ما تزال تداعيات فض اعتصام الأنبار في العراق تسيطر على الصحف الصادرة في بغداد، ورغم أن بعضها آثر الاقتصار على تغطيات محدودة بهذا الشأن، إلا أنه كان لافتا دعوة ائتلاف دولة القانون الذي يقوده نوري المالكي للتصدي إلى ما أسماها "مؤامرة ارهابية" من الخارج، في تعليقه على ردود الفعل المسلحة التي باتت تتسع في محافظة الأنبار بعد اعتداءات الأمن العراقي على ساحة الاعتصام.
وهذه الطريقة مشابهة إلى حد كبير للأسلوب الذي تصدى نظام بشار الأسد للثورة السورية قبل نحو ثلاثة أعوام.
سايكس بيكو سوري .. وحزب الله إلى السياسية فقط بعد الأزمة
في مقابلة أجرتها صحيفة الغد الأردنية مع الخبير الاستراتيجي الأردني عدنان أبوعودة يقول فيها إن "الغرب يستدرج المنطقة ويبتز جغرافيتها لتأمين مزيد من عناصر السلامة لإسرائيل .. ما يستوجب استثمار ما يجري في سورية لصالح إسرائيل".
ويرى أبو عودة أن "الحل في سورية حسم لصالح روسيا التي ابرمت اتفاقا مع دمشق لاستثمار حقول النفط والغاز في المتوسط، ما يعد "المرة الاولى التي تصل فيها روسيا فعليا إلى المياه الدافئة"، متسائلا عن" اسباب صمت الولايات المتحدة على خطوة من هذا الحجم ستفضي إلى إقدام روسيا على نصب منصاتها العائمة قبالة السواحل السورية بوجود أسطولها البحري".
وعند أبوعودة، فإن "الجغرافيا تفرض نفسها على فكرة التقسيم" في سورية، التي يمكن أن تكون "دولة اتحادية من سُنّة وعلويين واكراد"، في تجسيد لـ"
سايكس بيكو سوري" يخرج هذا البلد المركزي من دائرة الصراع مع إسرائيل التي سيتوطد أمنها "وهو المخرج النهائي لحل دولي يجري في ضوئه إخماد البركان السوري".
وأكد أبوعودة "أن تقاطعا غربيا روسيا في المغالاة بتضخيم قوة الجهاديين الاسلاميين في سورية لجعل هذا الموضوع هو الأولوية، وهذا لتغطية الأهداف الحقيقية وهي المصالح. أمّا الغاضبون الإقليميون فسيتقيدون برؤية القطبين الدوليين، وهو ضغط وصخب وغضب الحليف الذي يريد أن يذكر بخدماته لأميركا، التي لن تغير استراتيجيتها حيال سورية وغيرها"، في إشارة الى الانتقادات السعودية المتكررة لموقف واشنطن من الأزمة السورية والاتفاق مع ايران.
وقال إن "سورية بحاجة لإعادة البناء، وقد يكون "مشروع مارشال صغير"، إذا أن تكلفته تناهز 200 مليار دولار وهو يستدعي تدخلا أمميا لإعادة بناء مؤسسة الحكم، من سلطات تشريعية وتنفيذية والتعددية السياسية والمحافظة على السلم الأهلي، وعدم منع حزب البعث كما حدث في العراق لأن للاجتثاثات أثمانا باهظة".
وأضاف أن أميركا تستقرئ موقف إيران من الملف السوري، الذي ليس من خطأ الظن أنه كان حاضرا في جنيف الايراني، لافتا إلى أن طهران "ستكون موجودة وفق صيغة ما في جنيف 2 السوري".
و يرى المفكر السياسي عدنان أبوعودة، أن "حل الموضوع السوري وإخماد البركان هناك بصيغة ما سيؤدي لا محالة إلى تحول حزب الله إلى حزب سياسي، الذي خدشت صورته بتورطه في سورية، وهو يقاتل لحفظ صورة أيقونة البطل الشعبي، بتجنب خوض مواجهة جديدة مع إسرائيل تضر بصورته".
واعتبر أن "لبنان أيّا كانت الحلول في سورية "فسيبقى في تشكيلة نظامه الطائفي".
مصر: حملة لمحاكمة أبطال ثورة 25 يناير خونة
تحت عنوان "الخديعة الكبرى .. سياسيون: تسجيلات نشطاء25 يناير خيانة عظمي تستوجب المحاكمة" ... كتب حازم أبودومة في الأهرام أن "تسجيلات مسربة لعدد من النشطاء السياسيين أثارت استياء عنيفا في الأوساط السياسية, ونقل عن سياسيين مطالبتهم بمحاكمة كل من ثبت تورطه في هذه التسجيلات بتهمة الخيانة العظمي والعمالة لمصلحة الغرب".
