قال سفير المملكة العربية السعودية في لندن
محمد بن نواف بن عبدالعزيز، إن السعودية مستعدة للتصرف باستقلالية، وأظهرت موقفها هذا عندما رفضت مقعدا في مجلس الأمن.
كما وأظهرت قيادتها عندما استدعت الحاجة ذلك؛ مشيرا إلى مبادرة الملك عبدالله عام 2002 - عندما كان وليا للعهد-، والمتعلقة بحل الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.
وقال السفير إن بلاده ستواصل دعمها للمقاتلين السوريين بالمال، وبالسلاح إن اقتضى الأمر، واتهم
إيران بدعم النظام بالجنود كما فعلت في العراق ولبنان والبحرين واليمن.
وفي مقال نشره في صحيفة "نيويورك تايمز"، أشار السفير إلى علاقات السعودية بالدول الغربية، والتي تعود لعقود، وفي حالة بريطانيا لأكثر من قرن. ولكن هذه العلاقات باتت موضع امتحان في الفترة الأخيرة بسبب
سورية وإيران.
ووصف السفير سياسات الدول الغربية نحو هذين البلدين بأنها "تؤثر على أمن واستقرار الشرق الأوسط، ومقامرة خطيرة لا يمكن السكوت عليها".
وأشار السفير في مقالته إلى ضحايا الحرب السورية، والتي قتل فيها مئات الألوف بسبب تصرفات النظام الإجرامية، معتبرا أن "نزع أسلحة الدمار الشامل التي استخدمها النظام ليست إلا جزءا من آلة القتل التي يستخدمها، لأن "النظام نفسه يظل سلاح دمار شامل، فالأسلحة الكيماوية ما هي إلا واحدة من الوسائل في آلة القتل التي يستخدمها".
واتهم السفير نظام الأسد بمواصلة "إحباط كل جهد لحل جدي الأزمة". واتهم إيران بدعم النظام بالجنود الذين لم يدخلوا "لحماية البلاد من قوى احتلال خارجية، بل جاءوا لدعم نظام شرير يقوم بتسبيب الضرر لنفسه وللشعب السوري". وقال إن إيران تكرر في سورية نفس الدور الذي لعبته في العراق ولبنان واليمن والبحرين من تسليح وتمويل للجماعات المسلحة هناك.
واتهم السفير الغرب بإعطاء النظام فرصة للنجاة، كما سمح لإيران بمواصلة برنامجها النووي؛ متسائلا "ما هو ثمن سلام يُعقد مع هذين النظامين؟".
ويعتقد السفير أن خيارات السياسة الخارجية التي تتخذها بعض العواصم الغربية تؤثر على استقرار وسلام المنطقة وتعرضها للخطر، وبشكل محتمل أمن العالم العربي كله. مما لا يترك للسعودية أي خيار إلا اتخاذ موقف أكثر وضوحا في القضايا الإقليمية والدولية لتحقيق الإستقرار في المنطقة.
وختم بالقول إننا نتوقع أن نقف جنبا إلى جنب مع أصدقائنا وشركائنا الذين تحدثوا في السابق كثيرا عن أهمية القيم والأخلاق في السياسة الدولية، لكنهم في هذا العام، ورغم كل الحديث عن "الخطوط الحمر" حين عوّلنا عليهم، كانوا أكثر استعدادا للتنازل عن سلامتنا وتعريض استقرار المنطقة للخطر.