أحرق محتجون
تونسيون، الأربعاء، مقر
حركة النهضة الإسلامية التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد، في مدينة
القصرين التي تشهد منذ يومين إحتجاجات إجتماعية وسط حالة من الغضب.
وقال مصدر محلي ليونايتد برس إنترناشونال، إنّ المحتجين الذين خرجوا اليوم في مسيرات غاضبة حاصروا مقر حركة النهضة الإسلامية، ثم تمكنوا من إقتحامه وحرقه بالكامل.
وأشار إلى أن قوات الأمن التي كانت تحمي هذا المقر لم تتمكن من الصمود أمام الحشود الغاضبة، رغم استخدامها القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، حيث انسحبت من المكان قبل أن ليتم اقتحام المقر وحرقه.
وتعيش مدينة القصرين (200 كيلومتر غرب تونس العاصمة) منذ الليلة الماضية، على وقع حالة من الغضب والإحتقان، دفعت الإتحاد الجهوي للشغل (منظمة نقابية) إلى الدعوة إلى تنفيد إضراب عام اليوم إحتجاجاً على عدم تمكين المدينة من مشاريع التنمية القادرة على امتصاص البطالة في صفوف الشباب.
يُذكر أن حرق مقرات حركة النهضة الإسلامية تكرر خلال الأشهر الماضية في عدد من المدن التونسية، وذلك تعبيراً على غضب المواطنيين من أداء هذه الحركة التي تقود الإئتلاف الحاكم في البلاد.
وتجدّدت اليوم أعمال العنف والمواجهات بين المحتجين وقوات الأمن في غالبية المدن التونسية على خلفية رفض ضرائب جديدة فرضتها الحكومة برئاسة علي لعريض القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية.
وقد شهدت محافظة القصرين ، الأربعاء، إضرابا عامّا احتجاجا على غياب التنمية والعدالة الاجتماعية، بحسب شهود عيان.
وكان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل بالمحافظة، قد دعا الأسبوع الماضي في بيان له، إلى تنفيذ الإضراب اليوم، للمطالبة بحقّ الجهة في التنمية واحتجاجا على تردّي الأوضاع الاجتماعية.
وأفاد شهود عيّان للأناضول، أن غالبية المؤسسات الحكومية في المحافظة قد تعطّلت عن العمل بسبب الإضراب في حين أن المشاركة في الإضراب من قبل العاملين في القطاع الخاص كانت ضعيفة.
وجابت مسيرة ضمّت المئات من المواطنين شوارع المدنية رفعت شعارات تعارض الرفع في الضرائب ضمن الموازنة العامّة للدولة للعام الجديد.
في ذات السيّاق تعرّض مركز الأمن بمدينة "تالة" التابعة لمحافظة القصرين للحرق من قبل محتجين .
وتواصلت حتى الساعات الأولى من صباح الأربعاء، المواجهات بين قوات الأمن ومحتجين بمدنية "تالة" بمحافظة القصرين، غربي تونس، وذلك على خلفية مسيرة احتجاجية شهدتها المدينة، الثلاثاء، حسبما أفاد شهود عيان.
وقال شهود العيان، إن "مسيرة خرجت، مساء أمس الثلاثاء، بمدينة تالة، للمطالبة بالعدالة الاجتماعية والتنمية، وملاحقة المتورطين في قتل "شهداء" المدينة إبان ثورة 14 يناير/كانون أول 2011، وسرعان ما تحولت إلى مواجهات مع قوات الأمن".
وبحسب شهود العيان، فإن "معظم المشاركين في المسيرة، كانوا من الشباب، حيث حاولوا اقتحام مركز الأمن بالمدينة، قبل أن تستخدم القوات الغاز المسيل للدموع، واطلاق الرصاص في الهواء لتفريق المحتجين" دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وكانت محافظة القصرين من أولى المحافظات التي خرجت ضد نظام زين العابدين بن علي الذي أطاحت به ثورة يناير 2011، وسقط خلال المواجهات الأولى للثورة حوالي 20 من أبنائها، فضلاً عن عشرات الجرحى، بحسب سكان محليين.