تجمع الأب وأبناؤه حول "
اسطوانة غاز منزلي" ليحتضنوها بعد أن نجحوا في الحصول عليها بصعوبة بالغة، ثم التقطوا صورة احتفالية بهذا الحدث الذي اعتبروه متميزا، لتصير مثل هذه الصورة من أبرز ما يتم استخدامه في الصفحات المطالبة بعودة الرئيس المنتخب محمد
مرسي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
الصورة، نالت بعض التعليقات ذات الصبغة الساخرة على "فيسبوك"، من بينها أن رب هذه الأسرة نجح في الحصول على "اسطوانة غاز منزلي" وعاد إلى بيته سالما، ليحتفل مع أبنائه بهذه المناسبة.
وتعاني مصر من أزمة في توفير اسطوانات الغاز المنزلي، مؤخرا، خلفت جرحى وقتلى في الاشتباكات التي تحدث بين المواطنين أمام مستودعات توزيع الاسطوانات، التي تشهد زحاما شديدا، في ظل نقص المعروض.
وتأتي هذه الأزمة بعد نجاح باسم عودة وزير التموين السابق، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في التعامل مع قضية توفير "اسطوانات الغاز المنزلي" إبان عهد الرئيس المنتخب محمد مرسي، حيث مر الشتاء الماضي في مصر بدون مشاكل في توفيرها، على خلاف عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك.
ما أقدم عليه الأب في هذه الصورة الشهيرة على "فيسبوك"، لم يكن هو الاستخدام السياسي الوحيد لاسطوانة الغاز، ففي الفعالية المناهضة لعزل مرسي والتي تم تنظيمها الجمعة الماضي أمام قصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة، وقف أحد المتظاهرين حاملا "اسطوانة غاز منزلي"، وقام بضمها إلى صدره وكأنها محبوبته.
وكان من أبرز التعليقات الساخرة التي استقبل بها المؤيدون لمرسي هذه الصورة قولهم: "عندما تعشق الأنبوبة (الاسطوانة)".
وامتد الاستخدام السياسي لاسطوانة البوتاجاز إلى موقع الفيديوهات الشهير "اليوتيوب"، حيث يتداول ناشطون على الموقع فيديو لمواطن اتصل هاتفيا بإحدى القنوات الخاصة المؤيدة لعزل مرسي، ووجه انتقادا حادا للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، وحمله المسؤولية عن ما آل إليه حال المواطن المصري بعد أن أصبح غير قادر على الحصول على إسطوانة الغاز المنزلي، بحسب هذا المواطن.
وكان وزير التموين محمد أبو شادي، أرجع هذه الأزمة إلى ما سماه بـ "الخلل في قنوات التوزيع".
وأوضح أبو شادي في تصريحات صحفية في وقت سابق، أن العام الماضي إبان حكم جماعة الإخوان المسلمين كان هناك أفراد منهم يقومون بتوزيع اسطوانات الغاز، مضيفاً أن ''الحكومة لا تعاني من النقص في سلعة البوتاغاز (الغاز المنزلي) حيث يتم عرض أكثر من مليون اسطوانة يومياً".
وعول أبو شادي آمالا على تفعيل خدمة توصيل الإسطوانة من شركات الإنتاج إلى المستهلك مباشرة دون وسيط لحل المشكلة، وقال: "أنشأنا خدمة (الدليفري) لتوصيل الاسطوانات من شركات الانتاج إلى المواطن مباشرة، وتعرضت الخطوط الهاتفية لمركز اتصالات نظام التوصيل للمنازل للضغط، لذلك قامت الوزارة بزيادة الخطوط من 12 إلى 62 خطا، وخلال أسبوع سيصبح العدد 112 خطا، لتوصيل الاسطوانة للمنزل بعيدًا عن الوسطاء والمغالين في الأسعار".