دعت الحكومة الليبية الاثنين سكان
بنغازي الى الهدوء بعد مواجهات عنيفة بين الجيش ومجموعة انصار الشريعة الاسلامية اوقعت 14 قتيلا على الاقل واكثر من خمسين جريحا.
وفي بيان طلبت الحكومة "من كافة اهلنا في بنغازي ضرورة التزام الهدوء حتى تتمكن السلطات الامنية من ضبط الموقف الامني من خلال الغرفة الامنية والقوات الخاصة وقوات الامن والتعاون الكامل معها".
وقال مسؤول في وزارة الصحة لقناة الانباء الخاصة ان "14 شخصا على الاقل قتلوا واصيب 51 بجروح". واندلعت المواجهات عند تعرض دورية من القوات الخاصة لهجوم قرب المقر العام لانصار الشريعة حسب ما قال المتحدث الرسمي باسم قوات الصاعقة الليبية الخاصة العقيد ميلود الزوي لفرانس برس، واضاف ان "الجيش قام بالرد ما ادى الى اندلاع
اشتباكات بمختلف انواع الاسلحة".
وهذه المواجهات هي الاولى من نوعها بين جماعة اسلامية والجيش. وجرت ايضا مواجهات بين الجانبين في احياء اخرى من المدينة خصوصا قرب عيادة خيرية تابعة لانصار الشريعة.
وقال مراسل وكالة فرانس برس ان دوي انفجارات واطلاق نار سمع في مختلف الاحياء منذ الصباح.
ولا يعرف حتى الساعة عدد الضحايا في صفوف انصار الشريعة لانهم يعالجون في مستشفى تديرها الجماعة.
واحرق سكان غاضبون احد مقار المجموعة السلفية وبعد الظهر خيم هدوء نسبي على بنغازي حيث تتعرض قوات الامن بانتظام لهجمات تنسب الى جماعات اسلامية.
وقد تاسست جماعة انصار الشريعة بعد اعلان تحرير البلد اثر سقوط نظام معمر القذافي السابق في 23 تشرين الاول/اكتوبر 2011 في مدينة بنغازي ومن ثم تشكلت فروع عدة لها في مصراتة وسرت ودرنة وعدد من المدن الليبية الاخرى، وتدعو الجماعة الى تطبيق الشريعة الاسلامية، ونسبت الى هذه الجماعة مسؤولية اغتيال قضاة ومسؤولين امنيين في بنغازي كما يشتبه في ضلوعها في الهجوم الذي قتل فيه السفير الاميركي وثلاثة اميركيين اخرين في ايلول/سبتمبر 2012 لكنها تنفي اي صلة لها بهذه الهجمات.
وذكرت مصادر محلية ان انصار الشريعة استفادت من حالة الفراغ الامني بعد سقوط نظام معمر القذافي خصوصا في شرق البلاد حيث تسيطر على احياء في بنغازي وسرت ودرنة، وفي بنغازي لا تزال انصار الشريعة تسيطر على المنفذ الغربي للمدينة، وغالبا ما ينسب خبراء ليبيون واجانب الهجمات في شرق
ليبيا الى جماعات اسلامية منها انصار الشريعة، ويؤكد الخبراء ان السلطات لا تتجرأ على توجيه اتهام مباشر لهذه المجموعات المدججة بالسلاح خوفا من حدوث عمليات ثأرية. ومؤخرا اعلنت انصار الشريعة في بيان انها لا تعترف بمؤسسات الدولة ولا باجهزتها الامنية ووصفتها ب"الطاغوت".
وتواجه الحكومة الليبية الانتقالية صعوبات في انشاء قوات جيش وشرطة وتستعين بانتظام بالثوار السابقين الذين حاربوا النظام السابق لفرض الامن. لكن السلطة المركزية لم تعد تسيطر على هذه المجموعات التي تفرض القانون في البلاد.
وتاتي اعمال العنف في بنغازي فيما اتخذت السلطات الليبية خطوات لاخراج الجماعات المسلحة من طرابلس بسبب الاستياء الشعبي في العاصمة.وفي 15 تشرين الثاني/نوفمبر قتل 46 شخصا واصيب اكثر من 500 بجروح في طرابلس بعدما فتح مسلحون النار على متظاهرين مسالمين كانوا يطالبون بخروج الجماعات المسلحة من العاصمة.وبالطريقة نفسها نجح سكان بنغازي في ايلول/سبتمبر 2012 في طرد جماعة انصار الشريعة من مقرها العام لكنها استعادت مواقعها بعد اسابيع.