأ الفوضى وينتهي الأمر عندما يتم ضغط مئات الجنود في غرفة الطعام، مما يجعلها هدفًا لطائرة مسيرة تابعة لحزب الله".

وختم "يستمر الوضع عندما يركض الجنود للأمام إلى مباني لم يتم قصفها بعد من الجو أو بقذائف الدبابات ثم يتم أسرهم في فخاخ الموت، ويستمر الأمر عندما يقرر رئيس أركان الوحدة إخراج عملية عسكرية مدنية لاستكشاف حصن في عمق الأراضي دون الحصول على التصاريح القيادية اللازمة".

ومن ناحية آخرى، أقرّت وكالات استخبارات أميركية، بناءً على واقعٍ ميداني، أن اتفاق وقف إطلاق النار يظل أفضل فرصة لـ"عودة الإسرائيليين إلى الشمال"، وذلك مع تأكيد مسؤولين أميركيين أنّ "إسرائيل" فشلت في القضاء على الصواريخ قصيرة المدى التي يطلقها حزب الله في اتجاه مستوطنات، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".

وشدّد المسؤولون الأميركيون على أنّه "طالما استمر إطلاق الصواريخ، فإن الحملة الإسرائيلية غير قادرة على تحقيق أحد أهدافها الرئيسية"، وهو "تأمين الشمال  حتى يتمكّن عشرات الآلاف من الإسرائيليين من العودة"، وفق تعبير الصحيفة.

وأشار المسؤولون إلى أنّ فشل "إسرائيل" في "الحد من تهديد الصواريخ قصيرة المدى" أدى إلى فرض ضغوط على حكومتها لتبني وقف إطلاق النار ووقف الأعمال العدائية "مؤقتاً على الأقل".

في مقابل فشل "إسرائيل"، فقد قال مسؤولون أميركيون إن "حزب الله لم ينشر بعد بشكل كامل ما بين عشرين إلى أربعين ألف مقاتل"، على الرغم من العمليات والكمائن النوعية التي تنفذها المقاومة عند الحدود متصديةً لقوات الاحتلال وموقعةً خسائر كبيرة في صفوفها.