رفض وزير الداخلية الأفغاني، عمر داود زاي، مقابلة وزير الدفاع الأميركي، تشاك
هيغل، الذي قام بعد ظهر السبت، بزيارة مفاجئة إلى أفغانستان.
من جهته قال هيغل إن نظيره الأفغاني باسم الله محمدي أكد له أن الاتفاق الأمني سيوقع خلال مهلة معقولة إلا أنه لم يحدد تاريخ التوقيع على هذا الاتفاق محور خلاف بين السلطات الأفغانية والأمريكية، على حد قوله.
جاء ذلك في التصريحات التي أدلى بها الوزير الأميركي، عقب اللقاء الثنائي الذي جمعه بنظيره الأفغاني، محمدي، اليوم السبت في العاصمة الأفغانية،
كابول التي يزورها الأول حاليا.
ولم يعقد هيغل لقاءاً مع الرئيس حميد كرزاي، كما ذكر مسؤولون أميركيون، ما يؤكد وجود خلافات بين واشنطن وكابول، فيما أكد المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية أنّ هيغل وكرزاي سيلتقيان مساء السبت.
وبصفتها الداعم الأكبر على الصعيدين العسكري والمالي للحكومة الافغانية الضعيفة، دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الرئيس الافغاني الى توقيع الاتفاق الامني الثنائي الذي اجرى البلدان مفاوضات حثيثة في شأنه.
وسيحدد الاتفاق الامني الثنائي شروط وجود الجنود الاميركيين بعد 2014، وهو الموعد المحدد لانسحاب قوات الحلف الاطلسي التي تتألف في الوقت الراهن من 73 ألف جندي (46 الف أميركي و27 الفا من البلدان الحليفة) لمؤازرة الحكومة الافغانية التي تواجه منذ أكثر من عقد تمرد حركة طالبان.
ويرفض كرزاي الذي لا يخفي ارتيابه بواشنطن توقيع هذا الاتفاق على الفور، معتبراً أنّ هذه المهمة تقع على عاتق الرئيس الذي سيخلفه بعد الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل المقبل التي لا يستطيع المشاركة فيها، لأنّ الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثالثة.
ويعتبر الأميركيون من جانبهم أنّ هذه المهلة لن تتيح لهم الوقت الكافي لتحضير المهمة العسكرية بعد 2014 التي تتمحور حول تدريب القوات الأفغانية والقضاء على التهديد الذي يشكله المتمردون وحلفاؤهم من تنظيم القاعدة.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية للصحافيين الذين يسافرون مع هيغل إنّ "الولايات المتحدة أعلنت بصراحة موقفها من الاتفاق الأمني الثنائي. وكرر الرئيس كرزاي قبل يومين القول أنّه ليس مستعداً لتوقيعه".
لكن المتحدث باسم الرئيس كرزاي، ايمال فائزي قال لوكالة فرانس برس إن الرئيس الافغاني يرغب في ان يناقش مع هيغل نقاطا ما زالت عالقة في الاتفاق الامني الثنائي.
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، قامت مستشارة الأمن القومي للرئيس باراك اوباما بزيارة إلى كابول لإقناع كرزاي بتوقيع هذا الاتفاق.
وفي هذه المناسبة، لوح البيت الابيض بتهديد "الخيار الصفر" الذي يقضي بسحب جميع الجنود الأميركيين في غضون سنة، لدى انتهاء المهمة القتالية لقوة الحلف الاطلسي (ايساف)، وإلغاء مليارات الدولارات من المساعدة العسكرية الموعودة لكابول.
ومن شأن انسحاب أميركي شامل أن يترك الحكومة الافغانية تحت رحمة طالبان والمجموعات المتمردة الاخرى التي احرزت تقدما في السنوات الأخيرة، وأن يمحو التقدم الهزيل في بلد يعيش على المساعدة الدولية. وتقترح واشنطن أن تترك في افغانستان بعد 2014 قوة يناهز عديدها 12 الف جندي يشكل الأميركيون القسم الأكبر منهم، في إطار عدد كبير من الشروط، ولاسيما منع القيام بعمليات دهم للمنازل الأفغانية إلا في حالات استثنائية. وتؤجج هذه الممارسة شعوراً بالعداء الشديد حيال الاميركيين في البلاد.
وأعلن رئيس هيئة الاركان المشتركة الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي الجمعة أنّه لم يتلق أمراً بعد للبدء بتحضير "الخيار الصفر".
يذكر أن العلاقات الأمريكية الأفغانية شهدت توتراً بعد تأجيل الرئيس الأفغاني التوقيع على الإتفاقية الأمنية المشتركة، التي تبقي على القوات الاميركية في أفغانستان إلى ما بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأفغانية في نيسان/ أبريل من العام المقبل، حيث ترغب واشنطن في توقيعها قبل نهاية العام الحالي.