قال الرئيس الأمريكي براك
أوباما، السبت، إن التسوية بين
إسرائيل والسلطة الفلسطينية ستتم على مراحل.
وأضاف أوباما، وفقًا لما أورده الكاتب الإسرائيلي باراك رابيد في "هآرتس"، أن "المسيرة ستكون تدريجية. فالإسرائيليون لن يوافقوا على نسخ غزة في الضفة الغربية. هذا ليس معقولا".
وفي حديثه عن علاقات "إسرائيل" والولايات المتحدة، قال في منتدى سبان بواشنطن: "نحن نؤمن بأنه سيكون بوسعنا الوصول إلى نقطة تكون فيها إسرائيل واثقة من ذلك".
واستدرك قائلاً: "سيتعين علينا أن نرى ما إذا كانت إسرائيل توافق، وما إذا كان الرئيس عباس مستعدّا لقبول حقيقة أن الفلسطينيين لن يتلقوا كل رغباتهم منذ البداية".
وأوضح أوباما، أن الخطوط العامة لاتفاق الإطار بين الطرفين معروفة منذ زمن بعيد، قائلاً: "نحن نعرف ما هي صيغة الاتفاق الممكن"، وتابع بأن التساؤل يبقى حول ما "إذا كان الطرفان مستعدين لاتخاذ القرارات السياسية الصعبة".
وفي حديثه في منتدى سبان، تناول أوباما الاقتراح الأمريكي للترتيبات الأمنية في الضفة الغربية -في اتفاق سلام مستقبلي، وهو ما عرضه وزير الخارجية جون كيري في زيارته إلى القدس ورام الله في نهاية الأسبوع.
وشدّد على أنه "لا يمكننا أن نملي على إسرائيل، ولكننا نحاول أن نفهم كيف يمكن بواسطة التكنولوجيا والوسائل الجديدة الاستجابة لهذه الاحتياجات الأمنية".
وبحسب موظفين إسرائيليين كبار اطلعوا على التفاصيل، فقد تضمن الاقتراح الأمريكي تواجد قوات الجيش الإسرائيلي على طول نهر الأردن على مدى بضع سنوات، يتم تخفيفه بشكل تدريجي وفقا للوضع الأمني على الأرض.
وبيّن مسؤول إسرائيلي كبير أنه "يدور الحديث عن فترة زمنية طويلة يبقى فيه تواجد عسكري إسرائيلي على طول نهر الأردن، من ثلاث إلى أربع سنوات".
وأشار المسؤول الذي اطلع على تفاصيل الاقتراح، إلى أن
الولايات المتحدة تبنت الموقف الإسرائيلي المبدئي في موضوع أهمية الترتيبات الأمنية، كشرط للتقدم في المفاوضات.
وبحسب الكاتب، فإنه لم يرفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضا باتا، ولكنه تقدم بعدة تحفظات. أما وزير الدفاع موشيه يعلون فقد تحفظ على معظم بنود الاقتراح، ولا سيما من إخلاء قوات الجيش الإسرائيلي من معظم مناطق الضفة باستثناء غور الأردن.
وتناول أوباما بتوسع الاتفاق النووي مع
إيران، فشدد على أن منع السلاح النووي عن إيران مصلحة وطنية أمريكية. وقال: "التسوية السياسية مع إيران ستحقق أكثر من كل الخيارات الأخرى على الطاولة". وأضاف: "لنفترض أن الصفقة مع إيران كانت سيئة، ولهذا فإن عدم التجربة ليس خيارا مقبولا".
وبما يتعلق بالادعاء الإسرائيلي بأن الاتفاق ساذج، أجاب الرئيس: "لا نحتاج إلى فحص كل الخيارات. هذا لا يقوم على أساس الثقة بل على تأكيد الحقائق".
وعلى حد قوله فإن "إسرائيل لا يمكنها السماح لمقاولين خارجيين معالجة أمنها، ولكن في نهاية المطاف، فإنه من ناحية تكتيكية يجب اختبار الإيرانيين، فقد نصل إلى اتفاق يبين للعالم أن إيران لن تصنّع سلاحا نوويا".
وفي سياق حديثه تناول أوباما العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، فقال: "أقمنا نظام عقوبات غير مسبوق شل الاقتصاد الإيراني وخفض مداخيلها من النفط". وزاد أن "الاقتصاد في الدولة تقلص بأكثر من 50 في المئة.. لأول مرة منذ عقد: أعقنا تقدم المنشآت في فوردو".
ومن ناحية أخرى، شارك وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان هو الآخر في منتدى سبان، وقال إنه لا يؤمن بإمكانية أن تتحقق تسوية مع الفلسطينيين في السنة القريبة القادمة. ومع ذلك، فقد أوضح وزير الخارجية أنه يؤيد خطاب بار إيلان الذي ألقاه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 2009، الذي أعلن فيه أنه مع حل الدولتين للشعبين.
وقال ليبرمان، إنه سيكون مستعدا لإخلاء بيته ومستوطنته (نوكاديم) من أجل حل شامل، وهو لا يتراجع عن اقتراحه تنفيذ تبادل للأراضي والسكان.
وأضاف: "هذا ليس ترانسفيرا وليس فصلا بل تبادلات".