في خطوة تهدف للتخلص من معظم فلسطينيي 48 وإضفاء شرعية على ضم المشروع الاستيطاني لها، اقترحت "
إسرائيل" على
الولايات المتحدة أن يتم إلحاق منطقة "
المثلث"، التي تضم معظم فلسطينيي 48 بالدولة الفلسطينية العتيدة، مقابل ضم "إسرائيل" للتجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وكشف موقع صحيفة "معاريف" صباح الأربعاء النقاب عن أن الاقتراح الذي نقله ديوان نتنياهو لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري يهدف "إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن ناحية التخلص من معظم فلسطينيي 48، وفي الوقت ذاته ضمان ضم التجمعات الاستيطانية التي يقطنها أكثر من 70% من المستوطنين".
ونوه الصحافي إيلي برادشتاين الذي أورد السبق الصحافي إلى أن نتنياهو يعتبر أن قبول هذا الاقتراح يسهم في "الحفاظ على الطابع اليهودي لدولة إسرائيل، عبر التخلص من الثقل الديموغرافي لفلسطينيي 48".
ونقل برادشتاين عن محافل سياسية إسرائيلية قولها إن نتنياهو يخشى أن يؤدي بقاء فلسطينيي 48 داخل إسرائيل إلى تواصل النزاع حتى لو تم التوقيع على اتفاق تسوية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
واستدركت المحافل بأن المساحة التي يوافق نتنياهو على نقلها للسلطة الفلسطينية أقل بكثير من المساحة المقامة عليها التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، أي أنه يرفض معادلة (1-1)، التي تعني تبادل أراضي متساو بين الجانبين.
وأوضحت المحافل أن معظم الأراضي التي تعنى "إسرائيل" بضمها في الضفة الغربية خالية من المستوطنين، في حين أن جميع المساحة التي تبدي موافقة على نقلها للدولة الفلسطينية مأهولة بفلسطينيي 48.
ونوهت المصادر إلى أن نتنياهو يبرر موقفه هذا بالقول إنه ليس لدى إسرائيل ما يكفي من الأراضي الخالية من السكان لكي يتم الانسحاب منها.
ومما يدلل على أن هذا المقترح يخدم توجهات اليمين المتطرف الإسرائيلي، حقيقة أن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، الذي يعتبر من الوزراء الأكثر تطرفاً في حكومة نتيناهو يعتبر من المتحمسين لهذا الاقتراح.
في هذه الأثناء، وقبل يوم من وصول كيري، أكدت الإذاعة العبرية أن وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل مصمم على الإعلان بشكل رسمي على بناء آلاف الوحدات السكنية في أرجاء الضفة الغربية، تنفيذا لقرار الحكومة الإسرائيلية الذي اتخذ الأسبوع الماضي.
ونوهت الإذاعة صباح الأربعاء إلى أن أرئيل يخطط للإعلان عن بناء أحياء سكنية في مستوطنات نائية لا تقع ضمن التجمعات الاستيطانية الكبرى.
وأعادت الإذاعة للأذهان حقيقة أن أرئيل كان قد أعلن قبل أسبوعين أن لديه مخططات للبناء في مستوطنات الضفة الغربية لخمسين عاما مقبلة.
وفي ذات السياق، اعتبر الكاتب الإسرائيلي إليشيع كوهين أن توقيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على أي اتفاق مع إسرائيل يعني أنه هو شخصياً بات يتحمل نتائج "النكبة" التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948.
وفي مقال نشره صباح الأربعاء في صحيفة "معاريف"، أوضح إليشيع أن التوصل لهذا الاتفاق في ظل المواقف الإسرائيلية المعلنة يعني أن إسرائيل ليست مسؤولة عن الدعاوى الفلسطينية التي رفعت في أعقاب الإعلان عن "الدولة اليهودية".