أعلنت فصائل
المعارضة السورية عن تحقيق سلسلة من التقدمات الاستراتيجية على قوات
النظام السوري في جنوب البلاد، شملت السيطرة على مواقع عسكرية وحواجز وبلدات رئيسية.
وكانت جبهة الجنوب اشتعلت بعد إعلان فصائل المعارضة هناك تشكيل غرفة عمليات الجنوب وبدء حملة عسكرية ضد النظام تحت مسمى "كسر القيود" في مدن
السويداء ودرعا والقنيطرة.
وجاء هذا الإعلان بالتزامن مع إعلان "إدارة العمليات العسكرية" التي تضم فصائل معارضة أبرزها "هيئة تحرير الشام" عن توجه مقاتليها إلى مدينة حمص بعد السيطرة على حماة، في إطار عملية "ردع العدوان" المتواصلة للأسبوع الثاني على التوالي.
وكشفت الإدارة العسكرية في سلسلة من البيانات عن تقدم كبير لفصائل المعارضة في الجنوب بعد ساعات من دخولها على خط المواجهات ضد نظام الأسد.
وأكدت إدارة العمليات العسكرية نجاحها في السيطرة على أكثر من 40 حاجزا لقوات النظام، من أبرزها حاجز التابلين الذي يربط بين ريف
درعا الغربي والشرقي، وحاجز خربة غزالة، وحاجز المساكن.
كما تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة على 6 حواجز إضافية في منطقة اللجاة بريف درعا، ما عزز سيطرة الفصائل المحلية في المنطقة.
وسيطرت الفصائل كذلك على 12 موقعا عسكريا استراتيجيا في الجنوب، منها اللواء 52 ميكا، أحد أبرز القواعد العسكرية في ريف درعا، وسرية عابدين، التي كانت تُعد نقطة تحصين هامة للنظام، وكتيبة الرادار في بلدة نامر، والكتيبة المهجورة بريف درعا.
وبحسب البيانات الصادرة عن الإدارة العسكرية، فإن فصائل المعارضة في الجنوب أحرزت تقدما نوعيا بالسيطرة على تل الحارة الاستراتيجي، الذي يُعد من أعلى النقاط في المنطقة، ما يمنحها ميزة عسكرية في مراقبة مناطق واسعة من ريف درعا.
وامتدت عمليات الفصائل إلى غاية السيطرة على 42 بلدة وقرية، من أبرزها بلدة بصر الحري، ومدينة نوى، ومدينة إنخل، وبلدة محجة.
وأشارت منصة "درعا24" المحلية إلى دخول الفصائل المعارضة إلى كتيبة السحيلية شرقي قرية الفقيع وحاجز الدلي في ريف درعا الشمالي بعد انسحاب قوات النظام.
وفيما انسحب عناصر مفرزة الأمن السياسي وحاجز الكازية والمخفر في بلدة كفر شمس باتجاه مدينة الصنمين، بقيت قوات النظام متمركزة في نقاط محدودة، منها تل عنتر شمال كفر شمس وتل غشيم بين كفر شمس ودير.
وأعلنت غرفة عمليات الجنوب سيطرتها على تل الخضر العسكري، الواقع بين مدينة داعل وبلدة عتمان بريف درعا. يُعد هذا الموقع أحد أهم النقاط الاستراتيجية في المحافظة، ويمنح الفصائل ميزة عسكرية كبيرة في المنطقة.
وأظهرت لقطات مصورة بثتها منصات محلية لحظات احتفال مقاتلي الفصائل المعارضة في السويداء بعد سيطرتهم على دبابة تابعة للنظام كانت ضمن تعزيزات حاجز برد العسكري.
وتواصل الفصائل في الجنوب على الرغم من تسليحها غير الثقيل مقارنة بالفصائل القادمة من الشمال، تحقيق تقدم كبير على قوات النظام وسط تقارير عن وصولهم إلى بعد ما يقرب من 50 كيلومترا عن العاصمة دمشق.
ما خلفيات التقدم الكبير؟
حققت فصائل المعارضة في الجنوب تقدما كبيرا على نظام الأسد خلال ساعات من فتح الجبهة دعما لـ"إدارة العمليات العسكرية" في الشمال في تطور لافت، سيما أن هذه الفصائل عبارة عن مجموعات محلية مسلحة بأسلحة غير ثقيلة.
ومن الممكن تفسير ذلك التقدم على النظام بالهشاشة الأمنية وتراجع قبضة الأسد عن مدن الجنوب منذ الاتفاقيات التي عرفت "بالمصالحة" عام 2018.
ومنذ عام ونصف العام، يواصل أهالي مدينة السويداء حراكهم السلمي المطالب بإسقاط بشار الأسد، وهو ما تصاعد في بعض الأحيان إلى اشتباك مسلح مع قوات النظام.
وفي السياق ذاته، تشهد درعا بشكل متواصل توترات أمنية واشتباكات بين فصائل محلية وقوات النظام بسبب تضييقات الأخير والاعتقالات التي يشنها بين الحين والآخر.
وكانت درعا شهدت عام 2018 اتفاقية عرفت باسم التسوية أو المصالحة بين فصائل المعارضة والنظام السوري برعاية من حليفه الروسي.
هذه التسوية كانت تهدف إلى إنهاء المواجهات المسلحة في المنطقة وإعادة سيطرة النظام على المحافظة التي كانت تعد من أبرز معاقل المعارضة في جنوب
سوريا.
ورغم الاتفاق، شهدت المحافظة توترات متزايدة بين السكان المحليين وقوات النظام بسبب الاعتقالات والانتهاكات الأمنية، ورفض بعض الفصائل العودة تحت سيطرة النظام.
وبدأت تظهر أوجه جديدة من المعارضة المسلحة في شكل فصائل محلية ترفض المصالحة بسبب انتهاكات النظام، ما أدى إلى تجدد التوترات والصدامات في بعض مناطق المحافظة.
وتمكنت فصائل المعارضة بعد بدء عملياتها اليوم الجمعة ضد النظام من بسط سيطرتها على غالبية المواقع التي كانت تسيطر عليها قبل اتفاقية التسوية، أبرز هذه المواقع: معبر نصيب الحدودي مع الأردن والتلول الاستراتيجية في الريف الغربي، حسب منصة "درعا24".