أكد سفير
إيران
لدى
سوريا حسين أكبري، أن أحدا لم يتوقع سرعة سقوط نظام بشار الأسد، وأعلن أنّ "السفارة الإيرانية في دمشق ستعود للعمل
قريباً".
وقال أكبري،
بحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية "إرنا"، إن "أحدا لم يتوقع أن
تحدث هذه التطورات بهذه السرعة وفي مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة. وليس المسؤولون
في الحكومة السورية فقط الذين لم يتوقعوا مثل هذا الأمر، بل إنه حتى أولئك الذين كانوا وراء كواليس
هذه الأحداث وكانوا مسؤولين عن إدارتها، تفاجأوا أيضا".
وأضاف سفير إيران
في سوريا أنه "حتى الذين بدأوا العملية لم تكن أهدافهم وشعاراتهم الأولية سوى
الرد على تصرفات ما يسمى ’ردع العدوان’، أي إنه قبل أيام قليلة من بدء العملية، قصفت الطائرات
السورية والروسية مقراتهم وهم بدأوا عملياتهم بهدف الانتقام من هذا القصف".
وقال أكبري إن
"الملفت أن هذه العملية انطلقت من نقطة بعيدة تماما عن حلب وإلى الشمال من هذه المدينة. وكان هدفهم الوحيد ضرب الجيش السوري وإعلان النجاح في عملية محدودة. لكن عندما بدأت
العملية ولم يقاومهم الجيش السوري، تشجع هؤلاء على توسيع العملية من محاور مختلفة".
وتابع السفير الإيراني
في سوريا بأن "مدينة حلب التي قاومت السقوط لأكثر من أربع أو خمس سنوات، سقطت خلال
فترة قصيرة جدا، خلال يوم أو يومين. لقد كان هذا الحدث غير متوقع إلى درجة أنه غير
كل المعادلات وأثر بشكل جذري على الوضع".
وأضاف: "أنا
شخصياً كنت حاضراً في السفارة مع العديد من زملائي حتى مساء السبت، اليوم التالي لسقوط
دمشق. حتى إننا كانت لنا لقاءات وراقبنا الوضع عن كثب. اكتشفنا أنه تم التوصل إلى تسوية
بين الطرفين وانتهى كل شيء. ولهذا أعلنت لزملائي تلك الليلة أنه لم يعد من المفيد البقاء
في السفارة، لأن الجماعات المشبوهة قد تتدخل في هذه القضايا وتسعى للحصول على وثائق
أو معدات أو إمكانات خاصة".
وفي ما يتعلق
بتوقعاته أكد أكبري أن "سوريا لن تصبح كما هي الحال في ليبيا لأن الظروف الجغرافية
والاختلافات الإقليمية لليبيا تختلف عن سوريا"، وقال: "في ليبيا، بسبب وجود
مناطق لديها اختلافات واضحة مثل الشرق والجنوب والشمال، فإن غالبية المشاكل تعود إلى
هذه الاختلافات، لكن في سوريا لا توجد مثل هذه الاختلافات الواسعة على هذا النحو، رغم
أنه ستكون هناك مشاكل مماثلة في سوريا، لأن كل فئة أو منطقة تبحث عن حقوقها في الحكومة
المقبلة، فمثلا منطقة السويداء تبحث عن حقوقها، والأكراد أيضا يريدون حقوقهم ونصيبهم
في الحكومة".
واعتبر أن
"إحدى المشاكل التي يمكن أن تجعل سوريا أقرب إلى ظروف مشابهة لليبيا هي العلاقات
الخارجية لكل مجموعة، بمعنى أن كل مجموعة من هذه المجموعات تحظى بدعم جهات خارجية".
واعتبر السفير
الإيراني في دمشق، أن "المتغير الأهم المؤثر في هذا المشهد هو دور الكيان الصهيوني
الذي لا يريد تشكيل حكومة قوية في سوريا تكون تهديدا له. كما أنه يتم تعديل سياسات الولايات
المتحدة على أساس مصالح الكيان الصهيوني. هذه العوامل تشكل تحديات جادة تواجه سوريا
في الوقت الراهن".
وكان أكبري أعلن
أن "هيئة تحرير الشام" تؤمن السفارة الإيرانية في دمشق ووعدت بالسماح باستئناف
عملنا القنصلي بدمشق.