شهدت مدينة الرمثا الأردنية، مساء الأربعاء، المهرجان
الترفيهي الشتوي الأول للأطفال السوريين
الأيتام، الذي نظمته جمعية التكافل الخيرية.
وأقيم المهرجان برعاية الطفلة الكويتية ضحى وليد الطبطبائي، نجلة النائب الكويتي وليد مساعد الطبطبائي النائب في مجلس الأمة الكويتي، والذي ينتمي إلى كتلة التيار السلفي.
وحضر المهرجان، الذي أقيم في إحدى القاعات الخاصة، أكثر من مائتي طفل سوري وأمهاتهم ممن فقدوا آباءهم في القتال الدائر في
سوريا منذ أكثر من عامين ونصف.
ومنذ آذار/ مارس 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 40 عامًا من حكم عائلة بشار الأسد، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة.
غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات؛ ما دفع سوريا إلى معارك دموية بين القوات النظامية وقوات المعارضة؛ حصدت أرواح أكثر من 133 ألف شخص، بحسب إحصائية حقوقية مستقلة، وأدت إلى نزوح ملايين السوريين.
واشتمل المهرجان، الذي استمر لعدة ساعات، على عروض مختلفة لفرقة "ماجيك شو" الأردنية التي تقدم عروضا ترفيهيا للأطفال، ومسابقات أعقبها توزيع جوائز وهدايا على الأطفال السوريين .
وقالت الصبية ريم محمد الأحمد ( 15 عاما ) من مدينة درعا السورية، والتي جاءت برفقة والدتها إلى المهرجان، "نشكر الطفلة ضحى ووالدتها لإقامتهم هذا المهرجان، وبصراحة فرحنا كثيرا لأن هناك من يشعر بنا".
أما اعتدال محمد المسالمة والدة الطفلين السوريين "خلدون" و"نور" فقالت إن "هؤلاء الأطفال كلهم فقدوا آباءهم بالحرب السورية وهم بحاجة للعطف والحنان والرعاية، فالحرب حرمتهم الكثير".
وبدأ المهرجان بكلمة لنواف العتيبي، والدة الطفلة ضحى، قالت فيها إن "هذا المهرجان هو رسالة نوجهها لإخواننا أبناء الشعب السوري ضحايا النظام البعثي العلوي الظالم".
ووجهت العتيبي حديثها للأطفال السوريين قائلة إن "الشعب الكويتي صغارا وكبارا يحملون همكم وجرحكم وآلامكم، كما يحملون آمالكم بالنصر القريب بإذن الله تعالى، وإن تخاذلت الأنظمة عن نصرتكم، فلن يتردد الشعب العربي المسلم عنها".
ومضت قائلة إن "ثورتكم كشفت المستور من تخاذل الأنظمة ومدعي الديمقراطية، وثورتكم ستظل درسا للأجيال القادمة عن صمود الشعوب وتخاذل الأنظمة".
وبينت العتيبي " نظرا لوجود أعداد كبيرة من الأطفال السوريين في مدينة الرمثا الأردنية القريبة من سوريا ، فقد ارتأيت أن يقام المهرجان هنا ليخفف عن أولئك الأطفال أحزانهم وآلامهم".
وتعتبر مدينة الرمثا إحدى أكثر المدن الأردنية استقبالا للاجئين السوريين نظرا لقربها من مدينة درعا السورية مكان انطلاقة الثورة ، بالإضافة إلى أن القرى التابعة للرمثا (الطرة ، الشجرة ، عمراوة ، الذنيبه) ملاصقة بشكل كبير أيضا لعدد من القرى في محافظة درعا السورية (جنوب) كتل شهاب وطفس وحيط وزيزون وغيرها.
وتستضيف الأردن بحسب الإحصائية الأخيرة ما يزيد على مليون و 300 ألف سوري، منهم 750 ألف دخلوا الأراضي الأردنية قبل بدء الثورة السورية بحكم النسب والمصاهرة والتجارة.
ويزيد طول الحدود الأردنية السورية عن 375 كم، ويتخللها العشرات من المنافذ الغير الشرعية التي كانت ولا زالت معابر للاجئين السوريين الذين يقصدوا أراضيه، مما جعل الأردن من أكثر الدول تأثرا بالأزمة السورية.