أعادت قوات
الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، اقتحام مستشفى كمال عدوان شمال قطاع
غزة، وسط ارتكاب للمجازر الدموية، فيما نفذت كتائب
القسام الجناح العسكري لحركة حماس عملية نوعية ضد جنود الاحتلال.
وأجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي المرضى والجرحى داخل مستشفى "كمال عدوان"، على مغادرته، تزامنا مع عمليات تهجير مستمرة ضد أهالي شمال قطاع غزة.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف منازل في محيط مستشفى "كمال عدوان"، بينها منازل تعود لعائلات شعبان وعوض والأشقر وياسين.
وبعد ساعات من اقتحام جيش الاحتلال المستشفى وإجبار المرضى والجرحى على المغادرة، انسحب من داخل المستشفى إلى محيطها.
وتوغلت آليات عسكرية إسرائيلية إلى محيط المستشفى وفرضت حصارا عليه من جميع الجهات، قبل أن تدخل ساحة المستشفى.
وتقدمت قوات الجيش الإسرائيلي تحت غطاء ناري كثيف إلى محيط المستشفى وفرضت حصارا عليه، وفق الشهود.
من جهتها، قالت حركة "حماس" الجمعة، إن أكثر من 30 فلسطينيا استشهدوا بقصف إسرائيلي مكثف استهدف محيط "مستشفى كمال عدوان"، حيث يمعن الجيش بإجراءات الإبادة والتطهير العرقي.
وأضافت الحركة: "اقتحام جيش الاحتلال الإرهابي مستشفى كمال عدوان وإجبار المرضى والطواقم الطبية على مغادرته واقتياد أعداد منهم إلى جهة مجهولة، إمعان في حملة التطهير العرقي وعمليات التهجير القسري والتدمير الإجرامي لكل سبل الحياة بشمال قطاع غزة وعلى رأسها المستشفيات".
والأربعاء، توقفت محطة الأكسجين داخل المستشفى وتعذر إصلاحها بسبب كثافة النيران المحيطة بالمكان بما يهدد حياة المرضى والجرحى المتواجدين بها.
وحول المشهد في المحافظة، قال شهود عيان إن عشرات الجثث من الشهداء ما زالت ملقاة في الشوارع، بسبب
القصف العنيف الذي تعرضت له منطقة محيط مستشفى كمال عدوان، مشيرين إلى أن الطائرات الإسرائيلية تواصل إطلاق نيرانها صوب المستشفى وفي محيطها.
ومنذ مساء الثلاثاء، يكثف الجيش الإسرائيلي غاراته العنيفة على شمال القطاع وخاصة بيت لاهيا وسط إطلاق نيران من طائراته المسيرة صوب المنازل والمستشفيات التي خرجت عن الخدمة وتعمل بحد أقل من الأدنى.
وقال مدير المستشفى حسام أبو صفية، في بيان مساء الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى 5 مرات خلال الثلاثاء، ما أسفر عن إصابة 3 من الطواقم الطبية المتواجدة.
استهداف النازحين
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن 15 مدنيا استشهدوا وفقدوا، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية منزلا لعائلة “المقيد” في مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
ونقلت عن شهود عيان قولهم إن “غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة المقيد في شارع مدارس السوق بمشروع بيت لاهيا، والذي يقيم فيه نازحون من عائلة الشلفوح، ما تسبب باستشهاد وفقدان 15 فلسطينيا”.
وأضاف الشهود أن الغارة الإسرائيلية دمرت المنزل بشكل كامل، وألحقت أضرارا بالبيوت المحيطة.
يأتي ذلك بعدما قتلت إسرائيل 12 فلسطينيا وأصابت 13 آخرين بقصف جوي لمنزل ومستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع، في إمعان بالإبادة المتواصلة منذ أكثر من عام.
وتوقفت منظومة الدفاع المدني والإسعاف عن العمل شمال قطاع غزة قسراً، بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر، وتدمير مركباتهما، ومنع إدخال أي مركبات جديدة، واعتقال كوادرها.
من جانبها، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن مقاتليها تمكنوا "من استهداف قوة صهيونية راجلة مكونة من 50 جنديًا بعبوة مضادة للأفراد تلفزيونية بجوار مسجد الفلاح في حي تل الهوى جنوب مدينة غزة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، لليوم 426 على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين، وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان أكثر من 150 ألف شهيد وجريح فلسطينيي، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.