تحت عنوان "الصخب والعنف" كتبت صحيفة "إندبندنت" البريطانية افتتاحيتها تعليقا على مقالة الأمير محمد بن نواف، سفير
السعودية في لندن، والتي نشرها قبل يومين في صحيفة "نيويورك تايمز".
واعتبرت الإندبندنت أن مصالح السعودية لا تتوافق بالضرورة مع "مصالحنا"، وتحدثت عن مظاهر غضب السعودية من الغرب وعدم لعبه دورا في فاعلا في سورية.
وتشير الصحيفة إلى رفض السعودية مقعدا في مجلس الأمن، مبررة ذلك بعدم قبولها بفشل المجتمع الدولي في حل الأزمة السورية وتحقيق تسوية عادلة للقضية الفلسطينية.
ورأت الصحيفة أن الغضب السعودي "يغلي منذ فترة، وهو سابق على إعصار الأمم المتحدة، ويعود إلى عام 2011، عندما كان الهياج واضحا على الولايات المتحدة لعدم دعمها حليف (الرياض) السابق حسني مبارك، حيث بنى الربيع العربي جذوره".
والآن جاء دور السفير السعودي في لندن، تضيف الصحيفة، كي يقدم موقف المملكة بشكل واضح، حيث كتب مقال رأي "لا تنازل فيه" نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، "والمقال موجّه بشكل مباشر للرأي العام الأمريكي".
ونقلت الصحيفة حديث الأمير الذي ذكّر فيه بالعلاقات التاريخية بين بلاده والغرب، خاصة بريطانيا التي قال إن علاقتها تعود لقرن مع السعودية، وتحذيره من مخاطر سياسة الدول الغربية تجاه سورية وإيران على الإستقرار الإقليمي.
واتهم الأمير الغرب بالتخلي عن مسؤولياته والسماح للتطرف بالظهور، وهو ما علقت عليه الصحيفة بالقول إن "حالة اليأس التي تعتري الرياض (ليست مفاجئة)، وليست كما يقول الأمير بسبب مقتل أكثر من 100 ألف سوري، ولا بسبب ما قاله أمير سعودي آخر نهاية الأسبوع (تقصد الأمير تركي الفيصل) إن باراك أوباما تحدث عن "الخطوط الحمر" فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية ثم فشل في التحرك، ولكن لأن الرياض تتعامل مع الحرب في سورية كحرب بالوكالة مع إيران، وتريد من الولايات المتحدة وبقية الدول الغربية مد يد المساعدة لها فيها".
وتضيف الصحيفة "هنا بالتأكيد مربط الحقيقة، فإذا كانت سياسة الولايات المتحدة تجاه سورية إشكالية، فمنظور التوصل لاتفاق مع إيران حول طموحاتها النووية أكثر إشكالية، لا بأس أن من مصلحة الرياض السيطرة على البرنامج النووي الإيراني، وليس لأن الصفقة إن وقعت وتم فرضها ستشكل حلا أكثر إنسانية من الحرب. وستعطي الصفقة شرعية للجمهورية الإسلامية التي تعتبر لعنة"، بالنسبة لمنافستها الإقليمية"، أي السعودية.
وتختم بالقول، هناك الكثير من الأسباب التي تدعو للحذر في الشرق الأوسط، ومنها "صخب السعودية في الترويج لأجندتها الخاصة".