خرج المتظاهرون بأعداد كبيرة في عشرات المدن
المصرية في أول مواجهة مع قوات الأمن بعد إعلان الحكومة
الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، مرددين هتافات منددة "بحكم العسكر" وبالتعديلات الدستورية وتهديدات الحكومة للمشاركين في مسيرات ضد الانقلاب.
ويقول مراقبون إن نجاح معارضي الانقلاب في الخروج بتلك المسيرات الكبيرة وكما هو معتاد كل يوم جمعة يعد إنجازا كبيرا لهم، لأنه خالف توقعات السلطة التي كانت تنتظر أن تؤتي أحداث الأسبوع الماضي ثمارها بما يقلل من أعداد المتظاهرين.
وكان الأسبوع الماضي قد شهد تطورات هامة حيث وقع هجوم المنصورة الانتحاري الذي حملت الحكومة مسئوليته للإخوان وأعلنتها جماعة إرهابية بناء على ذلك، بالرغم من إدانة الإخوان للهجوم، وإعلان جماعة أنصار بيت المقدس المتشددة مسؤوليتها عنه.
كما قامت وسائل الإعلام المحلية بحملة تحريض غير مسبوق ضد معارضي الانقلاب؛ أسفرت عن حرق منازل وممتلكات ومقار حزبية في عدد من المحافظات.
وقالت الحكومة إنها لن تسمح بخروج أي مظاهرات جديدة، وهددت بملاحقة من يشارك في المسيرات بعقوبات تتدرج من السجن خمس سنوات وحتى الإعدام.
لكن جماعة الإخوان قللت من أهمية القرار ومن تهديدات الحكومة، فيما دعا التحالف الوطني لدعم الشرعية إلى تنظيم تظاهرات حاشدة بعدد من المحافظات تحت عنوان ''أسبوع الغضب'' في تحد واضح للسلطة الحاكمة.
28/12/2013
سبعة قتلى
وقال شهود عيان إن الشرطة أطلقت قنابل الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرات خرجت في عدة محافظات، فيما رد المتظاهرون بالحجارة والألعاب النارية.
وأسفرت المواجهات التي شهدتها المسيرات عن مقتل سبعة متظاهرين في المنيا والقاهرة ودمياط وأسوان الإسكندرية، بحسب مصدر طبي، وقالت وزارة الصحة إن 87 شخصا أصيبوا في الاشتباكات، كما أُصيب عدد من أفراد الشرطة بإصابات متنوعة، وقام المتظاهرون بإحراق 6 من سيارات الشرطة، كما خطفوا ثلاثة من المجندين قبل تحريرهم لاحقا من قبل قوات الأمن.
وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إنها اعتقلت 265 شخصا في 8 محافظات بينهم 28 سيدة، لافتة إلى أنه جاري حاليا اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، في إطار قرار مجلس الوزراء اعتبار الإخوان "جماعة إرهابية".
وكانت أعنف الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين المؤيدين للرئيس مرسي في منطقة الألف مسكن بالقاهرة، وفي الهرم بالجيزة وفي الإسكندرية، كما وقعت اشتباكات عنيفة استمرت إلى الساعات الأولى من صباح السبت بين طلاب جماعة الإخوان بجامعة
الأزهر وقوات الأمن التي استخدمت قنابل الغاز، ما أسفر عن مقتل طالب وإصابة العشرات.
كما شهد اليوم اعتداءات على السيدات المشاركات في المظاهرات، وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر سحل قوات الأمن لفتاة في محيط المدينة الجامعية للأزهر بالقاهرة واعتقالها أثناء فض إحدى المسيرات.
صفعة للانقلاب
وفي تعليقه على المظاهرات أصدر التحالف الوطني لدعم الشرعية بيانا مساء الجمعة أشار فيه إلى أن الشعب قال كلمته، وأن "حشوده الهادرة" صفعت الانقلاب و"تحدت إرهابه"، مؤكدا "فشل إرهاب
الإنقلاب وسقوط قراراته".
وقال إن ما أسماها "مليشيات ساويرس" والانقلابيين فشلت أمام الصمود الثوري للمتظاهرين، مشددا على أن رافضي الانقلاب لن ينجروا للعنف ولن يسمحوا بحرب أهلية وأنهم سيدحرون الإنقلاب.
وقالت جماعة الإخوان المسلمين في بيان لها، مساء الجمعة، إن الأجهزة الأمنية تنحرف أحيانا عن مهمتها لتحقيق أغراض سياسية لمَن في أيديهم السلطة، وتتجرد عن كل القيم الوطنية والأخلاقية فتقوم بأعمال إرهابية.وأعلنت الجماعة تبرؤها من كل حادثة عنف ارتكبت أو سترتكب، مؤكدة أن أنصارها سلميون ولا يمكن أن يريقوا قطرة دم واحدة ولا أن يخربوا أي منشآت.
من جانبه أكد الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، أن الشعب المصري خرج اليوم ليدحر "الانقلابيين"، مؤكدا أن المصريين لن يتراجعوا حتى يحققوا أهدافهم كاملة ويعودوا "بنصر مؤزر".
وقالت وكالة رويترز إن حملة الحكومة المتصاعدة على جماعة الإخوان تتسبب في في تزايد التوترات في مصر التي تعاني من أسوا صراع داخلي في تاريخها الحديث؛ منذ عزلت قيادة الجيش الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو الماضي.