ملفات وتقارير

حصري | عشائر جنوب قطاع غزة تشرع بتأمين قوافل المساعدات للمنظمات الدولية

جاءت جهود العشائر في تأمين المساعدات القادمة إلى مناطق جنوب قطاع غزة من معابر الاحتلال في ظل الاستهداف المتواصل الذي تتعرض له القوى الشرطية- جيتي
علمت "عربي21" من مصادر محلية أن عشائر في جنوب قطاع غزة شرعت بتأمين دخول قوافل المساعدات الإنسانية، تمهيدا لتوزيعها على النازحين، وذلك في خطوة تهدف إلى قطع الطريق على العصابات التي تقوم بالسطو المسلح على الشاحنات القادمة من المعابر مع الاحتلال جنوب القطاع.

وقالت المصادر، إن منظمات دولية وأممية بينها "الأونروا" توصلت إلى اتفاق مع عشيرة العمور التي تسيطر على مناطق واسعة شمال شرق محافظة رفح، بهدف تأمين المساعدات القادمة عبر معبر كرم أبو سالم، الواقع في أقصى جنوب شرق مدينة رفح.

وبموجب الاتفاق، تسلك الشاحنات المحملة بالمساعدات الطريق المحاذي لمطار غزة الدولي المدمر، قرب الحدود المصرية، ومن ثم تمر إلى مناطق سيطرة العشيرة المذكورة في محيط منطقة صوفا، شمال شرق رفح، ومن ثم إلى شارع صلاح الدين الرئيسي، وصولا إلى منطقة "التحلية" غرب خانيونس حيث تقع مخازن المنظمات الدولية والأممية.



وتمكنت العشيرة خلال الأيام الماضية من تأمين عدد من شاحنات المساعدات التي سمحت قوات الاحتلال بدخولها لصالح مؤسسات دولية شريكة لـ"الأونروا"، ودخلت من معبر كرم أبو سالم ووصلت إلى المستودعات بالفعل.

وكشفت المصادر أن عشيرة العمور بذلت جهودا كبيرة لتحييد العصابات التي تقوم بعمليات السطو المسلح، بالتعاون مع جهات محلية حكومية وعائلية، بهدف تأمين وصول المساعدات بسلام.

في السياق ذاته، قالت المصادر لـ"عربي21" إن عشيرة "أبو مغيصيب" اتفقت هي الأخرى على تأمين الشاحنات القادمة مع معبر "كيسوفيم" شرق دير البلح، والذي جرى افتتاحه قبل أسابيع قليلة، بضغوط دولية.

وبموجب الاتفاق، تؤمن العشيرة دخول الشاحنات من المعبر الواقع على الحدود الشرقية جنوب شرق دير البلح، ومن ثم غربا إلى شارع صلاح الدين، ثم إلى المستودعات المخصصة للمنظمات الدولية والأممية.



وقال مصدر عشائري لـ"عربي21" إن الجهود التي بذلتها العشائر لتأمين المساعدات بالتعاون مع الجهات المختصة، جاءت استشعارا منها بالأوضاع الكارثية والجوع الذي ضرب قطاع غزة، على إثر سياسات الاحتلال الرامية إلى خلق أزمة نقص في المواد الأساسية، وتجويع الأهالي المغلوبين على أمرهم.

وشدد على أن العشائر وبعد مشاورات مستفيضة أخذت على عاتقها تأمين هذه المساعدات، رغم خطورة ذلك، وعدم تلقيها أي ضمانات من قوات الاحتلال بالتوقف عن استهداف أبناء العشائر الذين يضطرون للتحرك في مناطق بالغة الخطوة، بهدف تأمين القوافل وإيصالها إلى مستحقيها. 

وجاءت جهود العشائر في تأمين المساعدات القادمة إلى مناطق جنوب قطاع غزة من معابر الاحتلال، في ظل الاستهداف المتواصل الذي تتعرض له القوى الشرطية، ضمن خطة ممنهجة يهدف من ورائها الاحتلال إلى خلق حالة من الفوضى في قطاع غزة، وتعميق أزمة المجاعة التي يعاني منها السكان في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية دون هوادة.

وشجع الاستهداف المتواصل للعناصر والقوى الأمنية عصابات مسلحة على سرقة قوت أهالي غزة، من خلال اعتراض شاحنات المساعدات التي تدخل من معابر الاحتلال جنوب القطاع، والسيطرة عليها، وبيعها في السوق السوداء، الأمر الذي خلق أزمة غذاء طاحنة.

ويطلق الاحتلال الإسرائيلي أيدي عصابات ومجموعات مسلحة خارجة عن القانون في قطاع غزة، لاعتراض قوافل المساعدات والبضائع القادمة من المعابر التي يسيطر عليها، في جريمة ممنهجة، تهدف إلى تعميق أزمة الجوع في القطاع، وخلق حالة من الفوضى والأزمات الاقتصادية والأمنية.

ووفق تحليل لخطوط سير قوافل المساعدات، كان واضحا أن المنطقة التي تحدث فيها أغلب عمليات النهب تخضع بالكامل لسيطرة جيش الاحتلال، بل وتتمركز فيها قوات راجلة ومؤللة، وعلى بعد مئات الأمتار فقط من حواجز العصابات، ما يؤكد تورط قوات الاحتلال في ما يجري.

وتستغل هذه العصابات المناطق المفتوحة التي لا تستطيع القوى الشرطية الوصول إليها أو التمركز فيها، بسبب تعمد الاحتلال استهداف قوى الأمن وعناصر تأمين المساعدات.

وترفض قوات الاحتلال تمركز أي قوة شرطة في غزة، سواء فلسطينية أو دولية، لإيصال المساعدات إلى السكان، الأمر الذي فاقم أزمة الجوع.

ويعاني الفلسطينيون في غزة من سياسة تجويع ممنهجة جراء شح المواد الغذائية بسبب عرقلة الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بحسب تأكيدات مؤسسات أممية ودولية عديدة.

ويطالب المجتمع الدولي دولة الاحتلال بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لمنع حدوث مجاعة، لكن دون جدوى.