سلطت صحيفة "
واشنطن بوست" الضوء على حجم
الحرب الإسرائيلية والغارات الجوية غير المسبوق في قطاع
غزة منذ السابع من تشرين
الأول/ أكتوبر لعام 2023، والتي خلّفت أكثر من 45 ألف شهيد وما يزيد على الـ106 آلاف
جريح.
وأشارت الصحيفة في تقرير للصحفي إيشان ثارور وترجمته
"
عربي21" إلى أنها اعتمدت على البيانات التي قدمتها وزارة الصحة في غزة،
والتي كانت بياناتها في الحروب السابقة دقيقة، رغم أنها لا تميز بين المقاتلين
والمدنيين، منوهة إلى أن معظم المنظمات الإنسانية والأممية والحكومات بما في ذلك
إدارة بايدن قبلت بهذه البيانات، ورأت أنها أفضل مقياس لما حدث على مدى الأشهر
الأربعة عشر الماضية.
ولفتت إلى أن "المسؤولين الإسرائيليين وأنصارهم
في الخارج يسخرون من أرقام الضحايا المبلغ عنها في غزة، باعتبارها نتاجا مبالغا
فيه لمروجي دعاية حماس (..)".
في الأسبوع الماضي، أصدرت منظمة إيروارز (Airwars)، وهي منظمة غير ربحية مقرها بريطانيا ترصد
الخسائر المدنية في صراعات القرن الحادي والعشرين، تقريرا فحص بالتفصيل الدقيق
الأيام الخمسة والعشرين الأولى من الحرب في تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وخلصت إلى أنه في تلك الفترة الزمنية، "وقع
الضرر المدني في غزة على نطاق لا يضاهيه أي صراع" تتبعته المنظمة، بما في ذلك
حملات
القصف التي قادتها الولايات المتحدة على مدينتي الموصل والرقة الخاضعتين
لسيطرة تنظيم الدولة في وقتها.
وقالت المنظمة إن حملة إسرائيل في غزة "لا
تقارن بأي حملة جوية في القرن الحادي والعشرين" و"الصراع الأكثر كثافة
وتدميرا وفتكا" الذي تتبعته.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحده، أفادت "إيروارز" بمقتل 5139 مدنيا في غارات إسرائيلية، منهم 1900 طفل، مؤكدة أن هذا الرقم أعلى
بنحو سبعة أضعاف من حصيلة القتلى من الأطفال شهريا في أي صراع آخر راقبه باحثو
المجموعة.
وتشتهر المنظمة بنهجها الشامل. ودفعت إحالاتها أكثر
من 70% من تحقيقات البنتاغون في حوادث الأذى المدني خلال الحملة الجوية التي
تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
في حالة غزة، أمضت "إيروارز" أشهرا في تمشيط البيانات
مفتوحة المصدر حول الضحايا، بما في ذلك أرقام الهوية الوطنية الفلسطينية للضحايا،
وإشعارات وسائل التواصل الاجتماعي، والتقارير الإخبارية وغيرها من المعلومات،
لبناء مجموعة بيانات بشأن كل حادثة إصابة. وتتوفر البيانات الخاصة بشهر تشرين
الأول/ أكتوبر 2023، لكنها تواصل العمل على الأشهر اللاحقة للحرب.
وقالت المنظمة إن الصورة التي قد تتكشف قاتمة، مشيرة
إلى أنه "بينما نتوقع أن تظل الاتجاهات العامة على حالها، فمن المتوقع أن
تنمو أحجام الاختلاف - حيث تتجاوز مقاييس الضرر الذي يلحق بالمدنيين في غزة تلك
الناجمة عن الصراعات الموثقة سابقا".
ولكن العنف لم يتوقف. فحتى مع قيام إسرائيل بحملة
قصف واسعة النطاق عبر سوريا وتوسيع قبضتها على مرتفعات الجولان المتنازع عليها،
فقد واصلت ضرباتها على غزة. ووفقا للسلطات الصحية المحلية، فقد كانت هناك خمس هجمات
إسرائيلية خلال عطلة نهاية الأسبوع، أسفرت في مجموعها عن مقتل 46 شخصا على الأقل.
لقد تلقت إدارة بايدن ما يقرب من 500 تقرير يزعم أن
إسرائيل استخدمت أسلحة زودتها بها الولايات المتحدة في هجمات تسببت في أضرار غير
ضرورية للمدنيين في قطاع غزة، لكنها فشلت في الامتثال لسياساتها الخاصة التي تتطلب
تحقيقات سريعة في مثل هذه الادعاءات، كما أفاد تقارير في"واشنطن بوست" في تشرين
الأول/ أكتوبر.
وقال جون رامينغ تشابيل، المستشار القانوني والسياسي
الذي يركز على المساعدات الأمنية الأمريكية ومبيعات الأسلحة في مركز المدنيين في
الصراع، لمراسلي "واشنطن بوست": "إنهم يتجاهلون الأدلة على الأذى والفظائع التي
تلحق بالمدنيين على نطاق واسع، للحفاظ على سياسة نقل الأسلحة غير المشروطة تقريبا
إلى حكومة نتنياهو".