تحت عنوان "قلق في
تونس بسبب تحول الشباب إلى
الجهاد"، نشرت صحيفة
نيويورك تايمز تقريرا لكارلوتا غال، قالت فيه إن "العنف الجهادي" في تونس في حالة غليان بطيء حيث نفذت عمليتا اغتيال سياسي (شكري بلعيد ومحمد البراهمي)، إلى جانب إلى مقتل 30 من القوات التونسية هذا العام.
وما يزيد من القلق بحسب التقرير "هو أن شبكة من المساجد
السلفية المتشددة قامت بتجنيد مئات الشباب وأرسلتهم إلى سوريا للتدرب على القتال، وثمة خوف من عودتهم إلى تونس ليتسببوا بمزيد من المشاكل كما فعل أيمن وصديقه".
وينقل التقرير عن حياة السعدي، والدة أيمن أن ابنها كان عمره 16 عاما قبل أكثر من عام، عندما بدأ يتردد على المساجد ثم بدأ يتحدث عن الجهاد والذهاب إلى سوريا لمساعدة الثوار في حربهم ضد حكومة الرئيس بشار الأسد. وفي شهر آذار/ مارس لم يحضر امتحانات الثانوية وترك البيت".
وتضيف أنه في 30 تشرين أول/ أكتوبر فجر انتحاري نفسه في مدينة سوسة الساحلية، وتم القبض على الآخر قبل أن يتمكن من تفجير نفسه، وحاصرت الشرطة منزلها وصادرت أجهزة الكمبيوتر وتلفونات الجوال، وقضى زوجها بقية اليوم في مركز الشرطة. ثم اتصل بها لاحقا وأخبرها "نعم إنه ابنك .. أيمن في السجن الآن".
قصة أيمن وتحوله من طالب ثانوية واعد إلى انتحاري محتمل، بحسب التقرير "هزت تونس التي أبدت حكومتها الإسلامية مرونة عندما توصلت إلى اتفاق مع القوى العلمانية المعارضة". أما "الهجمات الإنتحارية محلية المنشأ"، يضيف التقرير "فهي دليل قاطع على انتشار حالة من التطرف بين الشباب، حيث أصبحت تونس بيئة خصبة للجماعات الإسلامية لتجنيد المقاتلين في الحروب الكثيرة في المنطقة".
وينقل التقرير عن سعيد مهدي تاجي، مدير مؤسسة "غلوبال بروسبكت إنتلجنس"، والمختص في شمال إفريقيا قوله إن "سوريا ليست هي الوجهة الوحيدة لهؤلاء الشباب، بل وجد منهم من انضم إلى الحركات الجهادية في الجزائر والعراق وليبيا ومالي". ويضيف: "حتى لو عاد منهم مئتان فقط، فسيتسببون بحدوث مشاكل حقيقية".
ويشير التقرير إلى "تجربة سابقة في الجزائر الجارة، فالشباب الجزائري الذي ذهب إلى أفغانستان في الثمانينيات لحرب الإتحاد السوفييتي عادوا في التسعينيات ليكونوا وقودا للحركة الإسلامية ثم للحرب الأهلية التي أودت بحياة 200 ألف شخص".
ويضيف أنه "منذ أن أسقطت تونس الدكتاتور زين العابدين بن علي والذي علمن البلاد بالقوة قبل ثلاث سنوات بادئة بذلك الربيع العربي نشأت حركات سلفية في كل مكان واستقطبت الشباب بالآلاف للقيام بأعمال دعوية في تونس، ولكن للجهاد أيضا".
وحذر الجنرال رشيد عمار قائد الأركان في حزيران/ يونيو في مقابلة تلفزيونية من أن المسلحين يتدربون في الجبال بهدف إسقاط الدولة التونسية، وإقامة حكم إسلامي.
ويشير التقرير إلى أنه "في آب/ أغسطس حظرت الحكومة جماعة أنصار الشريعة السلفية، وقالت إنها تشكل خطرا إرهابيا، وكانت الحركة تشكلت بعد إطلاق سراح العديد ممن حاربوا في أفغانستان والعراق، وبدأت بتجنيد المهربين والمجرمين، وكذلك بعض الشباب؛ بحسب مسؤولين أمنيين".
ويضيف أن "الحكومة الإسلامية حاولت تقريب السلفيين في البداية إلا أن ازدياد العنف اضطرها لضرب جماعة أنصار الشريعة بالذات، والتي بدأ أعضاؤها يعملون في الخفاء ويجندون الشباب الذين يدربونهم في ليبيا ومنها يطيرون إلى تركيا ومن ثم يدخلون إلى سوريا".