كشف الكاتب والمحلل السياسي الشهير توماس فريدمان، عن مؤتمر سري حول
أمن الخليج، عقد في أبو ظبي، حضره مسؤولون وخبراء من جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، حيث ألقى فيهم رئيس دولة الاحتلال
الإسرائيلي شمعون
بيريز كلمة عبر آلية الحديث عن بعد بالصوت والصورة، انتهت بتصفيق الحاضرين.
وعرض الكاتب في صحيفة "نيويورك تايمز" في 11 تشرين ثاني/ نوفمبر، ما وصفه بالمعادلة التي استطاع أن يعيش ما يكفي لرؤيتها؛ وهي تحالف بين دول الخليج و"إسرائيل" في مواجهة
إيران.
ويسرد فريدمان مجموعة من الوقائع التي يرى فيها تبلور هذا الحلف وعمله في التأثير على إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، لوقف التفاهم مع إيران حول برنامجها النووي.
وفي الفقرة الافتتاحية، ألقى الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وخلفه العلم الإسرائيلي كلمة عبر الأقمار الاصطناعية من مكتبه في القدس.
ويشير فريدمان إلى أنه "من الجيد لدولة الإمارات العربية الراعية للمؤتمر السماح بحصول ذلك، فإن رؤية مسؤول إسرائيلي يتكلم إلى جمهور مزين باللباس الخليجي، ذكرني بأيام أوسلو، عندما كان العرب والإسرائيليون يعقدون مؤتمرات للأعمال في القاهرة وعمان".
ويلفت فريدمان إلى أن "هذا التعاون التكتيكي الإسرائيلي ــ العربي السنّي، لا يستند على أي نوع من تسوية الخلافات، بل هو يستند على المثل التقليدي القائل بأن عدو عدوي هو صديقي، وفي هذه الحالة إيران هي العدو الذي يقوم بالعمل بشكل مستمر على إنشاء أرضية لإنتاج قنبلة ذرية".
ويشير فريدمان إلى أن "دبلوماسيين ووزراء إسرائيليين بالإضافة إلى اللوبي الإسرائيلي كانوا يعملون مع الكونغرس في الوقت نفسه الذي كان مسؤولون خليجيون يخبرون فيه إدارة أوباما مباشرة بالرسالة نفسها، حول مدى معارضتهم للاتفاق المطروح الذي أعد مسودته وزير الخارجية الأميركي جون كيري ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، لمقايضة وقف محدود للعقوبات على إيران مقابل بدئها بالتراجع عن برنامجها النووي".
ويستغرب فريدمان هذا التكاتف قائلا: "لم أرَ يوماً إسرائيل وحلفاء أميركا من العرب يعملون بهذا التناغم من أجل إحباط مبادرة مركزية في السياسة الخارجية لرئيس أمريكي".
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في معرض الحديث عن هذا اللقاء السري، أنه تم ترتيب هذا الظهور النادر للرئيس الإسرائيلي أمام هذا الحشد الرسمي العربي والإسلامي من قبل تاريا لارسون – الأمين العام المساعد لهيئة الأمم المتحدة ومارتين إيندك – المبعوث الخاص للإدارة الأمريكية إلى مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية.
وخلافا لما قد يعتقد البعض، فإنه لم يغادر أي من الحاضرين القاعة حين بدأ الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس يلقي كلمته على مسامع الحاضرين، حتى إن البعض منهم راح يصفق عندما فرغ بيرس من حديثه، وفقًا للصحيفة.
وكشفت أنه كان من بين الحضور نجل العاهل السعودي.
ويظهر مما كشفه فريدمان من تفاصيل هذا اللقاء النادر، أن الأمين العام المساعد تاريا لارسن كان جالسا على المنصة في القاعة، وهو من كان يدير الحوار مع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس الظاهر أمام الجميع على شاشة عملاقة من ناحية، ومع القادة العرب المتواجدين في القاعة من الناحية الأخرى.
وحسب اتفاق مسبق، لم يوجه وزراء الخارجية العرب حديثهم مباشرة إلى الرئيس الإسرائيلي، بينما كان بيريز يوجه حديثه إلى مدير الحوار لارسن.
وقال فريدمان، إن منظمي اجتماع وزراء الخارجية اشترطوا أن لا يتسرب فحوى لقاء بيريز ضمن فعاليات المؤتمر إلى الصحافة.
وقررت الإمارات العربية المتحدة مستضيفة دورة الأمن والتعاون الخليجي على مستوى وزراء الخارجية أن يكون الحوار مع الرئيس الإسرائيلي أول فقرات الدورة، ما يدل على مدى الأهمية التي يحظى بها بيريز حاليا وذلك على ضوء اعتبار إيران عدوا مشتركا لـ"إسرائيل" ودول الخليج.
يذكر أن هذا المؤتمر السري حدث خلال أعمال دورة الأمن والتعاون الخليجي التي عقدت في أبو ظبي، بمشاركة وزراء خارجية كل من مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت
وسلطنة عمان واليمن ودولة قطر، إضافة إلى وزراء خارجية دول أعضاء في الجامعة العربية
ودول إسلامية أخرى، مثل أندونيسيا وماليزيا وبنغلادش.
وظهر رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي شمعون بيريز، على شاشة عملاقة في القاعة يخاطب الحاضرين من ديوان رئيس الدولة في القدس في مشهد رسمي يظهر خلفه العلم الإسرائيلي.