حذر السفير السعودي في
لندن الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز من أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام فشل الولايات المتحدة وبريطانيا في كبح طموحات إيران النووية. وعبر عن استعداد بلاده لتعزيز قدراتها الدفاعية في المنطقة، مؤكداً على أن السعودية ستحتاج إلى الدفاع عن نفسها أمام ما تراه من إمكانية تطوير إيران سلاحها النووي.
وفي تصريحات نادرة بصحيفة "التايمز" البريطانية عبر السفير السعودي عن غضب بلاده من المحاولات الأمريكية التقارب مع إيران، أو ما أسماه "اندفاع" واشنطن للتقارب مع طهران، وما تراه
الرياض جزءاً من إعادة الولايات المتحدة ترتيب أوراق سياستها الخارجية في الشرق الأوسط مركزة على إيران بدلاً من مصر أو السعودية، وهو ما وصفه الأمير بالتصرف الأمريكي "غير المفهوم". وقال الأمير "إننا لن نجلس مكتوفي الأيدي أمام ما نراه تهديداً علينا هناك بدون التفكير بجدية في الطريقة التي ندافع فيها عن بلادنا والمنطقة".
ورفض السفير الانجرار والتعليق على التقارير التي بثتها قناة تلفزيونية بريطانية قبل أسبوعين، وأشارت إلى تعاون سعودي- باكستاني في المجال النووي، ولكنه علق قائلاً "دعنا نترك هذا الحديث جانباً، لكن كل الخيارات مطروحة" على الطاولة.
وفي تعليق على التقارير الأخيرة التي أشارت إلى نوع من
التحالف السعودي– "الإسرائيلي" لمواجهة المشروع النووي الإيراني أكد أنه لا يوجد أي تحالف، وأن أي مناقشات مع "الإسرائيليين" لا ترقي لنوع من التحالف، نافياً في الوقت نفسه التقارير التي تحدثت عن موافقة السعودية على فتح مجالها الجوي لتحليق الطائرات "الإسرائيلية" في طريقها لضرب المنشآت النووية الإيرانية. وقال في هذا الصدد: "قطعاً لا توجد موافقة، بل يجب أن ترفق القيود المرفقة على إيران بالتحقيق في المنشآت النووية الإسرائيلية"، مضيفاً أن "كل المنطقة ستعاني من استمرار إنتاج هذه الأسلحة".
وأكد السفير السعودي على أهمية ممارسة ضغوط دولية على "إسرائيل" كي تقوم بالتوقيع على معاهدة الحد من الأسلحة النووية. وقال إن "فكرة إنتاج هذه الأسلحة في المنطقة غير مقبولة، وهذا الحديث عن الأمن الشامل ما هو إلا حلم، لأنه لا يوجد شيء كهذا" لأن " فكرة الأمن الشامل لدولة يعني غياب الأمن عن دولة أخرى، وهذا ما يجب فهمه".
وتعبر تصريحات الأمير نايف عن حالة من الغضب حيال الولايات المتحدة وحلفائها، حيث قال إن ما يجري هو محاولة للترضية وهي سياسة "لم تنفع في الماضي، ولا أعتقد انها ستنجح في القرن الحادي والعشرين". وتفسر هذه التصريحات رفض السعودية مقعداً في مجلس الأمن الدولي حيث قال السفير "نشعر بالخذلان، ومن هنا نقوم بتأكيد موقفنا والتحدث بصوت عالٍ وواضح".
وعلق على موقف الحكومة من مجلس الأمن والتحركات الدولية للتوصل لاتفاق مع إيران بقوله "وهذا ما يفسر حالة الإحباط تجاه اللاعبين الرئيسيين في مجلس الأمن، وهذه مسؤوليتهم، وسيتحملون المسؤولية، أياً كانت طبيعة الإتفاق التي ستخرج (من المفاوضات) فهم في النهاية مسؤولون عنه".
وكان الأمير يتحدث في الوقت الذي بدأت فيه الجولة الثانية من المفاوضات، حيث تحاول الدول الكبرى إقناع إيران بالتقليل من كميات تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف جزئي من العقوبات المفروضة عليها.
وعبر عدد من مسؤولي الدول الغربية ممن يشاركون في المفاوضات عن أملهم في التوصل إلى تسوية، حيث قال ويليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني إن الإتفاق ليس بعيداً. في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن دخول المفاوضات مرحلة "بالغة" الصعوبة.
وتثير التحركات الغربية تجاه إيران حالة من عدم الإرتياح لدى المسؤولين السعوديين، وهذا ما يفسر الدور القيادي الذي تلعبه الرياض في المنطقة، فهي تقوم بدعم الإنقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة الرئيس المنتخب محمد مرسي في مصر، فيما تقوم بشحن الأسلحة للمقاتلين السوريين.
كما وتلعب المخاوف من إمكانية خروج إيران من المصيدة، والسماح لها بتطوير برنامجها النووي دوراً في الطريقة التي تتصرف من خلالها القيادة السعودية، حيث تتحدث بصوت عالٍ ونبرة مختلفة.
وفي هذا السياق يقول السفير إن دعم الرياض للمعارضة السورية لا يهدف إلى استبدال سورية ما بعد الأسد بدولة إسلامية حيث قال "هدفنا واضح: لا يهم إن كان الرئيس سنياً، شيعياً أو مسيحياً..
المهم هو أن الرئيس السوري (الحالي) يقوم بمعاملة شعبه بطريقة وحشية".