سياسة عربية

إيكونوميست: الغرب يركز على الجهاديين أكثر من الأسد

كاريكاتير أرفقته مجلة الإيكونوميست بتقريرها
كتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية تقريرا في عددها الأخير تتساءل فيه "أين ذهب الرجال الأخيار؟".
وتقول المجلة إن صعود الجهاديين قد زاد من الأوضاع سوءا في سورية. وتساءلت "ماذا تفعل عندما يترنح الطرف الذي تدعمه؟"، مشيرة إلى أن هذا هو السؤال الذي يواجه الغرب الذي يدعم الإئتلاف الوطني السوري، المظلة التي تزعم أنها تمثل المعارضة السياسية الرئيسية وجناحها العسكري من التحالفات الذي يضم فصائل متعددة تحت اسم الجيش السوري الحر. "وتعاني الجماعات المعتدلة منه بشكل خاص من خسائر أمام الجماعات المتشددة، ولذلك فإن الولايات المتحدة والدول الغربية في مأزق".

وتضيف: "في الوقت الذي تزداد فيه قوة الجهاديين، بدأ مسؤولون غربيون بالدعوة إلى إشراك الرئيس السوري والتحاور معه، فيما يرى آخرون أن آخر مسار متوفر هو التعاون مع الإسلاميين خاصة الذين يرفضون التطرف، مع أنهم لا يرغبون في أن يكونوا جزءا من التحالف الذي يلقى الدعم من الغرب".

و"مع قرب بدء المفاوضات في جنيف في 22 كانون الثاني /يناير، لا تزال الحكومات الغربية تفكر بتحديد أي من الفصائل المسلحة التي ترغب بدعمها على الأرض، وتنقل المجلة عن مسؤول غربي له علاقة بالتحضير للمؤتمر قوله : "لست متأكدا أين نقف؟".
 وتشير الإيكونوميست إلى أن "سبب الفوضى المباشر هو صعود الجماعات المرتبطة بالقاعدة في سورية، "الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة" بـ (داعش). والتي تعتبر من أشرس الجماعات التي توسعت في شمال- شرق سورية، مع فرع آخر للقاعدة وهي جبهة النصرة التي لا تزال تنتشر".

وقد أدى هذا الصعود إلى "حالة من القلق في العواصم الغربية وبين السوريين الذين يتمتمون فيما بين أنفسهم إن النظام الذي استخدم الطائرات والأسلحة الكيماوية لقتل المدنيين ربما كان أفضل من المتطرفين، خاصة أن بشار الأسد وبدعم من إيران وروسيا لا يزال متماسكا".

 وهذا "يترك الجماعات التي لا علاقة لها بالقاعدة والتي تبرز بقوة جديدة، حيث ظهر تحالف جديد من الجماعات الإسلامية التي أطلق عليها اسم الجبهة الإسلامية، والتي تضم "أحرار الشام"، أكبر الجماعات السلفية، وجيش الإسلام وهو تحالف من الجماعات المقاتلة العاملة حول العاصمة دمشق. ولم تنأن الجبهة بنفسها عن الجناح العسكري للتحالف الذي يقوده اللواء سليم إدريس فقط بل وعن داعش".
 
ومع ذلك "فصناع القرارات في الغرب غير متأكدين حول كيفية التعامل مع الجبهة، إذ أن التحالف الوطني الذي يعتبرها محافظة وغير ديمقراطية حاول تمتين العلاقات معها. واتصل الدبلوماسيون الأمريكيون مع افرادها، لكن الغرب بشكل عام قلق من الاقتراب أكثر لأن مقاتليها متهمون بارتكاب جرائم طائفية ضد القرى العلوية في المناطق الساحلية السورية".

 وتضيف المجلة أن الغرب "عبر عن عدم ارتياحه من الوضع عندما قرر المسؤولون الأمريكيون والبريطانيون في 11 كانون الأول/ ديسمبر تعليق المساعدات غير الفتاكة للمعارضة السورية في الشمال، بعد سيطرة مقاتلي الجبهة على عدد من المخازن والمقار التابعة للمعارضة المسلحة (غير الإسلامية) قرب الحدود مع تركيا".

و"قبل يومين من الحادث تم اختطاف رزان زيتون، وهي محامية علمانية معروفة في الاحتجاجات السلمية ضد النظام، وربما قام بعملية الاختطاف جماعة داخل الجبهة".

وتختم إيكونوميست بالقول إن "الغرب على ما يبدو منشغل الآن بالجهاديين أكثر من انشغاله بإجبار الأسد ونظامه على الرحيل، ومن هنا جاءت الفكرة التي تحدث عنها الدبلوماسي الأمريكي المخضرم ريان كروكر الذي قال إن أسوأ الخيارات هو الحديث مع الأسد، الذي تعاون معه الغرب على التخلص من ترسانته الكيماوية". و"في الوقت الحالي لا يعرف من سيمثل المعارضة السورية في حال انعقاد مؤتمر جنيف 2، خصوصا أن روسيا تقترح حضور جماعة من خارج التحالف. وسيجلس الأمريكيون والروس على الطاولة لكن ليس واضحا إن كانت كل من إيران والسعودية قد دعيتا للمشاركة، إذ يصعب تنفيذ أي اتفاق بدون هاتين الدولتين".

وذكرت المجلة بالانفجار الذي حدث على الحدود اللبنانية يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر، واستمرار تدفق أعداد اللاجئين السوريين إلى لبنان حيث يزيد هذا من التوتر في هذا البلد الصغير، و"يعيش معظم هؤلاء اللاجئين في شقق وتحت الجسور، وآخرون في المخيمات الفلسطينية المزدحمة أصلا بسكانها، فيما توزع بعضهم على خيام منصوبة في منطقة البقاع قريبا من الحدود مع سورية. وتتوقع الأمم المتحدة أن يزيد عدد اللاجئين السوريين عن 4 ملايين في نهاية العام المقبل. فقد هرب 2.3 مليون لدول الجوار، وهناك 6.5 مليون مشردون في بلادهم ولهذا بدأت الأمم المتحدة حملات لجمع 6.5 مليار دولار في واحد من أكبر حملاتها".