قالت صحيفة "
واشنطن بوست" إن ثمن عدم التدخل في الأزمة
السورية يبدو أكبر من مجرد الوقوف أمام ما يحدث بالتعلل والبحث عن أسباب.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها "منذ بداية الأزمة في سورية قبل ثلاثة أعوام، وجدت الإدارة الأمريكية أسبابا للابتعاد عنها. فكل خيار للتدخل الأمريكي كانت يحمل الكثير من المخاطر، سواء تسليح المعارضة السورية، أم فتح معابر آمنة وفرض مناطق حظر جوي كانت تتطلب غارات جوية".
ومع ذلك تقول الصحيفة إن أي عمل لن يكون دون مخاطر، ويجب والحالة هذه "تقدير كل عمل غير كامل مقابل الوقوف متفرجا"، من مثل "ماذا سيحدث لو فشلت الولايات المتحدة في تشكيل او احتواء الوضع الخطير؟".
وتقدم الصحيفة مجموعة من الأخبار اليومية عن الأزمة، وتظهر انتشار مخاطرها على السكان والجيران والعالم، من مثل قيام المروحيات السورية يوم الإثنين برمي البراميل المتفجرة على مناطق سكنية في مدينة حلب، وفي خبر آخر أشارت الافتتاحية إلى إعلان الأمم المتحدة من جنيف عن حملة إغاثة إنسانية لجمع 6.5 مليار دلار أمريكي لمساعدة السوريين الذين خسروا بيوتهم ومعيشتهم، والذين يعانون من الجوع في المناطق التي تحاصرها الحكومة، وفي أمة يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، هناك 8 ملايين بحاجة للمساعدة الإنسانية. وخبر ثالث أشارت إليه الصحيفة يتحدث عن قيام فصيل مقاتل مرتبط بالقاعدة بتدريب أطفال سوريين، وكتب جوبي واريك "هؤلاء هم أطفال القاعدة".
وأشارت الصحيفة إلى مخاطر سورية على العراق الذي تستمر فيه الهجمات الانتحارية، وعلى لبنان، وتقرير "وول ستريت جورنال" عن الهجمات التي تتسع ضد الجيش اللبناني؛ "المتطرفون السنّة يوسعون هجماتهم على الجيش اللبناني"، وعلى بلغاريا، حيث أدى تدفق اللاجئين السوريين إلى زيادة مشاعر الحنق على الأجانب وصعود التيارات المتطرفة. وكذا الأخطار المحدقة بلبنان وتركيا والأردن بسبب الحرب السورية، واستمرار تدفق عشرات الألوف من اللاجئين السوريين، والتهديدات التي يتعرض لها المسيحيون والأقليات، تدمير الآثار والمعالم التاريخية. وتقول الصحيفة "من غير الممكن معرفة ماذا كان بمقدور الولايات المتحدة أن تحقق شيئا، لكن من الصعب التنبؤ بنتيجة أخطر وأكثر إثارة للخوف مما يحدث".
والشيء المفيد من عدم التدخل كما تقول هو إمكانية زعم الولايات المتحدة بأنها ليست وراء ما يحدث، "أي اننا لم ندمر البلد ولسنا مسؤولين عما حدث فيه".
و"حتى هذه الفائدة قد تكون لا شيئا، فمع خطط المتطرفين المعادين للولايات المتحدة لتأسيس جذور لهم في سورية، وانتشار البؤس، قد تجد إدارة أوباما أو التي ستخلفها أن ثمن عدم التدخل كان يتفوق بكثير عن تدخل حدث في وقته وبعد دراسة متأنية".