لم يشفع لها كبر سنها فى رحمتها من بطش
زوار الفجر، 10 دقائق كانت كفيلة بإنهاء حياتها، تلقت خلالها ضربتين على الرأس بظهر بندقية أحد ضباط أمن الدولة الذي اقتحم المنزل ليلا، بحثا عن ابنها المحامى الذي يدافع عن المعتقلين السياسيين في إطار مهام عمله.
الحاجة محروسة بدوي، صاحبة الـ62 عاما صعدت روحها إلى بارئها فجر يوم الجمعة فى الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وهي معروفة بين أهالي المنطقة بـ"أم حسن".
هكذا يصف موقع "
مصر العربية" مقتل أم حسن، الذي يروي عن "فراولة عبد العاطي"؛ زوجة نجلها هاني، ما حدث بالتفصيل فى هذا اليوم كونها الوحيدة الموجودة بالمنزل مع أم هاني، ولا تزال آثار الصدمة من دخول قوات أمن الدولة ترتسم على وجهها وكأن الاقتحام حدث منذ دقائق، الكلمات تتحجر فى حلقها والدموع تتجمد فى عينها من هول ما رأته، لملمت ما تبقى منها من قوة قائلة: "لم يكن بالبيت سوى والدة هاني زوجي حيث تقطن فى الطابق الأول وأنا وأولادي فى الطابق الثاني، كان أحفاد "أم هاني" نائمين، والسكون يغطى المكان، ومع دقات الـثانية إلا ربع صباحا فجر يوم الجمعة الماضي، فوجئت الأم والزوجة بـ"خبط ورزع" على باب الشارع الحديد وكأن القيامة قد قامت، وتحول شارع الاعتماد و6 أكتوبر إلى ترسانة مسلحة، حيث تراصت نحو 8 سيارات ترحيلات كبيرة مليئة بتشكيلات الأمن المركزي، وانتشرت القوات الخاصة وهم ملثمون بزيهم الأسود المعروف مرتدين الدروع الواقية، وأجهزة اللاسلكي، والكشافات، ومسلحين بالرشاشات والطبنجات ومعهم "أجنة كبيرة" استخدموها فى كسر باب الشارع الحديد".
وتابعت فى حسرة: "استيقظت والدة هاني مندهشة على هذا الصوت ونزلت لتفتح لهم الباب لتفاجأ بأنهم كسروه ودخلوا، لم يعطوا لها أدنى اهتمام رغم كبر سنها وامتلأ المنزل بضباط الداخلية والقوات الخاصة يفتشون عن زوجي وحينما رأت القوات تصعد إلى الطابق العلوي حيث أقطن وأولادي صعدت خلفهم لتكون معنا، إلا أن الضابط نهرها وطلب منها النزول ولم يمهلها الرد وبطبنجته ضربها ضربتين على مقدمة رأسها لتسقط جثة هامدة، وتجمع الدم فى مقدمة الرأس، فلم تأخذهم بها شفقة أو رحمة وبعد سقوطها على الأرض لم يكترثوا لها كما لم يلقوا بالا أو تتحرك قلوبهم لبكاء الأطفال أبناء زوجي وأحفاد الجدة التي نحسبها شهيدة".
وأضافت: "دخلوا فتشوا المنزل وغرف نوم الأطفال وسط فزع الصغار، لم يجدوا زوجي، وأخبرتهم بأنه خارج مصر فأخذوا كافة تفاصيل بطاقتي، وغادروا المنزل، هرولت على السلم لا استطيع أن أتمالك أعصابي وتجمع الجيران بعد رحيل الأمن وطلبنا الإسعاف ولكن أم هاني كانت فارقت الحياة".