شهد
ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة ومحيط وزارة الدفاع
المصرية بالعباسية (شرق) هدوءً نسبيا، فيما لوحظ غياب قوات الجيش والشرطة في داخل الميدان مع الساعات الأولى لصباح اليوم الثلاثاء (حتى 07:00 تغ).
ولاحظت مراسلة الأناضول تواجد قوات الأمن في الشوارع المحيطة بالميدان، فيما تواجد أفراد شرطة المرور فقط بداخله لتنظيم الحركة؛ حيث تم فتح الميدان أمام السيارات والمارة من كافة الاتجاهات.
وتوافد المئات من المتظاهرين الذين قاموا بالتواجد في شارع "
محمد محمود"، المؤدي إلى ميدان التحرير من ناحية الشرق، حيث يحييون الذكرى الثانية لـ"أحداث محمد محمود".
وفي الأثناء تحدثت وسائل الإعلام عن وصول ثلاث سفن حربية سعودية لميناء سفاجا المصري بالبحر الأحمر.
وقال اللواء حسن فلاح، رئيس هيئة موانئ البحر الأحمر المصرية ( حكومية ) إن ثلاثا من السفن الحربية السعودية دخلت، صباح اليوم الثلاثاء، إلى رصيف ميناء "سفاجا" البحري بالبحر الأحمر.
وفي تصريح للأناضول، أشار فلاح إلى أنه من المقرر أن يستمر وجود السفن السعودية: "الرياض" و"مكة" و"ينبع" في الميناء لمدة 10 أيام يتم خلالها إجراء تدريبات غير رسمية مع القوات البحرية المصرية.
ويتزامن اليوم مع ذكرى 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، التي سقط فيها عشرات القتلى ومئات الجرحى جراء اشتباكات بين قوات الأمن المصرية ومتظاهرين في شارع محمد محمود عقب فض الشرطة المصرية لاعتصام عدد من أسر ضحايا ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، وذلك فيما عُرف إعلاميا باسم "أحداث محمد محمود الأولى".
ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة بمنتصف الشارع مكتوب عليها "حدود مصر الثورة مع دولة ميدان التحرير المحتلة" بغرض فصل شارع محمد محمود عن ميدان التحرير الذي تغلقه قوات الأمن أمام حركة مرور السيارات في بعض الأحيان منذ فض اعتصام رابعة العدوية، بمدينة نصر، شرقي القاهرة،آب/ أغسطس الماضي، ووضعوا أمامه أكاليل من الورود.
لافتة أخرى وضعها المتظاهرون في بداية شارع محمد محمود مكتوب عليها "قواعد لإحياء الذكرى" ومنها منع رفع أي شعارات مؤيدة للفلول (كلمة محلية تُطلق على أنصار الرئيس السابق حسني مبارك) أو قادة الجيش أو جماعة الإخوان، وعدم الدخول للشوارع المؤدية لوزارة الداخلية القريبة من المكان، وعدم الانجراف وراء أي شخص يحاول الدخول وإشعال الأمور وعدم حمل أي أسلحة بيضاء ونارية وعدم البدء بالاعتداء بأي شكل من الأشكال على وزارة الداخلية.
وقال مصطفى الحجري، "المتحدث باسم حركة 6 أبريل- الجبهة الديمقراطية، لـ"لأناضول"، إن الهدف من وضع هده اللافتات بالشارع "هو عدم السماح لقوات الأمن بالدخول لشارع الثورة الذى وقعت فيه ملحمة نضال"، مشددا على أن "الثوار لن يسمحوا لأحد بتدنيس الميدان".
وردد المتظاهرون أغاني أولتراس أهلاوى (رابطة مشجعي النادي الأهلي المصري)، كما رددوا هتافات مناهضة لوزارة الداخلية منها "لفق لفق في القضية .. هي دي (هذه هي) عادة الداخلية".
وتتهم قوى شبابية المجلس العسكري الحاكم آنذاك، برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، بالمسئولية عن العنف وسقوط ضحايا في أحداث "محمد محمود" وتطالب بمحاكمته.
في السياق نفسه شهد محيط وزارة الدفاع المصرية بمنطقة العباسية، شرقي العاصمة، هدوءً نسبيا مع عدم تواجد لأي من قوات الجيش وكذلك المدرعات.
وتم فتح جميع المداخل المؤدية لوزارة الدفاع وكذلك جامعة القاهرة الواقعة غرب العاصمة، كما شهدت شوارع القاهرة سيولة مرورية واضحة.
وشهدت جامعات عين شمس والقاهرة وحلوان حضورا مكثفا للطلاب، حيث من المنتظر أن تنطلق منها مسيرات قبيل صلاة الظهر للتوجه لميدان التحرير بوسط القاهرة لإحياء الذكرى.
ويتواجد بالميدان متظاهرون مستقلون وآخرون منتمون لحركات سياسية غير حزبية، فيما أعلنت جماعة الإخوان وأحزاب مؤيدة لها إحياء الذكرى أمام قصر القبة الرئاسي، شرقي القاهرة؛ منعا لحدوث اشتباكات مع المتظاهرين في محمد محمود.
وتستعد الكثير من القوى السياسية المصرية إلى إحياء الذكرى السنوية الثانية لأحداث محمد محمود، اليوم وسط دعوات إلى التظاهر يقابلها دعوات أخرى إلى عدم النزول إلى الشارع.
وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت، مساء أمس الاثنين، حالة الاستنفار الأمني بكافة قطاعاتها؛ استعدادًا لتأمين ذكرى أحداث شارع محمد محمود اليوم الثلاثاء.
وقال مصدر أمني إنه "تم رفع درجة الاستعدادات داخل كافة قطاعات الوزارة؛ حيث تقرر إلغاء كافة الإجازات والراحات للضباط والأفراد والمجندين ورفع درجة الاستنفار الأمني، خاصة في المحافظات التي من المتوقع أن تشهد مظاهرات حاشدة"، بحسب وكالة أنباء مصر الرسمية.