على "إسرائيل" أن تسعى لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين

قال دوف فايسغلاس في مقاله الافتتاحي بصحيفة "يديعوت" في العدد الصادر الاثنين، تحت عنوان "انتحار أميركي" أن الكيان الإسرائيلي "سيحسن الصنع إذا بادر إلى إنهاء الصراع مع الجانب الفلسطيني، ما بقيت لديه القدرة على التحكم بعناصر التسوية، قبل أن يفرض عليه الأميركيون والأوروبيون اتفاقا منهم لا نملك التصرف فيه" مشيرا إلى اتفاق دول 5+1 مع إيران بخصوص الملف النووي.

وأضاف فايسغلاس الذي عمل مستشارا لرئيس وزراء الكيان الأسرائيلي الأسبق أرئيل شارون أنه "يجب على إسرائيل أن تعمل بأقصى قدرتها للتأثير في الاتفاق الدائم مع إيران، لكن الفشل السياسي الذريع يوجب في الأساس امتحانا ذاتيا شديدا لنرى ما هي قدرة إسرائيل الحقيقية على المواجهة في الساحة السياسية الدولية دون دعم أميركي".

وحول العلاقة الأميركية الإسرائيلية الحالية يرى فايسغلاس أنه "حدث شيء سيء جدا للعلاقات بين إسرائيل وراعيتها العظيمة (أميركا)، ففي هذا الوقت خاصة وقد أصبحت اسرائيل مُعرضة لتهديد أمني جدي قد يكون من أخطر ما عرفت، تجاهلت الولايات المتحدة خوف إسرائيل".

"ليس لإسرائيل مع الاتحاد الأوروبي قدرة حقيقية على المجادلة والمساومة" بحسب فايسغلاس، ويضيف "منذ أن وُضع على باب إسرائيل الوثيقة التي تمنع مساعدة مالية أوروبية عن اتحادات تنشط في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة) وشرقي القدس، اضطرت إلى قبولها". وأشار إلى أن الفكرة "البائسة" في "قطيعة مضادة" مع أوروبا لم تُخف، "فكل ما بقي لإسرائيل أن تقول في أثناء التوقيع شيئا ما عن الوثيقة وأنها لا توافق عليها".

ويرى الكاتب بأن ترتيب قضية السلاح الكيميائي السوري والاتفاق الدائم الذي أخذ يتشكل في الشأن النووي الايراني "يزيدان في تصميم الإدارة الأميركية على إحراز نجاح آخر، كتسوية إسرائيلية فلسطينية مثلا، ويريد ذلك الاتحاد الأوروبي بقدر لا يقل عن الولايات المتحدة، وهو الذي أنفق إلى الآن مئات الملايين على رعاية السلطة الفلسطينية والدفع قدما ببشرى استقلالها". 

ومن الصعب أن نؤمن بأن يُسلم الأميركيون والأوروبيون بفشل المحادثات، وفق فايسغلاس "ويمكن أن نُخمن أن تُتهم إسرائيل بذلك".

واختتم فايسغلاس مقاله أن "إسرائيل ستحسن الصنع إذا بادرت إلى إنهاء الصراع ما بقيت لديها القدرة على التحكم بعناصر التسوية، لأن اقتراح التسوية الذي سيهبط على إسرائيل من أعلى سيحصر خيارات ردها في نعم أو لا، كما هي الحال في امتحان أميركي، وقد تكون كلفة (لا) باهظة جدا".