بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين
حزب الله والاحتلال في الساعة الرابعة من فجر اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي للبنان.
ودعا جيش
الاحتلال الإسرائيلي سكان جنوب
لبنان إلى عدم التحرك صوب القرى المخلاة.
وقالت هيئة البث العبرية، إن الجيش سيخطر سكان جنوب لبنان بالموعد الآمن لعودتهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إنه مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ سيبقى الجيش منتشرا في مواقعه داخل جنوب لبنان.
من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، إن "اتفاق وقف إطلاق النار مفيد لإسرائيل ولبنان وأمن المنطقة، وهو لحظة تاريخية".
وأضاف أن "الاتفاق سيمكن عشرات آلاف المدنيين بلبنان وإسرائيل من العودة لمنازلهم ووقف العنف والدمار".
وتابع، "دعمنا قوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد المنظمات الإرهابية المدعومة من إيران"، مؤكدا: "سنتشاور مع شركائنا الدوليين لدعم تنفيذ وقف إطلاق النار".
وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي، جو
بايدن، أن دولة الاحتلال الإسرائيلي توصلت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان.
وقال إن
الهدنة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان تدخل حيّز التنفيذ في الرابعة فجر الأربعاء بالتوقيت المحلي.
وفي بيان مشترك لبايدن مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان سيهيئ الظروف اللازمة لعودة الهدوء في البلاد.
وذكر البيان المشترك، أن "الإعلان اليوم سيوقف القتال في لبنان، ويحمي إسرائيل من تهديد حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى العاملة من لبنان".
وأضافا أن من شأن هذا الاتفاق أن "يوفر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء الدائم، والسماح للسكان في البلدين بالعودة بأمان إلى منازلهم على جانبي الخط الأزرق".
بدوره، ذكر مكتب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، في بيان، أن ميقاتي رحب في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي بالاتفاق الذي توسطت فيه واشنطن لإنهاء الأعمال القتالية بين حزب الله والاحتلال.
واعتبر ميقاتي في بيان ثان، أن الإعلان عن وقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل هو "خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان".
وقال إن "هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو يعتبر خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان، وعودة النازحين إلى قرارهم ومدنهم".
بنود الاتفاق
* وقف الأعمال القتالية
أعلن بايدن أن وقف الأعمال القتالية يبدأ في الساعة الرابعة من صباح الأربعاء وأضاف أن كل الجماعات المسلحة في لبنان، أي حزب الله وحلفاؤه، ستوقف عملياتها ضد إسرائيل.
* انسحاب القوات الإسرائيلية
قال مسؤولان إسرائيليان إن الجيش الإسرائيلي سينسحب من جنوب لبنان خلال 60 يوما. وقال بايدن إن القوات ستنسحب تدريجيا وسيكون بوسع المدنيين من الجانبين العودة إلى ديارهم.
وقال مسؤولون لبنانيون لرويترز إن لبنان كان يطالب في وقت سابق بانسحاب القوات الإسرائيلية بأسرع ما يمكن خلال فترة الهدنة.
وقال المصدر السياسي اللبناني الكبير إن لبنان يتوقع حاليا انسحاب القوات الإسرائيلية خلال الشهر الأول.
وقال مسؤول لبناني لرويترز إن الاتفاق تضمن نصوصا تحفظ حق لبنان وإسرائيل في الدفاع عن النفس.
* حزب الله ينسحب شمالا والجيش اللبناني ينتشر
من المقرر أن يغادر مقاتلو حزب الله مواقعهم في جنوب لبنان إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا شمالي الحدود مع دولة الاحتلال.
وقال المصدر السياسي اللبناني الكبير إن انسحابهم لن يكون علنيا. وأضاف أن المنشآت العسكرية لحزب الله "سيتم تفكيكها" لكن لم يتضح بعد ما إذا كان الحزب سيفككها بنفسه، أو ما إذا كان المقاتلون سيأخذون أسلحتهم معهم أثناء انسحابهم.
وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن الجيش اللبناني سينشر قوات إلى الجنوب من الليطاني ليصبح عدد الجنود هناك نحو خمسة آلاف، بما يشمل 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل.
وأضاف المصدر "الانتشار هو التحدي الأول، ثم كيفية التعامل مع السكان الذين يريدون العودة إلى منازلهم"، نظرا لمخاطر الذخائر غير المنفجرة.
ومن المتوقع أيضا عودة عشرات الآلاف من مستوطني شمال إسرائيل إلى مستوطناتهم.
* آلية المراقبة
قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب لرويترز إن إحدى النقاط الشائكة في الأيام القليلة التي سبقت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار كانت كيفية مراقبة التنفيذ.
وأضاف بو صعب أن آلية ثلاثية قائمة مسبقا بين قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي سيجري توسيعها لتشمل الولايات المتحدة وفرنسا، على أن ترأس واشنطن المجموعة.
وقال مسؤول إسرائيلي ودبلوماسي غربي لرويترز إن من المتوقع أن تُبلغ إسرائيل عن أي انتهاكات محتملة لآلية المراقبة، وستحدد فرنسا والولايات المتحدة معا ما إذا كان قد حدث انتهاك.
* ضربات إسرائيلية من جانب واحد
أصر المسؤولون الإسرائيليون على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل ضرب حزب الله إذا رصد أي تهديدات لأمنه، بما في ذلك نقل أسلحة وعتاد عسكري إلى الجماعة.
وقال مسؤول إسرائيلي لرويترز إن المبعوث الأمريكي عاموس هوكستين، الذي توسط في الاتفاق، أعطى تأكيدات مباشرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل قادرة على تنفيذ مثل هذه الضربات على لبنان.
وقال نتنياهو في خطاب بثه التلفزيون بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني إن إسرائيل ستضرب حزب الله إذا انتهك الاتفاق.
وذكر المسؤول أن إسرائيل ستستخدم طائرات مسيرة لمراقبة التحركات على الأرض في لبنان.
ويقول المسؤولون اللبنانيون إن هذا البند غير موجود في الاتفاق الذي وافقت عليه بيروت، وإن لبنان سيعارض أي انتهاك لسيادته.