قال رئيس وزراء
أيرلندا، سيمون هاريس، إن "تل أبيب لن تستطيع إسكات بلاده لانتقادها الهجمات التي
تشنها القوات
الإسرائيلية على الشعب
الفلسطيني في قطاع
غزة".
جاء ذلك في
تصريحات أدلى بها للصحفيين في مدينة دون لوغيري، على خلفية إعلان
الاحتلال الإسرائيلي
إغلاق سفارته في العاصمة الأيرلندية دبلن، ووصف هاريس قرار رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إغلاق سفارة تل أبيب في دبلن بـ"دبلوماسية تشتيت
الانتباه".
وأضاف: "هل
تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ قتل الأطفال؛ أعتقد أن هذا شيء يجب إدانته، هل
تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ هول الوفيات بين المدنيين في غزة".
وزاد: "هل
تعرفون ما الذي يجب إدانته في رأيي؟ ترك الناس يواجهون الجوع وعدم تدفق المساعدات
الإنسانية".
وبسؤال الصحفيون
عن موقف دبلن، أجابهم بقوله: "اليوم، جميعكم تسألون عن موقف أيرلندا. لكن
ماذا عن ممارسات إسرائيل؟ ماذا عن الممارسات التي ارتكبها نتنياهو بحق الأطفال
الأبرياء في غزة؟ هذه عبارة عن دبلوماسية تدمير".
وأكد هاريس أن
قرار إسرائيل بشأن السفارة كان مؤسفا للغاية، وأنه كان يفضل ألا يحدث ذلك.
من ناحية أخرى،
أشار هاريس إلى أن دبلن ستواصل اتصالاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، مستدركًا:
"لكن، لن يستطيع أحد إسكات أيرلندا".
والأحد، أعلن
وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، إغلاق سفارة تل أبيب في أيرلندا على خلفية
"سياستها المناهضة لإسرائيل".
ومن ناحية أخري كان
الرئيس الأيرلندي، مايكل هيغينز، قد هاجم الاحتلال الإسرائيلي بعد قراره بإغلاق
سفارتها في بلاده، واتهمها بانتهاك سيادة ثلاث دول، وهي لبنان وسوريا ومصر.
وبحسب موقع
"أخبار إسرائيل"، أضاف هيغينز أن إسرائيل كانت "مهتمة بإقامة
مستوطنات في مصر"، وهو ما أثار ردود فعل شديدة من إسرائيل.
حيث اعتبر وزير
الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، تصريحات الرئيس الأيرلندي "مجموعة من
الأكاذيب"، موضحًا أن هذه التصريحات تمثل "افتراء على إسرائيل".
العلاقات بين أيرلندا والاحتلال
وشهدت العلاقات
بين أيرلندا والاحتلال الإسرائيلي توترات شديدة خلال الفترة الأخيرة؛ بسبب مواقف
أيرلندا الصريحة في دعم القضية الفلسطينية. أيرلندا كانت من الدول الأوروبية التي
عبرت عن انتقادها الشديد للسياسات الإسرائيلية، خصوصًا في ما يتعلق بالهجمات العسكرية
على قطاع غزة وحقوق الفلسطينيين.
في السنوات
الأخيرة، دعم البرلمان الأيرلندي عدداً من القرارات التي تنتقد الاحتلال الإسرائيلي على خلفية
سياساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك استيطان الأراضي الفلسطينية، وعمليات الإعدام والاعتقالات الجماعية للفلسطينيين.
كما كانت
أيرلندا واحدة من أولى الدول الأوروبية التي دعت إلى فرض عقوبات على إسرائيل بسبب
انتهاكاتها لحقوق الإنسان.
وفي إطار هذا
التوتر، قررت أيرلندا في السابق استدعاء سفيرها من تل أبيب عدة مرات للتشاور، بعد
عدة هجمات عسكرية إسرائيلية على غزة. وأكدت الحكومة الأيرلندية في عدة مناسبات أن
دعمها لفلسطين لا يتناقض مع سياستها الخارجية الملتزمة بالقانون الدولي وحقوق
الإنسان.
والأسبوع
الماضي، أعلنت أيرلندا انضمامها إلى الدعوى القضائية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال
الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب
جرائم إبادة جماعية في غزة.
ومنذ بداية
العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن أكثر من 152 ألف شهيد
وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بما في ذلك أكثر من 11 ألف مفقود، اتخذت
أيرلندا مواقف قوية ضد الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني. هذا التصعيد من قبل
إسرائيل تزامن مع دعم أمريكي واسع، ما جعل الحكومة الأيرلندية أكثر تشددًا في
موقفها من الاحتلال الإسرائيلي.