لم تتمكن الصحافة الإسرائيلية من ضبط أعصابها على وقع تحسن العلاقات بين
واشنطن وطهران، كما أنها لم تبذل جهدًا في إخفاء مكنونات توجهاتها، فتطايرت شظايا الغيظ من عناوين كل الصحف العبرية.
وصفت "يديعوت أحرونوت" في عناوينها
أوباما بـ"الرئيس العاشق" وأظهرت أن الرأي الإيراني ينقسم بين "هتافات وأحذية"؛ وعنونت "معاريف" تصف تخابر الرئيسين "
روحاني: ليكن يومك سعيدا- أوباما: ليكن الرب معك"؛ وجاء في "هآرتس" أن "أوباما يتحدث مع روحاني بعد قطيعة 34 سنة"، وعنونت "إسرائيل اليوم" بـ "بداية صداقة مقلقة؟" و"في نيويورك: مفاوضات سياسية.. في القدس: اضطرابات عنف".
وروى براك رابيد في صحيفة"هآرتس" تحت عنوان "تحسن العلاقات بين واشنطن وطهران يُقرب إسرائيل من دول الخليج" حالة القلق التي رأى أنها ترتبت على التقارب الأمريكي- الإيراني وظهرت آثارها في الجمعية العمومية، وكتب رابيد: "كل الحكومات في الدول السُنية المعتدلة، ولا سيما في الخليج، قلقة جدا من تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران" وزاد أنها "تخشى أن
تأتي صفقة امريكية – إيرانية على حسابها".
وفي"يديعوت" كتب ناحوم برنياع في افتتاحية بعنوان "الرئيس عاشق" مبينا أن عمل
نتنياهو صار صعبا في إقناع الإدارة الأمريكية والعالم بعدم الاغترار بالسياسة الإيرانية الجديدة: "الهدف الذي لأجله بدأ روحاني هجوم سلامه هو أن يفضي إلى إزالة العقوبات في أسرع وقت ممكن".
وتحت عنوان "بين روحاني ونتنياهو" كتب جدعون ليفي في افتتاحية "هآرتس" عن أن رد نتنياهو على خطبة رئيس إيران حسن روحاني في الجمعية العمومية يتلخص بأن"إسرائيل لا تريد للعمل الدبلوماسي مع
طهران أن ينجح لأنه أظهر أن العقوبات الاقتصادية مُجدية"، كما أننتنياهو وصف الخطبة بأنها "كانت مليئة بالنفاق وطهران تحاول كسب الوقت".
وكتب أبراهام بن تسفي في مقالة في "إسرائيل اليوم" تحت عنوان "زيارة روحاني: أوباما أظهر الضعف
أولا" عن الحماسة الزائدة وحالة الضعف التي أبداها الرئيس الأمريكي للقاء الرئيس الإيراني "في فترة ما زالت فيها الولايات المتحدة تعتبر القوة العظمىالمهيمنة..".
وندب روبيك روزنتال حظ الكيان الإسرائيلي في مقالة بعنوان "إسرائيل في شرك روحاني" نشرتها
"معاريف"، فإن "إسرائيل في سياستها الخارجية والأمنية تتخذ في هذه اللحظة المكان الذي كان يتخذه أحمدي نجاد، في موقع الأسود بعد أن كانت في موقع الأبيض"وأشار إلى "خلل وقع في السياسية الخارجية الإسرائيلية".
وتحت عنوان "إيران: حذارِ من استراتيجية التسويف"، كتب أوري هايتنر في "إسرائيل اليوم" وبلهجة تحريضية: "من الواضح أنه لم يُتح إلى الآن شريك حقيقي في المسار الدبلوماسي.. ولولا التهديد العسكري الإسرائيلي المحسوس جدا لما وُجدت عقوبات ذات شأن ولولاها ما كان للدبلوماسية أمل".