كوكبة من بنات
مصر، باقة من ياسمين، معظمهن في عمر الورود، حشرن بالأمس في قفص، وحوكمن، والتهمة: البلطجة، أما المضبوطات التي تم التحفظ عليها، كأدوات للجريمة، فلم تكن إلا (منشورات تحرض على أفكار جماعات محظورة، عدد 2 ملصق لونه أحمر مكتوب عليه ارحل، وملصقات عليها شعار
رابعة، وطوبة، أي حجر صغير!)!
هن 21 صبية، يافعة، اعتقلن أثناء التظاهر سلمياً، ضمن إحدى الفعاليات الاحتجاجية ، وكنّ يرفعن شارات رابعة الصفراء، أما التهم التي وجهت إليهن فتتعلق باتلاف ممتلكات عامة وخاصة، وهي عبارة عن عمارة سكنية، تقع في شارع بعيد عن الشارع الذي اعتقلن فيه، ومن التهم الأخرى: ارتكاب أعمال عنف والتحريض على العنف!
الفتيات ينتمين إلى حركة «7 الصبح»، وهي حركة شبابية منددة بالاعتقالات والقتل، وكل المعتقلات فتيات مصريات لا توجد بينهن أي أجنبية، أعمارهن تتراوح ما بين 16 و 20 عاماً بخلاف اثنتين من الأمهات، بينهن ثماني فتيات فقط ينتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين، وجميعهن طالبات متفوقات دراسياً ومشهود لهن بالاخلاق من الجميع، ومن بين المعتقلات المهندسة آلاء العراقي، وهي مهندسة جرافيك وخبيرة عالمية في هذا المجال، إضافة إلى المهندسة روضة شلبي وهي خريجة هندسة نــووية وصممت أول نموذج مصغر لمـفاعل نــووي، وغالب المعتقلات من كليات الهندسة والعلوم وهي كليات القمة في مصر، ومن بين المعتقلات منى ماهر البلتاجي، ابنة شقيق الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الإخوان، وابنة عم أسماء البلتاجي التي قتلت أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المنتخب محمد مرسي بميدان رابعة العدوية.
بحسب شهادة الناشط الحقوقي، هيثم أبو خليل، فقد تعرضت الفتيات لأشكال مختلفة من التعذيب والإهانة والضرب منذ أن تم اعتقالهن، حتى تم ايداعهن سجن الأبعدية بدمنهور، المعروف بسمعته السيئة. كما قال أن الفتيات تعرضن لعمليات ضرب بالأسلحة، و»بعضهن تعرض للسحل في شارع بورسعيد وعمليات تفتيش ذاتية في السجن، هذا غير منع الحمامات عن المعتقلات منذ الساعة 8 مساء الى 10 صباحاً يومياً إلى أن تدخل الحقوقيون». كما قال.
نشطاء نشروا حملة عبر موقع أفاز للحملات على الإنترنت، لدعوة المنظمات الدولية، للضغط على الحكومة المصرية، من أجل الإفراج عن المعتقلات. ووفقًا لعريضة الحملة، فإنه «في صباح يوم الخميس 31 أكتوبر، قامت قوات الشرطة بمهاجمة وقفة سلمية منددة بالاعتقالات نظمتها مجموعة من الفتيات في مدينة
الاسكندرية وقبضت على 22 فتاة من دون أي تهمة، وبعد القبض عليهن تم توجيه هذه التهم إليهن: نشر فكر جماعة إرهابية وحيازة منشورات ، ممارسة إرهاب ضد الشعب وتكدير السلم والأمن العام.. الجدير بالذكر أنه لا يوجد أي حرز في القضية غير 22 ورقة عليها شعار رابعة!».
أحد أقارب الفتيات علق على مشهد المحاكمة قائلا: تخيّل إنّا واقفين بنسمع الأحكام ونشوف اللي داخلين في قضايا آداب ومخدرات وقتل و و و... كلهم بياخدوا براءات وإفراج أمام أعيننا.
أمّا بناتنا اللي كانوا بيحاولوا يعيشوا بكرامة, متفوقات وحافظات للقرآن، القضية عندهم كبيرة، مخدرات مين وبتاع مين دول متهمين بحيازة بلااااوي!
كم يصغر الكلام والتعليق أمام هذا المشهد !
(عن الدستور الأردنية)