دعت دراسة
إسرائيلية حديثة الغرب إلى الإسراع في تقديم دعم اقتصادي عاجل لحكومة الانقلاب في
مصر، لضمان نجاحه ولتكريس إبعاد الإسلاميين عن الحكم.
وحذرت الدراسة الصادرة عن "مركز يورشليم لدراسات المجتمع والدولة"، الذي يرأسه دوري غولد، المستشار السياسي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أن مواصلة تدهور الأوضاع الاقتصادية من شأنه أن يؤدي إلى انهيار حكومة الانقلاب.
ونوهت الدراسة التي نشرت اليوم الأربعاء على الموقع الإلكتروني للمركز، إلى أن تدهور الأوضاع الاقتصادية قد يدفع حكومة الانقلاب إلى إلغاء الدعم الحكومي لعدد من السلع الأساسية، على اعتبار أن المؤسسات المصرفية تشترط تقديم الدعم لمصر بتطبيقها خطط تقشف.
وأوضحت الدراسة أن الإقدام على إلغاء الدعم الحكومي للسلع قد يسفر عن ردة فعل جماهيرية عارمة تعمل على تآكل شرعية الانقلاب.
واستبعدت الدراسة التي أعدها تسفي مزال، السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر أن تتمكن كل من السعودية والإمارات والكويت، من مواصلة تقديم الدعم المالي اللازم لمنع انهيار الاقتصاد المصري.
واعتبرت الدراسة أن نجاح الإسلاميين سيكون مسألة وقت في حال لم يتم وقف مظاهر التدهور في الأوضاع الاقتصادية.
إشادة بفصل الدين عن الدولة
وأشادت الدراسة كثيراً بمسودة الدستور التي صاغتها القوى المؤيدة للانقلاب، سيما الفقرة التي تنص على السعي نحو فصل الدين عن الدولة.
واعتبرت الدراسة أن توجه مصر إلى فصل الدين عن الدولة يعد تطوراً إيجابياً، يمكن أن تقلده دول عربية أخرى، مشيرة إلى حقيقة أن مصر هي أكبر دولة عربية.
واحتفت الدراسة بالنص الوارد في مقدمة مسودة الدستور، والذي يساوي بين نظام الرئيس المخلوع حسني
مبارك ونظام الرئيس المنتخب محمد مرسي.
خيبة أمل من حجم وسلوك العلمانيين
وأعربت الدراسة عن خيبة أملها من حجم التأييد الذي تحظى به التيارات العلمانية في مصر، منتقدة في الوقت ذاتها سلوكها السياسي وعجزها عن التوحد في مواجهة الإسلاميين.
وحذرت الدراسة من أن الإسلاميين حتى في ظل القمع الذي يتعرضون له يمكن أن يحققوا إنجازات كبيرة، في حال أجريت انتخابات رئاسية وبرلمانية.
وعلى الرغم من كيل الدراسة المديح للسيسي لحربه ضد الإسلاميين، إلا أنها تحذر من خطورة ترشحه وانتخابه للرئاسة، مشددة على أن العالم سيرى في انتخابه دليلاً على أن عزل مرسي جاء ضمن انقلاب عسكري واضح المعالم.
الانقلابيون معنيون بالتحالف مع الغرب
وقللت الدراسة من أهمية دلالة الزيارة التي قام بها وزيرا الدفاع والخارجية الروسية للقاهرة، مشيرة إلى أن
السيسي ووزير خارجيته نبيل فهمي لا يتركان مناسبة دون التأكيد على حرصهما على توثيق العلاقة مع الغرب.
وأشادت الدراسة بالتصريحات التي صدرت مؤخراً عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، التي اتهم فيها الإخوان المسلمون بسرقة الثورة المصرية، معتبرة أن هذا التصريحات تدلل على أن الولايات المتحدة قد حسمت موقفها بدعم غير متحفظ للانقلاب وحكومته.
وأشادت الدراسة بردة فعل الانقلابيين الصارمة تجاه تركيا، التي تمثلت في طرد السفير التركي من القاهرة، معتبرة أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرب الانقلاب ضد "الإسلام السياسي".
امتداح حرب السيسي ضد الجهاديين في سيناء
وأشارت الدراسة إلى أن الحرب التي يشنها السيسي ضد الجماعات الإسلامية في
سيناء، حققت "نجاحات كبيرة"، مشيراً إلى أن هذه الحرب أسهمت في تحسين البيئة الإستراتيجية والأمنية لـ"إسرائيل".
واستبعدت الدراسة أن ينجح السيسي في القضاء على الجماعات الإسلامية العاملة في سيناء، منوهاً إلى أنه حتى في ذروة قوة نظام مبارك تمكنت هذه الجماعات من تنفيذ عمليات في مصر.