اتهم الأمين العام لحزب الله
اللبناني،
حسن نصر الله، مساء أمس الأربعاء،
السعودية بالضغط على الفريق اللبناني المعارض للنظام السوري "14 آذار"، بعدم تشكيل
حكومة جديدة في لبنان تضم حزب الله.
وأشار نصر الله إلى قرار سعودي بعدم تأليف حكومة، أو تأليف حكومة بدون حزب الله وقال: "هذا غير ممكن ".
من جهته، رفض رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد
الحريري اتهامات نصر الله للسعودية، وأضاف " لن نكون شركاء لحزب الله في حكومة تغطي مشاركته في القتال ضد الشعب السوري".
وأشار الحريري المقيم في السعودية إلى أن نصر الله "يرمي محاولات تعطيل تشكيل الحكومة على المملكة العربية السعودية، وهو يتوهم أن المملكة طلبت منا تأخير تشكيل الحكومة في انتظار تغيير الوضع في سوريا، ويضيف أن هذا التغيير لن يحصل ".
وكان نصر الله في كلمة ألقاها في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت، في ذكرى عاشوراء، قال: "إذا كان هناك من ينتظر لتأليف الحكومة أن ينتصر في سوريا، نقول له لن تنتصر".
وأضاف نصر الله أمام حشود غفيرة من أنصاره "هناك من يمنع تشكيل الحكومة لأنهم ينتظرون ما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، لكن سوريا تتجه بخلاف ما تتمناه السعودية وحلفائها في لبنان".
وعلى مدار 7 أشهر منذ تسميته رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة، لم يتمكن تمام سلام حتى اليوم من تشكيل الحكومة؛ نتيجة الخلاف بين قوى 8 آذار، التي يتزعمها حزب الله الداعمة للنظام السوري، وبين 14 آذار، وهي قوى المعارضة حالياً، حول شكل الحكومة وبيانها الوزاري.
وحول الملف الإيراني قال نصر الله: "إذا كان هناك من ينتظر نتائج المفاوضات النووية الإيرانية أن تنتهي معها قصة حزب الله، نقول هل يتوقعون أن تقول لنا إيران تخلوا عن مقاومتكم، هذه أضغاث أحلام ".
وأضاف" إذا ذهبت الأمور إلى حرب في المنطقة، على غيرنا أن يقلق أكثر منا، وإذا ذهبت الأمور إلى تفاهم نووي إيراني عالمي ففريقنا سيكون أقوى".
وحذّر نصر الله بعض الدول العربية من التحالف مع إسرائيل لإسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، قائلا "من طبخ السم سيأكله في يوم من الأيام أيضا".
وقابل سعد الحريري اتهامات نصر الله للسعودية بالرفض وقال إن "ما قاله نصر الله أضغاث أحلام، ولا يمت إلى الواقع والحقيقة بأي صلة".
وأضاف الحريري الذي يرأس أيضا تيار "المستقبل" وقائد تحالف 14 آذار واصفا خطاب نصر الله أنه "يجعل من الدولة رهينة لسياسات خاطئة، تصادر دورها ومؤسساتها وقوانينها وحدودها، وتنصب الحزب وليا على الجمهورية وسيادتها".
ولفت إلى "عدم المشاركة في أي عملية سياسية، تعطي حزب الله صك براءة لمشاركته في الحرب السورية، وانتهاكه الصارخ لسيادة الدولة اللبنانية وقرارها حتى ولو تمكن مع إيران في إعادة تتويج بشار الأسد رئيسا أبديا فوق جماجم الشعب السوري".
وزار الرئيس اللبناني ميشال سليمان السعودية الاثنين الماضي في زيارة توقع محللون لبنانيون أن هدفها تحريك الجمود السياسي الذي يعاني منه لبنان، واستكشافا للموقف السعودي في الملف النووي الإيراني والأزمة السورية، التقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز وولي العهد سلمان بن عبد العزيز بسعد الحريري.