وتضمنت التسجيلات، كما ذكرتها صحيفة العرب الصادرة في لندن، نص مكالمة هاتفية بين الناشطين السياسيين مصطفى النجار، عضو مجلس الشعب السابق، وعبدالرحمن يوسف نجل الشيخ يوسف القرضاوي، التي قال فيها النجار إنه "حصل على ملف نجل القرضاي من جهاز أمن الدولة، عند سقوطه في أيدي المتظاهرين في أعقاب ثورة
25 يناير، ولاسيما ما يخص علاقاته النسائية".
ويقول مصطفى النجار لابن القرضاوي إن "الشرطة العسكرية أخذت ملف علاقاته النسائية وملف الجمعية الوطنية".
ويضيف أنه "استطاع أن يأخذ ملفات أخرى هربها في أربع وحدات مركزية لحواسيب".
وكشفت مكالمة أخرى بين الناشطين محمد عادل وأسماء محفوظ عن معرفة النشطاء بمقار جهاز أمن الدولة بشكل جيد.
وأثناء اقتحام مقر جهاز أمن الدولة، طالب عادل من محفوظ حشد
المصريين أمام الجهاز وتفتيشه جيدا، لاسيما الغرف الموجودة تحت الأرض بالقرب من المداخل والمخارج. وأظهرت مكالمة أخرى بين أحمد ماهر مؤسس حركة أبريل وشخص مجهول "تجسّس" وائل غنيم وتنسيق الشخصين لإرسال غنيم إلى مركز تدريب شخصيا" بسبب شهرته الواسعة.
ويقول مغردون إن "مسلسل تشويه المعارضين لم يتوقف لحظة رغم رحيل مبارك". واعتبر بعضهم أن تلك التسريبات مزورة بدقة، ونشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية، ومن خلال إعلاميين وصحفيين معروفين بأنهم أدوات في أيدي أجهزة المخابرات والأمن الوطني".
وقال مغرد نفهم من ذلك أن ابن القرضاوي زير نساء، وائل غنيم جاسوس، وأحمد ماهر غاوي تمويلات".
بوتفليقة يبدو منهكا ويصرف النظر عن تعديل الدستور
تكتب صحيفة الخبر الجزائرية أن الرئيس عبد العزيز
بوتفليقة "بدا أمس منهكا وتائها في نظراته وهو يرأس اجتماع مجلس الوزراء".
وأضافت الصحيفة "أظهرته صور نشرات الأخبار في قنوات التلفزيون العمومي، يتمتم مع الوزراء الذين كان أغلبهم يضع سماعة في أذنيه لسماع ما يقول الرئيس الذي كان صوته خافتا".
"وخلال الثواني المعدودة التي استغرقها بث صور مجلس الوزراء، تبادل بوتفليقة نظرات مع أعضاء حكومته. وفيما كان بعض الوزراء مشدودين إليه، كان البعض الآخر يقرأ أوراقه"، بحسب وصف الصحيفة.
ورصدت الصحيفة "كيف بدا بوتفليقة متعبا جامدا فوق كرسي، يمسك قلما بيده اليمنى ويحركها ببطء شديد للتوقيع على قانون المالية 2014"، كما قالت إن "صور التلفزيون لم تظهر الرئيس واقفا أو مترجلا ولا لحظة واحدة، وتعقب "حمل الديكور في مجمله مؤشرات قوية على صعوبات كبيرة يواجهها سابع الرؤساء للاستمرار في الحكم. فهل بعد الحالة التي بدا عليها عبد العزيز بوتفليقة أمس، يمكن الحديث عن عهدة رابعة؟
وفي التقرير نفسه تقول الصحيفة "على عكس ما توقع الكثيرون، لا أثر لتعديل الدستور في أعمال مجلس الوزراء ما يرجح أن الرئيس صرف النظر عنه، إذ من المستبعد إجراؤه طالما أن استدعاء الهيئة الناخبة للرئاسيات سيكون بعد 15 يوما".
ومن وجهة نظر الصحيفة يعتبر الدستور "لغزا محيرا في فترة حكم الرئيس بوتفليقة، الذي أعلن عدة مرات عزمه إحداث تغيير فيه، دون أن يكشف عن الصيغة التي يريدها في القانون الأعلى للبلاد".