ملفات وتقارير

الأمن السوري قتل أحد مرتكبيها.. ماذا تعرف عن "مجزرة الحولة"؟ (شاهد)

قتل عناصر النظام السوري 109 شخصا نصفهم من الأطفال- الائتلاف الوطني السوري
"عمو رقبتي توجعني.. يا أمي دم" كلمات قالتها طفلة سورية٬ لشجاع العلي، أبرز متزعمي عصابات الخطف والقتل التابعة لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد ، وهو يقوم بذبحها بالسكين.

وكان العلي، وهو أحد أذرع النظام الطولي في حمص ومحيطها٬ مسؤولا عن مجزرة الحولة التي أدت لقتل الأطفال والنساء بالسكاكين في مدينة حمص٬ وراح ضحيتها 109 شخصا نصفهم من الأطفال.

وكانت إدارة العمليات العسكرية قد تمكنت الخميس الماضي، من قتل شجاع العلي، في قرية بلقسة بالقرب من بلدة تلكلخ في ريف حمص الغربي، بالقرب من الحدود السورية - اللبنانية، وسط سوريا.

وقُتل العلي، بعد اشتباكات عنيفة خاضها موالون له وللنظام المخلوع وللفرقة الرابعة مع إدارة العمليات العسكرية والأمن العام السوري التابع لوزارة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال، وذلك خلال عملية لملاحقة "مسلحين موالين للنظام السابق رفضوا تسليم سلاحهم".


وحاصرت قوات الأمن العلي ومن معه في بناء داخل قرية بلقسة، وطلبت منهم الاستسلام، لكنهم رفضوا، فاقتحمت القوات المبنى وقتلتهم. وأدت الاشتباكات في المدينة إلى مقتل عنصرين وإصابة 10 آخرين من رجال الأمن، وفقاً لوكالة الأنباء السورية سانا.


العلي يهدد بحرق المساجد
وكان العلي قد ظهر، في فيديو الأربعاء الماضي، خلال احتجاجات في مدينة حمص مهدداً بحرق المساجد والتصعيد المُسلح، على خلفية انتشار مقطع فيديو يظهر إحراقًا وتخربياً لمقام أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي، أحد الرموز الدينية للطائفة العلوية، واتضح لاحقاً أنه قديم ويعود لفترة المعارك التي دارت في مدينة حلب شمالي البلاد مطلع الشهر الجاري كانون الأول/ ديسمبر الجاري.


وينحدر شجاع العلي من قرية بلقسة في ريف حمص الغربي، وقبل سقوط نظام الأسد، كان يتزعم مجموعة مكونة من 400 عنصر مسلح يقومون بخطف المدنيين المتوجهين إلى لبنان أو المتوجهين إلى سوريا ومفاوضة أهاليهم على مبالغ طائلة، مع تصوير الضحايا أثناء تعذيبهم وإرسال الصور إلى الأهالي.


وبحسب مصادر فإن العلي يمتلك أكثر من سبع محطات وقود وخمسة مطاعم. وكان يسانده، كل من فؤاد أحمد السعيد ويوسف مفيد السعيد وعلي مفيد السعيد ومهند فؤاد السعيد، وهم ينحدرون من قرية مرسايا في ريف حمص الغربي.

خطف وابتزاز ومسلخ بشري
بعد فرض النظام السوري المخلوع سيطرته على جزء كبير من الأراضي السورية عام 2018، تحولت أنشطة شجاع العلي من القتال ضد الفصائل المعارضة إلى عمليات اختطاف تستهدف المدنيين، خاصة القادمين من لبنان أو العابرين عبر الحدود السورية اللبنانية، وخصوصاً في مدينة تلكلخ السورية ومنطقة وادي خالد اللبنانية.


كان العلي يطالب بفديات مالية كبيرة مقابل الإفراج عن المختطفين، وصلت حسب ناشطين إلى 50 ألف دولار. كما مارس ضغوطاً على ذويهم عبر إرسال مقاطع فيديو توثق تعذيب الضحايا، وتضمنت في بعض الحالات الاعتداء على النساء.


في السنوات الأربع التي سبقت سقوط النظام، كثّف العلي من عمليات الخطف، مستفيداً من دعم رؤساء الأفرع الأمنية في حمص وطرطوس، الذين كانوا يتقاسمون معه العائدات المالية الناتجة عن هذه العمليات.

اتخذ شجاع العلي من قريتي بلقسة وأم الدوالي في ريف حمص الغربي مقرات رئيسة لنشاط مجموعاته المسلحة. تم تخصيص هنكارات داخل الأراضي الزراعية لاحتجاز المخطوفين، مع اتخاذ تدابير أمنية مشددة لضمان عدم فرارهم أو تعرض الموقع لأي مداهمات أمنية.

تجاوزت أنشطة مجموعاته حدود المناطق الحدودية، حيث عمدت إلى قطع طريق دمشق-بيروت قرب جسر تلبيسة لتنفيذ عمليات اختطاف عشوائية.

وأنشأ شجاع العلي سجناً خاصاً في قريته، حيث كانت تُمارس فيه أبشع أنواع التعذيب ضد المعتقلين، ووجهت إليه اتهامات بالضلوع في اغتيال نشطاء ومعارضين خلال الثورة السورية.


مجزرة الحولة.. والذبح بالسكاكين
في 25 أيار/ مايو 2012، شهدت منطقة تلدو في ريف حمص مجزرة مروعة نفذتها قوات النظام السوري، بعدما حاصرت القوات المنطقة لنحو 10 ساعات وقصفتها بشكل مكثف، ما أسفر عن مقتل 109 مدنيين، بينهم 49 طفلاً و32 امرأة.


واستخدمت القوات، بدعم من مجموعات الشبيحة التابعة للنظام، أسلحة نارية وبيضاء في ارتكاب المجزرة، وسط اتهامات لشجاع العلي بالمشاركة في العملية.

ويذكر أن 63 شخصاً من عائلة سنية كبيرة واحدة، اسمها عائلة عبد الرزاق، قُتلوا في منازلهم. كما عاد عناصر النظام مرة ثانية في الساعة الثانية والنصف صباحاً وقتلوا أكثر من 15 شخصاً من عائلة السيد في منازلهم، ونجا الرضيع علي عادل السيد بأعجوبة.


استناداً إلى تقرير صدر في 27 حزيران/يونيو 2012، أعلن المتحدث باسم المفوضية العليا لحقوق الإنسان، روبرت كولفيل، خلال مؤتمر صحفي في جنيف، أن معظم الضحايا الآخرين أُعدموا بشكل مباشر.

وأكد شهود عيان من سكان المنطقة أن مسلحين من عناصر أجهزة الأسد كانوا المسؤولين عن تنفيذ هذه الإعدامات الجماعية. وأوضح كولفيل أن عائلات بأكملها قُتلت بالرصاص داخل منازلها.


وأحدثت المجزرة ضجة كبيرة آنذاك وسلطت الضوء على جرائم بشار الأسد وميليشياته المسلحة غير النظامية بحق الشعب السوري. وكان المتهم الرئيسي بالضلوع في تلك المذبحة شجاع العلي ومجموعته المسلحة، وفقاً لشهود عيان وناجين.