ألقت القوات الأمنية الليبية، السبت، القبض على خمسة عشر سجيناً هارباً، وذلك بعد إجراء تحريات وجمع معلومات عن سجناء كانوا قد فروا الجمعة من أحد السجون بمدينة أجدابيا.
وقال مصدر أمني رفيع بمدينة أجدابيا إن "رجال الأمن الليبي بالمدينة استطاعوا إعادة خمسة عشر سجينًا إلى سجن القضائية في مدينة أجدابيا من الذين فروا الجمعة".
وأشار المسؤول الليبي والذي يعمل بالسجن إلى أن "عدد السجناء الذين استطاعوا
الفرار من
السجن، ضعيف الحراسة، هم 40 مسجوناً من أصل 45 هم عدد نزلاء السجن بالكامل"، مضيفًا أن "الأجهزة الأمنية تكثف إجراءات البحث والتحري عن البقية لإعادتهم للسجن".
وكشف أن "نزلاء السجن جميعهم متهمون ومحكوم عليهم في قضايا جنائية، ولا يوجد بينهم سجناء سياسيون".
وأفاد المصدر نفسه أن "سجن القضائية بمدينة أجدابيا الليبية قد شهد في منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي عملية فرار لأكثر من 32 سجيناً"، مضيفًا أنهم لم يفلحوا إلا في إرجاع "بعضهم" حتى اليوم، دون أن يحدد عدد من تم إرجاعهم.
وكحال باقي السجون الرسمية في
ليبيا، يعاني سجن القضائية بمدينة أجدابيا من قلة عدد الحراسة عليه، بالإضافة إلى قلة الإمكانيات الأمنية داخله، بحسب ما نقل المصدر الأمني نفسه.
وشهدت عدة سجون ليبية في الآونة الأخيرة هروبًا جماعيًا لسجناء، ومن ذلك سجن طبرق وكذلك سجلت مدينة بنغازي أكبر عملية هروب لسجناء وهي فرار أكثر من 1200 سجين من سجن الكويفية الواقع في ضواحي المدينة.
وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وتصاعداً في أعمال العنف، فيما تحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد؛ بسبب انتشار السلاح، وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة.
وفي سياق متصل أعلن مسؤول أميركي أن الحكومة الليبية أفرجت عن أربعة عسكريين أميركيين كانت احتجزتهم في وقت سابق.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم الكشف عن هويته، أن العسكريين الأربعة المحتجزين لدى الحكومة الليبية أفرج عنهم.
وأشار إلى أنه كان يعتقد بأن وزارة الداخلية الليبية احتجزت العسكريين الأربعة، في حين لم تعرف بعد ملابسات احتجازهم، موضحاً أنهم كانوا في ليبيا "بغية تشديد الإجراءات الأمنية في السفارة الأميركية في طرابلس".
من جهته، أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، نبأ احتجاز العسكريين الأربعة.
وتوترت العلاقات بين واشنطن وطرابلس، بعد الهجوم على السفارة الأميركية في ليبيا في 11 أيلول/سبتمبر من العام 2012، ما أدى إلى مقتل السفير كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أميركيين آخرين، في ردة فعل دموية على فيلم أميركي اعتبر مسيئاً للإسلام.
وقد ازداد توتر هذه العلاقات بعد اعتقال القوات الأميركية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، القيادي في تنظيم "القاعدة"، نزيه عبد الحميد الرقيعي، الملقب بـ"ابو أنس الليبي"، الذي تتهمه الولايات المتحدة بالضلوع في تفجيري السفارتين الأميركيتين بالعاصمتين الكينية، نيروبي، والتنزانية، دار السلام، في العام 1998، ما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وجرح آلاف آخرين.