أعلن زعيم جماعة شيعية عراقية مسؤولية جماعته عن إطلاق قذائف مورتر على موقع حدودي سعودي، وذلك بعد يوم من حملة شنتها وسائل إعلام لبنانية موالية لحزب الله تتهم المملكة بالمسؤولية عن تفجير السفارة
الإيرانية في الضاحية الجنوبية لبيروت وتحذرها من القادم.
وقال قائد جماعة "جيش المختار" الشيعية العراقية "واثق
البطاط" لوكالة رويترز: "الهدف كان إرسال رسالة تحذير الى السعوديين لإخبارهم أن مخافرهم الحدودية ودورياتهم الحدودية في مرمى نيراننا". وقال إنها أيضاً رسالة تحذير للمملكة لتكف عن "التدخل" في شؤون العراق.
وكانت
السعودية قد أعلنت أن ست قذائف سقطت بالقرب من مركز العوجا الحدودي مع العراق، والذي يبعد عن منطقة حفر الباطن السعودية بحوالي 80 كم. ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصدر أمني سعودي قوله إن القذائف التي سقطت في أرض فضاء غير مأهولة؛ أحدثت حفراً في الأرض يقدر عمق بعضها بأقل من متر بقليل، ولكن دون وقوع إصابات. واستنفرت القوات السعودية في المنطقة التي شهدت تحليقاً للطيران الحربي السعودي.
ونفى مسؤول عراقي في وقت سابق أن تكون القوات العراقية قد أطلقت أي قذائف أو صواريخ باتجاه الحدود مع السعودية. وقال جبار السعدي، رئيس اللجنة الأمنية بمجلس محافظة البصرة المتاخمة للحدود السعودية، إن السلطات العراقية تحرت الأمر مع مسؤولي الحدود وإنهم أبلغوها أنهم بدأوا تحقيقاً مع جميع القوات المنتشرة هناك.
وتأتي هذه العملية بعد يومين من انفجارين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت، والتي تقع في معقل
حزب الله في الضاحية الجنوبية. وقتل في الهجوم 23 شخصاً على الأقل بينهم المستشار الثقافي في السفارة الإيرانية، إضافة إلى عشرات الجرحى.
من جهتها، دعت الخارجية السعودية رعاياها إلى مغادرة لبنان فوراً، فيما يبدو أنه نتيجة توقعات باحتمال تعرض السعوديين في لبنان للانتقام من قبل حزب الله.
والأربعاء، وجهت صحيفة "الأخبار" الموالية لحزب الله الاتهام للسعودية، وخصصت ملفاً كاملاً لهذا الغرض تحت عنوان "مكرمة ملكية لإيران". واعتبرت الصحيفة أن المسؤول عن التفجيرين "قرر الدخول مباشرة في مواجهة مباشرة وبجريمة مباشرة ضد إيران؟"، محذرة من أنه "سيكون (لهذا الأمر) مقابله الآخر، وهو أمر لا يعتقد كثيرون أن في مقدور مملكة القهر تحمّله".
ويرى مراقبون أن مسارعة جماعة شيعية (ذات ارتباطات بإيران) إلى إعلان مسؤوليتها عن إطلاق القذائف على الحدود السعودية (وعدم ترك العملية دون تبنٍ) يحمل رسالة مباشرة من إيران بأن بوسعها الرد سريعاً على تفجير سفارتها. من جهة أخرى، يُعتقد أن استهداف الأراضي السعودية يمثل تحولاً في التعامل بين السعودية وإيران، إذ يمكن النظر إليه باعتباره رسالة إيرانية أخرى بأن قواعد اللعبة يمكن أن تتغير، وأن المسألة لم تعد تقتصر على استهداف المصالح في الخارج بل يمكن نقل المعركة إلى داخل الأراضي السعودية. ولكن استخدام الأراضي العراقية لم يكن متوقعا، ومن الممكن أن يعقّد حسابات السعوديين، لأنهم على الأرجح كانوا يتوقعون أن يتم استهدافهم بتفجيرات على شاكلة تلك التي اتهمت بها القاعدة في السعودية.