قال عبد الإله
بن كيران، رئيس الحكومة
المغربية وأمين عام
حزب العدالة والتنمية، إن حزبه مغربي أصيل مستقل النشأة والمسار والاجتهادات ولا علاقة له على الإطلاق بأي جهة خارجية، وأكد أن هذه الخصوصية لا تنفي وجود علاقات طيبة لحزبه مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وحتى مع غير المسلمين. وتساءل: هل هناك حزب سياسي يمتنع عن ربط العلاقات؟
وأكد بن كيران، خلال استضافته ببرنامج "ساعة حوار" على قناة المجد الفضائية مساء الأحد (27/10/2013)، أن حزب العدالة والتنمية لا يعتبر نفسه حزباً إسلامياً، بل حزباً سياسياً بمرجعية إسلامية، وتساءل بن كيران: "كيف سنتحدث عن أحزاب إسلامية في دول دينها الإسلام؟ وتشتغل كلها تحت دستور الإسلام أول مقتضياته".
وحول العلاقة مع القصر الملكي، قال بن كيران إن العلاقة مع الملك محمد السادس مبنية على التعاون والاحترام والتقدير، وأنها علاقة مرجعها الدستور وليست قائمة على المنازعة، مضيفاً: "نحن نأبى أن ندخل في منطق الصراع وهذا قرار استراتيجي بالنسبة إلينا". وأردف قائلاً: إن علاقتنا بالملك يؤطرها شعار "الله الوطن الملك"، وأنه صارح المغاربة منذ تسميته رئيساً للحكومة عقب فوز حزبه بالمرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011؛ بأنه لن يحكم بمنازعة الملك وأن على المغاربة أن يبحثوا عن شخص آخر إن هم أرادوا ذلك.
وفيما يخص عجلة الإصلاح بالمغرب، شدد بن كيران على أن الإصلاح لن يتوقف لا اليوم ولا في المستقبل، وأن المهم هو أن يراكم الفعل في اتجاه الإصلاح، وأن يتعزز الأمن والاستقرار بالوطن. وذكر أن المغرب يستحق أن يكون في مصاف الدول المتقدمة، وهو ما لا يتطلب، حسب بن كيران، "اتخاذ القرارات التي تعجب الناس دائماً أو التربيت على الأكتاف، بل تكون بقرارات قاسية أحياناً".
ودافع بن كيران عن حصيلة سنة وثمانية أشهر من عمل الحكومة التي يرأسها. وقال في هذا الإطار: "عند تحمل الحزب مسؤولية رئاسة الحكومة وتشكيلها وجدنا صورة نمطية للنجاح السياسي، وهي في العالم ترتكز على الأرقام وهذا أمر جيد ومطلوب، لكن هناك أشياء أعمق من هذا وهي تحقيق العدل وهذا ما نسعى إليه، وشرعنا في إيقاف ممارسات تكرست مع المدة ليست في مصلحة الشعب، فالعدل أساس الملك كما تقول العرب. ودونه يصعب الحديث عن الاستثمار أو النمو".
وتابع: "ربطنا العمل بالأجرة بعد أن وجدنا حجم الإضرابات تجاوز في بعض القطاعات 52 أسبوعاً وهي المرتبطة بمصالح الناس في الداخلية والصحة والتعليم والقضاء"، منوهاً إلى تراجع هذا التوجه "غير المسؤول" من طرف بعض النقابات" على حد قوله.
وأضاف: "وجدنا كذلك أن التوظيف يتم بشكل مباشر وعبر الاحتجاج أمام البرلمان بالنسبة لحملة الشواهد العليا. حسناً، ماذا عمن لا يملك القدرة من مغاربة القرى والضواحي؟ ثم إن من يحتج يوظف سواء أكان كفؤاً أم لا يمتلك الكفاءة، بل يوظف معهم المئات لا يعلم مصدرهم، فقررنا إيقاف هذا الأمر وقلنا المباراة شرط في التوظيف استناداً إلى دستور جديد استفتي عليه المغاربة ووافق عليه جلهم، والناس أصبحت تتقدم اليوم للمباريات وتنجح والحمد لله دون وساطات ودون اعتماد القرابات العائلية ودون رشوة".
ونفى بن كيران ادعاء توظيف أعضاء من حزبه بالمناصب العليا، واستدل بما تم من توظيف لما يقارب 300 إطار مغربي بهذه المناصب منذ تعيين الحكومة إلى اليوم ولا يوجد منهم إلا ثلاثة أعضاء في الحزب وذلك بكفائتهم ووفق مقتضيات القوانين السارية في الموضوع، حسب رئيس الحكومة المغربية.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية المغربي ذي المرجعية الإسلامية يقود الحكومة المغربية منذ كانون الثاني/ يناير 2011 بعد حصوله على 107 مقاع في البرلمان من أصل 395. ويتحالف الآن مع كل من حزب "التقدم والاشتراكية" ذي المرجعية اليسارية و"الحركة الشعبية" وحزب "التجمع الوطني للأحرار". وهذا الأخير عوّض منذ أسابيع حزب الاستقلال الذي انسحب من التحالف الحكومي في نسخته الأولى بعد ان تسبب، حسب كثيرين، في أزمة سياسية دامت لشهور.