عهد الثورة محاولة من بعض الشباب المخلصين للم الشمل، وهي محاولة تستحق الإشادة، خصوصا أنها جاءت من التيار الذي تسبب في الأزمة التي نمر بها الآن، أعني التيار الإسلامي.
قد يغضب البعض من توصيفي ذاك، ولكن هذا رأيي، فنحن لم نكن لنصل لهذا الوضع السيء الذي نمر به الآن لولا تصرفات قيادات التيار الإسلامي، وعلى رأسها جماعة
الإخوان المسلمين.
لقد كانت الطريق واضحة جدا لكل ذي بصر أو بصيرة، وقد أعلن الإخوان بعد الثورة أنهم لن يرشحوا أنفسهم على كل مقاعد البرلمان بغرفتيه، ولن يدخلوا سباق انتخابات الرئاسة، ولن يسعوا إلى الاستحواذ في مثل هذه الظروف الحساسة، ولكن الطمع دفعهم لتغيير هذا الكلام، وبدأت تبريرات لا أول لها ولا آخر، والحقيقة المرة أن القرار كان محصورا بين مجموعة أشخاص في مقصورة القيادة، وأنهم أكرهوا شبابهم على خوض كل هذه المعارك التي ظهر خسرانها فيما بعد.
اليوم...يحاول شباب هذا التيار أن يراجع نفسه من خلال هذه الوثيقة، ويحاولون الاعتراف بأخطاء قيادات تيارهم، ويحاولون مع شباب التيارات الأخرى أن يعترف جميع الشباب بأن الجميع قد أخطأ.
في رأيي الشخصي إن سبب غالبية الكوارث التي حدثت خلال الأعوام الثلاثة الماضية هو عجائز السياسيين من سائر الانتماءات الفكرية، ولا خلاص لنا إلا بلم شمل الشباب، وطي صفحة الماضي، وتوصيل هؤلاء العجائز إلى كراسي التقاعد المريح.
أهم ما في هذه الوثيقة أنها تعترف بالأخطاء، كما أنها لا ترى الحل في عودة الشرعية، بالمعنى السطحي للشرعية (شخص مرسي)، بل ترى أن الشرعية في انتصار الثورة ومطالبها، وترى العمل الثوري هو الحل، ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا توحدت سائر القوى، وذلك بتوحد الشباب في الميدان مرة أخرى على نفس المطالب، العيش والحرية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، وحينها لن يقف أحد أمام هذا الجيل، وحينها ستنتصر الثورة، وحينها يعم الخير، ولا غالب ولا مغلوب.
لقد ارتكبت سائر التيارات نفس الأخطاء، الكل خضع للبيادة، والكل كفَّر الكل، وأقصى الكل، ورضي بالظلم إذا لم يكن ضده، والكل تواطأ مع الدولة القمعية الأمنية، الكل، لا أستثني أحدا إلا الشباب، فهذه القرارات اتخذها مجموعة من العجائز الذين أصبحوا عبئا على المشهد السياسي اليوم، صحيح أنهم جروا معهم جزء من الشباب، ولكن ذلك لا يمنع أن المسار نفسه كان مسار الشيوخ.
إنها ثورة شباب، ولن يحل الوضع الحالي في
مصر إلا هم.
إنها وثيقة تعترف بالأخطاء، وتعترف بصعوبة الوضع، ولكنها وثيقة أمل، لا وثيقة يأس، وهذا أجمل مافيها، إنها دعوة لعمل ثوري، ينصر المظلوم، ويقف للظالم، بشكل سلمي، لكي تقتحم مصر العقبة.
مقدمة عهد الثورة تقول :
وثيقة "عهد الثورة" شباب التيار الإسلامي
من نحن:
شباب يحب دينه ويرجو كل الخير لوطنه، اعترف لله وحده بنعمته يوم أن منّ على بلاده بثورة الخامس والعشرين من يناير، ذلك الحدث الفذ، الذي رفع سقف طموحاته إلى السماء، إذ رأوا الثورة تهيئ المناخ لتحولات سياسية واجتماعية يستفيد منها كل مصري، بل يفيد منها أجيالا لم تأت بعد، يوم تخرج إلى الدنيا لتحيا في دولة تصان فيها كرامتها، ويوفّر لها قوت يومها، وتتاح لها الفرصة للتعبير عن رأيها دون قمع من السلطة أو إرهاب بآلتها الأمنية.
إلا أن الله بحكمته وعدله شاء غير ذلك، فكان ما تابعنا فصوله عبر ثلاثة أعوام مضت، من أخطاء متفاوتة وقع فيها جميع أطراف هذه الثورة في حقها، وخذلان لقِيَمها، وحيدة عن أهدافها، كل على طريقته وكل في الوقت الذي شاء الله أن يُختَبَر فيه. وإن كنا لا نبرّئ أنفسنا ولا ندعي لها الكمال، إلا أن الله وحده يعلم كم من جهود قد بذلنا لسد كل ثغر ينفذ من خلاله أعداء يناير، ولإفساد كل سعي للثورة المضادة للانقضاض على ثورتنا، لكن الخطأ للأسف لم يكن فرديا ولا بسيطا، بل كانت أخطاء جماعية ومركبة ومتعددة المصادر، وفخاخ نصبت لكل الفصائل، سقط فيها الجميع إلا القليل النادر، فكان ما كان من تلك الحال التي وصلنا إليها اليوم: وضع سياسي واجتماعي واقتصادي أسوأ من ذلك الذي سبق يناير!
وإن رأى البعض أن الارتداد الكامل قد حصل، وأن دولة الظلم قد أحكمت على الأمور زمامها، فإننا نرى غير ذلك. إننا نرى أن كل ما حدث وإن أثخن في الثورة الجراح، إلا أن الله قادر على بعثها من جديد، وها نحن نرى بوادر انقشاع الظلام قد لاحت، بعد أن تورّطت سلطة العسكر مؤخرا في معاداة كل أطياف ثورة يناير، وإصرارها على فرض قيود وأغلال كسرت من قبل في يناير ولن تكبل بها أيدينا من جديد أبدا، فالله المستعان.
أدعوكم جميعا إلى قراءة هذا الوثيقة كاملة، وإلى التفاعل معها، من خلال الصفحة على الفيس بوك، والله الموفق.
https://www.facebook.com/AhdElThawra
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين ...
عبدالرحمن يوسف
موقع الكتروني :
www.arahman.net
بريد الكتروني :
arahman@arahman.net